الجزيرة برس – أنقرة (رويترز) – قتل السفير الروسي لدى أنقرة بالرصاص في هجوم بينما كان يلقي كلمة في معرض فني في العاصمة التركية يوم الاثنين على يد ضابط شرطة خارج الخدمة صاح قائلا وهو يطلق النار “لا تنسوا حلب” و”الله أكبر”.
ووصف الرئيس التركي طيب إردوغان الهجوم في رسالة مصورة بالفيديو إلى الأمة بأنه محاولة لتقويض علاقات تركيا- العضو في حلف شمال الأطلسي- مع روسيا والتي تأثرت طويلا بالحرب في سوريا. وأضاف أنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي على تكثيف التعاون في مكافحة الإرهاب.
وفي اجتماع خاص في الكرملين أمر بوتين بتشديد الأمن حول جميع البعثات الروسية وقال إن “قطاع الطرق” الذين ارتكبوا الحادث سيلقون العقاب.
وقال “يجب أن نعلم الجهة التي تقف وراء القاتل.”
ويمثل اغتيال سفير- لاسيما سفير قوة عظمى مثل روسيا- تصاعدا خطيرا في التوتر بالمنطقة وما وراءها. وقالت مصادر أمنية إن القاتل ضابط خارج الخدمة وذكر شهود أنه لم تكن هناك أي آلات فحص أمني عند المدخل.
وقال شاهد بموقع الحادث لرويترز إن المهاجم كان يرتدي بذلة سوداء وربطة عنق ويقف وراء السفير بينما كان يلقي كلمة في المعرض الفني.
وأضاف الشاهد الذي طلب عدم نشر اسمه “أخرج مسدسه وأطلق الرصاص على السفير من الخلف. رأيناه راقدا على الأرض ثم ركضنا هاربين.”
وقال مصور لرويترز في موقع الهجوم إن دوي إطلاق نار تردد لبعض الوقت عقب الهجوم.
وأظهر مقطع فيديو المهاجم وهو يصيح “لا تنسوا حلب. لا تنسوا سوريا” و”الله أكبر”.
وبينما تردد الصراخ في المكان أمكنت رؤية المسلح وهو يتحرك عشوائيا ويصيح بينما حمل مسدسا في يد ولوح بالأخرى.
وروسيا حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد ولعبت ضرباتها الجوية دورا رئيسيا في مساعدة القوات السورية على القضاء على مقاومة جماعات المعارضة الأسبوع الماضي بمدينة حلب في شمال البلاد.
وقتلت قوات خاصة المهاجم. وأصيب ثلاثة أشخاص آخرين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “نعتبر هذا عملا إرهابيا.”
وأضافت زخاروفا “الإرهاب لن ينتصر وسنحاربه بحسم.”
– كولن
وعرف إردوغان- الذي واجه سلسلة من الهجمات على يد متشددين إسلاميين ومسلحين أكراد فضلا عن محاولة انقلاب في يوليو تموز- المهاجم بأنه مولود ميرد ألطنطاش والذي عمل بشرطة مكافحة الشغب في أنقرة لعامين ونصف. وقال تلفزيون (سي.إن.إن ترك) إن الشرطة احتجزت شقيقته وأمه.
وذكر مسؤول أمني تركي كبير أن ثمة “دلائل قوية للغاية” على أن المسلح الذي قتل السفير الروسي اليوم ينتمي لشبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تقول أنقرة إنه دبر الانقلاب الفاشل في يوليو تموز. ووصف إردوغان كولن بالارهابي لكن رجل الدين نفى ذلك.
وتقول الحكومة إن كولن الذي يعيش في منفاه الإختياري في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ 1999 أسس “شبكة موازية” في الشرطة والجيش والقضاء والخدمة المدنية بهدف الإطاحة بالحكومة.
وربما تتجه الشبهات أيضا صوب جماعة مثل تنظيم الدولة الإسلامية التي نفذت سلسلة من الهجمات بالقنابل في تركيا في العام المنصرم مع مواصلة أنقرة حملة عسكرية ضد المتشددين في سوريا. كانت الجماعة قد دعت أنصارها لشن هجمات في الغرب.
وكان من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مع نظيريه الروسي والإيراني في روسيا يوم الثلاثاء لبحث الوضع في سوريا. وقال مسؤولون إن الاجتماع سيعقد في موعده برغم الهجوم.
ونددت وزارة الخارجية الأمريكية بالهجوم على السفير الروسي. وتجري واشنطن اتصالات دبلوماسية مع موسكو في محاولة لحل أزمة النازحين التي تتطور حول مدينة حلب. واستنكر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم أيضا.
وتصاعد التوتر في الأسابيع القليلة الماضية بينما حاربت القوات السورية المدعومة من روسيا للسيطرة على الجزء الشرقي من مدينة حلب مما أدى لتدفق أعداد كبيرة من النازحين