من أجل اليمن وأهله :إفتتاحية الخليج
الأربعاء 17 ربيع الثاني 1434ﻫ 27-2-2013م

 

مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في اليمن في الثامن عشر من شهر مارس/ آذار المقبل، تتزايد التحديات أمام القيادة السياسية والأفرقاء بمختلف انتماءاتهم، وسط مخاوف من أن تستمر عجلة الانهيار الأمني والاجتماعي في الدوران، ويفقد الجميع مقود السفينة .

في الأيام الأخيرة ازداد الاحتقان السياسي حدة، بخاصة بعد ما أطلت الأزمة التي تطحن البلاد منذ أكثر من عامين بقرونها من جديد، من خلال العنف الذي شهدته مدينة عدن، وبقية مناطق الجنوب، حيث كان بالإمكان تطويقه بقليل من الجهد، والحرص على الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤجج الصراع، ويزيد الأحقاد بين أبناء البلد الواحد .

لجوء الأطراف المتصارعة في الساحة الجنوبية إلى المواجهات المسلحة، يهدد بفقد السلام الاجتماعي ويعمق مشاعر الكراهية، بخاصة مع انتشار الصراع على أساس مناطقي، مع أن الجميع يدرك أن لا حل للأزمات التي تواجه البلاد إلا بالحوار والحوار وحده، وهذا موقف عربي ودولي واضح .

من المهم أن تبدأ الأطراف السياسية في البحث عن وسيلة لحل خلافاتها وعدم الانجرار إلى العنف الذي يمكن أن يتخطى حدود الخريطة المحلية، بخاصة مع تربص الكثير من الأطراف الخارجية باليمن وأهله، وسعي هذه الأطراف لتأجيج الصراع بين اليمنيين خدمة لمصالحها الذاتية .

يتعين على الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يتولى إدارة المعركة السياسية في البلد بموجب المبادرة الخليجية أن يحث الخطى لإقناع جميع الأفرقاء السياسيين بالدخول في مؤتمر الحوار الوطني، وتهيئة الأجواء لعقده،  فضلاً عن القضايا التي سيناقشها، والتي ستحدد هوية اليمن في المرحلة المقبلة .

وعلى القوى السياسية أن تعي مخاطر الوضع القائم، وتحديات المرحلة التي يمر بها اليمن في الوقت الحاضر، ويتوجب عليها مساعدة الرئيس هادي على تهيئة الأجواء للوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني بهدف صياغة عقد جديد لليمن يبقي على وحدته واستقراره وعلى تنوعه السياسي والجغرافي .

وعلى الأطراف السياسية التي تعرضت لغبن خلال مرحلة النظام السابق أن تعي أن الحل يكمن في صياغة مستقبل جديد لليمن يكون قادراً على احتضان أبنائه كافة، ونبذ المشاريع التي تهدد الوحدة، والتي يحلم بها العرب جميعاً، وهم حريصون اليوم على بقاء الكيان الوحدوي واستمراره، مع معالجة الأخطاء التي وقعت فيها تجربة السنوات الماضية من عمر دولة الوحدة الممتد إلى نحو 23 عاماً .

الخوف على اليمن يستدعي من الجميع الاحتكام إلى صوت العقل، وإعلاء مصلحة اليمن واليمنيين فوق كل اعتبار .