الاستنتاجات التي أومأنا إليها بالأمس حول السيناريوهات المحتملة عطفاً على الحوار الوطني، لا تعني بحال من الأحوال أن الحوار سيمضي بطريقة ناعمة ، ودونما مصاعب ومتاعب ، لكن ضمان الآلية الكفيلة بامتصاص تلك المتاعب ، وتدوير المشاركة ، والمناورة العاقلة المرنة المتخلية عن المسميات الشكلية، والناظرة للأهداف الجوهرية ..
مثل هذه الرؤى والتدابير ستضمن إلى حد كبير السير قدماً في اتجاه المنجز الأكبر في معادلة التغيير ، وهو منجز لم ولن يأتي من فراغ ، بل سيكون ترجماناً ناجزاً لما سبق، وتحديداً التوافق الوطني النابع من الشرعية الدستورية السابقة على المبادرة الخليجية ، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني رغماً عن الريبة والشكوك المتبادلة ، والسير قدماً باتجاه قانوني الحصانة والعدالة الانتقالية بوصفهما وجهين لعملة واحدة ، وتشكيل اللجنة العسكرية العليا المشتركة بوصفها الإطار المعني بإزالة آثار التصادمات السابقة ، وأخيراً وليس آخراً مشاركة الحراك الجنوبي والحوثيين بوصفهما التعبير الأكثر تراجيدية عن حالتي الجنوب وصعدة المجيرتين على إخفاقات وسوء تقدير النظام السابق، لكن الأمر لا يتعلق بالنظام السابق فحسب، بل أيضاً كامل الإخفاقات التي ترافقت مع المشاريع السياسية اللاحقة لفترة مابعد الاستعمار والإمامة ، والتي شكلت بجملتها رافعة كئيبة، تمددت بقوة دفعها البائس على مدى العقود الثلاثة الماضية .
Omaraziz105@gmail.com
الجمهورية