وثائق الدولة الطاهرية اليمنية وفاة الملك المنصور ومبايعة الملك عامر بن عبد الوهاب بن داؤد طاهر معوضة تاج الدين الذرحاني الحميري القحطاني
الأثنين 1 رمضان 1440ﻫ 6-5-2019م

الجزيرة برس – في مديرية جبن عاصمة الدولة الطاهرية بالقصر الملكي والدار الكبير الذي كان يضرب به المثل من اعظم وأجمل قصور اليمن بمدينة الملوك جبن وفي شهر ربيع الاول سنة 894هجري الموافق فبراير 1489م مرض ملك اليمن تاج الدين المنصور عبد الوهاب بن دَاوُدَ بن طاهر بن معوضة تاج الدين الذرحاني الحميري القحطاني

وتوفى رحمه الله بجبن في الثلاثاء ٧ جماد الاول 894هجري ودفن صباح الخميس ٩ جماد الاول بالمقبرة الملكية الطاهرية الكائنه وسط مدينة جبن جوار وشرقي وادي الحميري ومدرسة ومسجد المنصورية في الضريح الملكي الخاص بملوك وأمراء الدولة الطاهرية

نص الوثائق التاريخية 
(وفي مدة إقامته بزبيد أمر القضاه والعلماء بزبيد بعمارة ما تشعث من المدارس والمساجد فامتثلوا طائعين وعُمرت كما رسم وأبرم أصلحه الله تعالى

ثم طلع إلى تعز يوم السبت السادس من ربيع الاول ثم طلع إلى جبن فاجتمع بوالده هنالك ثم مرض والده مرض الموت وذلك بالرياح التي كانت تعتاده في رجله فلم يزل عنده إلى أن توفاه الله تعالى عشية الثلاثاء السابع من جمادى الاولى ببلده جبن

ودفن بها صبح يوم الخميس التاسع من الشهر المذكور وعظم به مصاب المسلمين أدخله الله برحمته في عباده الصالحين وملكه أعلى مرتبة في 
عليين آمين آمين

ومن مأثره الدينية المنصورية بزبيد وعمارة مسجد الاشاعر بها وزيادة جامع عدينة من تعز ومنبر الخطبة الذي نصبه في الزيادة المذكورة ليس له في اليمن نظير ومدرسة بالمقرانة وأخرى بجبن والبركة الصغرى بجامع زبيد ومرافقها ومدرسة عظيمة بمدينة خبان ومسجد بمدنية إب وما لا يحصى رحمه الله تعالى

الباب العاشر في ذكر دولة مولانا السلطان ابن السلطان واسطة عقد الزمان إنسان العين وعين الإنسان صلاح الدنيا والدين قامع الطغاة والملحدين الإمام الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر أدام الله تعالى أيامه وأعلا بكلمة الحق أعلامه

ولا زالت الأمور برأيه العالي منتظمة وسيوفه في رقاب أعداء الله وأعدائه محكمة قال المؤلف ختم الله له بالحسنى وبلغه غايات المنى

لما توفى مولانا الملك المنصور للتاريخ المذكور أجمعت الأمة على ولاية ولده الليث الصايل على اعدائه والغيث الهامل على اوليائه مولانا الإمام الملك الظافر صلاح الدين عامر ابن عبد الوهاب بن داود بن طاهر

فحينئذ سكنت الامور بعد اضطرابها وكان هو احق بالخلافة واولى بها وذلك بعد ان اوعز اليه والده بذلك وقرر له القواعد فثبت بيعته

ولما تم له الامر أقام ببلده جبن ثلاثة أيام وقرر احوالها ثم انتقل الى محروسة المقرانة واقطع خاله الشيخ عبدالله بن عامر البلاد الشرقية فاظهر الرضا والتسليم ثم لما كثرت العساكر عنده والوافدون اليه ضاقت بهم المقرانة وعزت الأقوات فيها فانتقل الى تعز فدخلها يوم الخميس السادس من الشهر المذكور فلبث بها خمسة أيام 
ثم اتصل به العلم بأن اخواله الشيخ عبدالله بن عامر ومحمد وعمر نقضوا العهد ودعوا إلى انفسهم واستخدموا الجيوش من يافع وأهل جبن وغيرهم

ووثبوا على ما نزل من بيوت جبن فانتهبوها واخذوا حصنها وانتهبوا الدار التي بناها هنالك الملك المنصور التي كانت يضرب بها المثل وخربوا بعضها وخربوا بيوت التجار بها كبيت الذرحاني وابن خلف وبيت الشيخ عبد الملك بن داود والقاضي عمر الجبني

والامير محمد بن عيسى البعداني وانتهبوها واخربوا أكثر البيوت التي بأسفل جبن وانتهبوها إلا بيوت من والاهم

فثارت حفيظته فحشد الجيوش الكثيفة وطلع إلى هناك يوم الاربعاء الثاني والعشرين من الشهر المذكور في خيل كثيرة ورجال يزيدون على العشرين الف مع ما انضم اليه بعد ذلك فحط عليهم في الحصن المذكور يوم الاحد السادس والعشرين من الشهر المذكور

وجرت بينهم وقائع راحت فيها الارواح من الفريقين ولما وصل الملك الظافر إلى جبن نزل القاضي عمر بن عبد السلام عليه فلما سمع الشيخ محمد بن عامر بذلك أمر بنهب بيته فنهب وانتهكت حرمته ونهبوا له من الكتب ألفاً وخمسمائة كتاب من الكتب النفيسة

واما الشيخ عبد الله فهرب إلى جبل حرير ثم الى بلد يافع فتحصن فيها وقتل من اصحابه جملة وأسر من بين يديه ابن اخيه الشيخ داود بن احمد بن عامر ونهب المال الذي في صحبته وفي ظهر يوم الاحد الرابع عشر من شهر رجب امر الملك الظافر بإخراج أهل يافع من مدينة عدن ونفيهم

فأخرج منهم نحو خمسمائة إنسان ما بين صغير وكبير وكان المخرج لهم الشيخ محمد بن عبد الملك وهو إذ ذاك بها أميراً من قبل ابن عمه ثم اتفق الصلح بين الملك الظافر وبين من بقي من أخواله بحصن جبن على أن يعطوا من مال عدن في كل عام أربعين الف دينار ويٌقطعهم من البلاد جبل حرير والشعيب

فرفع المحطة عنهم وكانت أيام المحطة المذكورة وهي الاولى خمسة وخمسين يوماًُ وكان الصلح على يد الامير عمر بن عبد العزيز الحبيشي وفي يوم الاربعاء الثالث من شعبانها توفي الفقية عبدالله بن أبي بكر خطاب ، إمام مسجد الأشاعر في وقتي الظهر والمغرب واستمر نائبا عن اولاده اخوه احمد في وظيفته

ثم ان الملك الظافر توجه الى المقرانة ، ثم الى رداع العرش لتفقد تلك الجهات ، واتصل به العلم أن اخواله المذكورين نقضوا الصلح ونكثوا ايمانهم