الجزيرة برس -من سامية الرزوقي -الرباط (رويترز) – أصدر الملك محمد السادس عاهل المغرب عفوا عن عشرات الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم في احتجاجات وقعت في الآونة الأخيرة بشمال البلاد وقال إن عدم إسراع المسؤولين المحليين في تطبيق مشروعات التنمية أجج الغضب الشعبي.
وهذا هو أول خطاب يوجهه الملك للشعب منذ بدء الاحتجاجات في أكتوبر تشرين الأول ضد الظلم والفساد وتراجع التنمية في أعقاب مقتل محسن فكري بائع الأسماك طحنا داخل حاوية للنفايات عندما حاول استعادة بضاعته التي صادرتها الشرطة.
وأثار موت فكري موجة غضب واسعة النطاق واحتجاجات في منطقة الريف المحيطة بالحسيمة حيث كان يعمل البائع القتيل. وكانت هذه أكبر احتجاجات يشهدها المغرب منذ مسيرات مستلهمة من الربيع العربي في عام 2011 والتي دفعت الملك لإجراء إصلاحات دستورية والتخلي عن بعض سلطاته.
وقال عاهل المغرب في خطاب بثه التلفزيون بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لاعتلائه العرش “إذا أصبح ملك المغرب غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة ولا يثق في عدد من السياسيين فماذا بقي للشعب؟”
وأضاف لكل هؤلاء أقول “كفى واتقوا الله في وطنكم…إما أن تقوموا بمهامكم كاملة وإما أن تنسحبوا”.
ولم يرد المتحدث باسم الحكومة المغربية على اتصالات هاتفية للتعليق على الخطوات التي قد يتم اتخاذها لكن مسؤولا حكوميا وصف الخطاب بأنه “حوار مباشر مع الشعب” بشأن التقدم البطيء في مشروعات التنمية.
وقال المسؤول لرويترز “قالها الملك بشكل قاطع من لا يقم بمهامه كاملة ينبغي أن ينسحب ويترك مكانه لمن يريد العمل”.
وقبل خطاب الملك أعلنت وزارة العدل في بيان نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء أن الملك أصدر عفوا عن 1178 سجينا بمناسبة مرور 18 عاما على اعتلاء العرش من بينهم 58 من أفراد الحركة الاحتجاجية المعروفة باسم الحراك الشبابي.
وكانت سيليا الزياني (23 عاما) القيادية الوحيدة بالحركة التي شملها العفو بينما ما يزال بقية القادة قيد الحبس في الدار البيضاء ومن بينهم ناصر الزفزافي.
وقالت الزياني للصحفيين بعد إطلاق سراحها مساء يوم السبت “سعيدة بحريتي وانتظر سماع نبأ إطلاق سراح جميع رفاقي من الحراك”.
وقال الطيب مضمض أمين عام الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن خطاب الملك والعفو الملكي لا يكفيان لتهدئة الاحتجاجات.
وأضاف “لا يمكن أن نتحدث عن تطور ملموس لأن المطالب الأساسية للحراك لم تلبى بشكل كاف ومن بينها إطلاق سراح وإسقاط التهم الموجهة لجميع أعضاء الحراك”.
ولم يذكر الملك منطقة الحسيمة سوى مرة واحدة في خطابه عندما أشاد بجهود قوات الأمن وقدرتهم على ضبط النفس.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري اندلعت اشتباكات بعدما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المحتجين في الحسيمة مما أدى لإصابة أحد المحتجين بغيبوبة. ويعالج المصاب حاليا في مستشفى عسكري في الرباط.