من برر للحرب؟ : محمد جميح
الجمعة 28 جمادى الآخرة 1436ﻫ 17-4-2015م

 

لا أحد بالطبع يريد لبلاده أن تحوم فوقها طائرات الحرب…

لكن الضربات الجوية لن تدفعني إلى التحالف مع الحوثيين…

الحوثيون لا يمثلونني حتى أدافع عنهم، وأتحمل نتيجة أخطائهم…

تعاطفي مع المواطن البسيط الذي لا شك أنه تأثر بهذه الحرب، التي سببها الحوثي بنزقه وعدوانه على كل مدينة وقرية في اليمن، وعنترياته وهو مختبيء داخل كهفه الحصين، متفرجاً على الحرب ، وهي تحصد الأرواح…

هذه الضربات زادت من قناعتي بأن الحوثيين يريدون إيجاد هوة بين اليمن والعرب، تمهيداً لجعله يدور في فلك أوليائهم الإيرانيين وهيهات…

الحوثيون ورطوا الجيش اليمني في حرب غير متكافئة، انتقاماً منه لموقفه المدافع عن الجمهورية والثورة ضد تمردهم في الحروب الست…

لا أدافع عن الضربات ولا أبررها…

الذي بررها هو الذي حركته طهران ليقوم بمناورة عسكرية على حدود السعودية…

والذي يعبيء أتباعه بأن الحج القادم سيكون من دون جوازات وفيزة، لأن مكة والمدينة ستكون في يد “أنصار الله”…

أما الذين يتحدثون عن السيادة الوطنية اليوم، ففريق منهم أيد الطائرات نفسها في الحرب السادسة، دون أن يقول إنها خرق للسيادة الوطنية…

وفريق آخر قاتل تحت ظلال طائرات الدرونز الأمريكية في البيضاء قبل شهور بعيداً عن السيادة الوطنية…

بل إن أحد قيادات الحوثي جعل طلعات الدرونز الأمريكية آنذاك آية من آيات الله الذي أيد الحوثيين بأعدائهم الأمريكيين ضد أعدائهم من القاعدة… في تناقض لا يقدر عليه إلا الحوثيون…

أما الحديث عن أجهزة الدولة السيادية الحساسة التي سرب الحوثيون معلوماتها لرجال الحرس الثوري فحديث طويل…

واخيراً…قد أخطيء في اتخاذ الموقف، لكني لا أساوم عليه..