هذا ما يريد العرب من الأسد؟ وإعادة فتح سفارة الإمارات يعني عودة العلاقات السعودية الخليجية والسورية
الخميس 20 ربيع الثاني 1440ﻫ 27-12-2018م

الجزيرة برس – وكالات- بالنسبة للسعودية والإمارات، فإن إعادة سوريا إلى الجامعة العربية تعد استراتيجية جديدة تهدف إلى إبعاد الرئيس بشار الأسد عن دائرة نفوذ طهران. يقول تقرير لصحيفة الغارديان.

هذه الاستراتيجية تعززها وعود خليجية بإقامة علاقات تجارية طبيعية، وضخ أموال لإعادة إعمار سوريا والتي تبلغ وفق تقديرات سورية وأخرى خارجية بحوالي 400 مليار دولار. وأعلنت الإمارات العربية المتحدة إعادة افتتاح سفارتها في دمشق الخميس، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية.

يقول توبياس شنايدر وهو باحث في معهد السياسة العامة العالمية في برلين للغارديان إن “القادة العرب في الخليج وافقوا منذ فترة طويلة على فكرة بقاء بشار الأسد في السلطة. في النهاية وضمن المخطط الكبير للثورة الإقليمية والثورة المضادة، كان الأسد واحدا منهم، مستبد عربي يقاتل ضد ما يعتبره القادة، الإماراتيون والمصريون بشكل خاص، قوى ثورية وإسلامية تخريبية مثل الإخوان المسلمين”.

الأسد نفسه كان قد قال لصحيفة كويتية في تشرين الأول/أكتوبر إن سوريا توصلت إلى “تفاهم كبير” مع الدول العربية بعد سنوات من العداء. وشوهد وزير خارجيته وليد المعلم وهو يحيي بحرارة نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام.

وتقول الغارديان إنه في وقت سابق من كانون أول/ديسمبر وجدت دعوة وسائل الإعلام المصرية والخليجية إلى إعادة سوريا لجامعة الدول العربية دعما من البرلمان العربي، فيما تعززت الشائعات حول إعادة فتح السفارة الإماراتية في دمشق، والتي يعتقد المراقبون أنها ستكون بمثابة قناة خلفية للمبادرات الدبلوماسية السعودية. وأكدت الإمارات العربية المتحدة افتتاح سفارتها في دمشق الخميس. بعد يوم واحد من تقرير الغارديان.

عودة سوريا للجامعة العربية ثمانية أعوام مرت على طرد سوريا من جامعة الدول العربية بسبب قمع دمشق الوحشي للاحتجاجات السلمية ضد الرئيس بشار الأسد، لكن هناك حديثا عن عودة وشيكة لدمشق إلى حضن الكتلة الإقليمية.

ورجح تقرير الغارديان البريطانية الأربعاء قرب عودة سوريا إلى الجامعة العربية في ظل مؤشرات أبرزها زيارة الرئيس السوداني عمر البشير الأخيرة وهي الأولى لزعيم عربي منذ تفجر الأوضاع في سوريا. الزيارة فسرها كثيرون على أنها بادرة صداقة نيابة عن العديد من الدول العربية وتحديدا السعودية التي عززت علاقاتها مع السودان في السنوات الأخيرة، وفق الصحيفة.

وقالت مصادر دبلوماسية للغارديان إن هناك توافقا متناميا بين دول الجامعة الـ22، مفادها أنه يجب إعادة سوريا إلى تحالف الدول العربية بعد فشل خطوة الإبعاد في وقف الحرب الأهلية. وتأتي هذه الخطوة على الرغم من علاقات الأسد الوثيقة مع إيران والتي لعبت دورا في إنقاذ نظامه.

الأردن أعاد من جانبه فتح المعبر الحدودي الجنوبي، بينما تعمل إسرائيل مع روسيا للحد من التوترات في مرتفعات الجولان المتنازع عليها.

تركيا التي تدعم آخر جيب للمتمردين السوريين في شمال غرب سوريا، اقترحت العمل مع الأسد إذا عاد إلى منصبه في انتخابات “حرة ونزيهة”. ومع ذلك، رجحت الصحيفة أن تبقى سوريا بالنسبة للغرب دولة منبوذة وسط ضغوط أميركية على الرياض وأبوظبي لتأجيل التقارب مع دمشق.

لكن هل يهتم الأسد؟ فقد أمن آفاقه السياسية من قبل إيران وروسيا، وها هم جيرانه العرب يطالبون باستعادة نفوذهم الضائع، يختم تقرير الغارديان.