طاردوا كل من اعترضهم بقوة السلاح وهجروهم خارج بلدهم، ثم يتحدثون بصفاقة بالغة السوء عن أولئك الذين يخونون بلادهم في الخارج ولا يأبهون لمعاناة اليمنيين .
سجلوا أسماءهم كمطلوبين خطرين ودواعش ثم يعيرونهم لأنهم في الخارج !!
بالسلاح والحصار أجبروا الرئيس على الهروب ثم يتحدثون بوقاحة عن رئيس هارب .
عدد الهاربين في الخارج لا يعكس قوتكم العسكرية التي ثبت أنها لم تكن قوية سوى في وجه العزل والمدنيين ، بل يعكس كم أنكم بلا أخلاق ، وكم أنكم بعيدين عن مفهوم الوطن .
الوطنيون لا يطردون مواطنا ولا يفجرون منزل عائلة ولا يدفعون أحدا للخيانة .
لم تكتفوا بملاحقة الخصوم ، بل حولتموهم لعملاء ، وحين أغلقتم القنوات الفضائية في الوطن اضطررتموهم لفضاءات خارج وطنهم ، وحين اعتقلتم السياسيين في كل المستويات أجبرتم الآخرون على العمل من خارج الحدود ثم تتحدثون عن من يبيعون الوطن .
ماهو الوطن إذن ؟
ماهو هذا الوطن إذا كان لا يوفر بيتا ولا أمنا ولا حرية ولا سيادة ؟
ماهو هذا الوطن الذي لايمنحك اللقب إلا إذا كنت منحنيا وراكعا وذليلا ؟
حولتم الوطن إلى أسماء وعوائل ، ثم بدأتم توزعون صكوك الوطنية وتهم العمالة والخيانة على نسب الولاء !!.
من يعشقون الوطن لا يصورونه مجسما في صنم ، لا يطردون منه كل من يقول لهم لا ثم يتهمونهم بالخيانة .
في الأثناء كانت إيران تظلكم بأجنحتها أمام العالم كله، تصريحات بلا عدد ودبلوماسية وسفراء تستميت للدفاع عنكم ، وبارجات تتحرك في البحر ، وظهرت مرتبكة كما لو أن معسكرا لها كان يقوم بمهمة خارج الحدود تعرض لخديعة ما ، ثم بدا حديثكم عن العمالة والخيانة كمن “رمتني بدائها وانسلت ” .
أنتم الذين حرمتمونا من الابتهاج بعروض الجيش والتقاط الصور التذكارية أمام أرتال الجيش كما يفعل الناس في كل دول العالم حين صنعتم من الجيش سوطا على رقاب الناس وحولتموهم إلى مجموعات من الجوعى يحاربون من أجل بقاء رواتبهم .
أنتم الذين انتزعتم الروح القومية والوطنية من نفوس الجيل حين جعلتم من الوطنية قضية للتجارة والتربح .
قبل أن تتحدثون عن الوطنية ، عليكم أولا أن تتعلموا هذه المسلمة السهلة ، أن الوطن يكون صغيرا جدا وتافها جدا حين يختزل في صورة زعيم أو قداسة سيد .
عندما تحفظون ذلك وتعتقدونه، بعدها فتعالوا معا وجميعا نتعلم من جديد كيف تنظر الأوطان لأبنائها وكيف تجعلهم يموتون عشقا من أجلها .