الجزيرة برس- رداع -أكدت مصادر محلية بمنطقة رداع أن مجموعة من عناصر ما يسمى “أنصار الشريعة” نفذت مساء أمس هجوماً مسلحاً على معسكر الأمن المركزي الواقع وسط مدينة البيضاء.. حيث قامت تلك العناصر باستهداف عنابر جنود الأمن المركزي وعنابر السجن المركزي بقذائف الـ “آر بي جي”، دون أن تخلف أي إصابات في أوساط الجنود، لعدم دقة التصويب، موضحة بأن قوات الأمن المركزي ردت على مصادر تلك القذائف، مؤكدة أن المنطقة شهدت اشتباكات متقطعة بعد تلك التفجيرات التي استهدفت عنابر الجنود.
وفي سياق متصل بالمواجهات التي تشهدها بعض مناطق رداع فقد لقي أكثر من خمسة عشر مسلحاً من مسلحي “أنصار الشريعة” مصرعهم صباح يوم أمس الثلاثاء عندما قام الطيران الحربي بشن غارة على مرفق صحي في قرية المناسح كان يتمركز فيها مسلحو تنظيم القاعدة وتم تدمير ثلاث سيارت تابعة لعناصر التنظيم.
وذكرت عدد من المصادر الميدانية أن الطيران استهدف تجمعاً للقاعدة في المبنى مما أدى تفجير ثلاث سيارات كانت جميعها مجهزة بالمتفجرات لتنفيذ عمليات انتحارية، وتم وضعها داخل المبنى, إضافة إلى تدمير المبنى بشكل كلي ومصرع من كان بداخله.. مشيرة إلى أن من بين الذين سقطوا إثر ذلك القصف أثنان من الجنود الجرحى ومواطن آخر، كانت عناصر التنظيم قد ألقت القبض عليهم مساء أمس الأول.. حيث أصيب الجنديان أثناء عملية التوغل في منطقة الثعالب، في حين حاول السائق محاولة إخراج الجنديين من المنطقة وإسعافهما إلا أن مسلحي أنصار الشريعة اعتقلوهم وتحفظوا عليهم داخل المركز الصحي الذي تعرض للقصف من قبل قوات الجيش وقتلوا مع أكثر من “15” من عناصر التنظيم.
وكانت السيارات الثلاث قد تم تجهيزها لتنفيذ عمليات انتحارية.. حيث كان مسلحو التنظيم ينوون القيام بها, إلا أن قصف الطيران للمرفق الصحي حال دون ذلك.
إلى ذلك تمكنت قوات الجيش المتمركزة في مرتفعات مناطق “قيفة” من إفشال عدد من العمليات الانتحارية والهجومية التي كان مقاتلو تنظيم القاعدة ينوون القيام بها ليلة أمس.
وذكرت مصادر ميدانية أن مسلحي تنظيم القاعدة قاموا بشن هجوم على موقع الثعالب من اتجاهين, وكادوا يتمكنوا من السيطرة عليه لولا صمود اللواء في موقع الثعالب بالإضافة إلى تكثيف المدفعية المتمركزة في “جبل أحرم” من مواصلة قصفها لمواقع المسلحين في قريتي خبزة والمناسح.
وعلى صعيد متصل قالت مصادر محلية بمديرية ميفعة عنس بمحافظة ذمار إن الطيران الحربي ضرب بالخطأ منطقة تقع بين قريتي “العلانة” و”ورقة” إلا أن الضربة لم تحقق أي هدف على الأرض.. حيث كانت المنطقة ـ التي استهدفت بثلاث قذائف من إحدى الطائرات ـ قد سقطت على الطريق العام ولم تصب أي هدف، كما أنها لم تحدث أي أضرار مادية أو بشرية في أوساط المواطنين كون المنطقة التي ضربت غير مأهولة بالسكان، مشيرة إلى أن الطيران الحربي قام بقصف قريتي “العلانة و ورقة” بثلاثة صواريخ إحداها سقط في سور مدرسة العلانة والثاني في مقبرة القرية و الثالث على أطراف قرية ورقة.
من جانبها أكدت مصادر محلية أن رجال القبائل في منطقة “أسبيل” تمكنوا من إخراج عناصر أنصار الشريعة الذين بدأوا في التمركز من مساء أمس الأول في جبل “اسبيل” بغرض تشتيت قوات الجيش، وأبلغ رجال القبائل، عناصر التنظيم بضرورة إخلاء الجبل من أي تواجد للمسلحين كون أبناء المنطقة هم من سيتضرروا من أي مواجهات قد تشهدها المنطقة، مؤكدين أنهم سيضطرون لمواجهتهم في حال أصر المسلحون على البقاء، إلا أن المسلحين استجابوا لمطالب القبائل وانسحبوا.
إلى ذلك، قال مصدر محلي بمديرية ميفعة عنس (محافظة ذمار) إن أكثر من 2500 نازح من قرى قيفه منطقة المناسح “رداع” وصلوا إلى قرى وعزل أسبيل التابعة للمحافظة.
وأكد محمد الصوفي ـ نائب مدير مكتب التربية والتعليم بـ”ميفعة عنس” ـ: أن النزوح بدأ من أول أمس “الأثنين” وهو مستمر حتى الليل، وأضاف: إن عملية النزوح جاءت بعد أن وجهت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة بالسماح لأهالي قيفة بدخول قرى المديرية وفتح المدارس والبيوت بالقرى المجاورة للمديرية وهي (الأقمر – العساكرة – ابيرق – حليمة).
من جانب آخر أكدت مصادر محلية بمنطقة رداع أن لجنة الوساطة ـ التي كانت قد التقت يومي الجمعة والسبت العناصر المسلحة ـ لم تطرح قضية الإفراج عن المختطفين الأجانب الذين تتهم السلطات المسلحين باختطافهم.. حيث اكتفت الوساطة التي يقودها عدد من وجهاء رداع بالحديث عن خروج المسلحين ممن هم ليسوا من أبناء المنطقة وتسليم الأسلحة الثقيلة، وعدم الاعتداء على الجنود.
من جانب آخر ذكرت مصادر قبلية أن عدداً من مشائخ قيفة ومأرب طلبوا من قيادة الحملة العسكرية وقف الضرب ليتسنى لهم القيام بدور الوساطة مع العناصر المسلحة للمرة الأخيرة علها تستطيع إقناعهم بتلبية مطالب الدولة، مشيرة إلى أن من بين الوساطة هذه المرة من خارج رداع كل من الشيخ/ القردعي والشيخ/ العجي، مؤكدة أن جهود الوساطة قد أثمرت في تسلم الشيخ جرعون جثث الجنديين وسائق السيارة الذي حاول إسعاف الجنديين المصابين.
اخبار اليوم