بصراحة متناهية بات موضوع مستقبل المؤتمر الشعبي العام يؤرق وسطه التنظيمي ويستحوذ على نصيب الأسد من أحاديثهم التي لا تنتهي الى نتائج أكثر تطمينية بل وتترك لديهم العديد من المخاوف التي تستبد بهم من يوم الى آخر.
ولكون الوسط المؤتمري يعبر عن حالة صحية تستشعر مسؤوليته التنظيمية وخوفه الشديد على حاضر ومستقبل تنظيمه الا أن هذا الحال مازال للأسف الشديد- مقتصراً على قواعد المؤتمر العريضة في الوقت الذي مازالت قيادات عليا للمؤتمر لم تشاطر القواعد هذا الهاجس اليومي.. وبالصورة التي تعبر عن استشعار جماعي للخطر الذي يهددهم جميعاً وهو أمر يزيد الأمر تعقيداً ويزيد من حالة الارباك وعدم القدرة على فهم واستيعاب المعطيات الراهنة التي يعيشها المؤتمر على صعيد حياته الداخلية.
ولعل عدم مشاطرة تلك القيادات للقواعد مخاوفها مبعثه نظرتها الى كون هذا القلق لا مبرر له، وقد يكون نتيجة لحالة تهويل وتضخيم لقراءات غير صائبة للوضع المؤتمري الراهن، فإن ذلك لاريب يحتم على هذه القيادة ان كانت نظرتها تلك صحيحة القيام وبصورة سريعة بالمزيد من التواصل والاتصال مع القواعد وايضاح المشهد المؤتمري برمته بما يعمل على إزالة هذا القلق ويبث الطمأنينة ويهيئ للقواعد خوض غمار مرحلة جديدة من العمل التنظيمي والوطني يسودها الإصرار على تحقيق المزيد من النجاح والتلافي السريع لكافة جوانب القصور التي تعتري العمل المؤتمري من وقت لآخر.
ان استمرار وضع كهذا دون معالجات عملية برامجية تستند لمثل وقيم وأسس وقواعد الإدارة التنظيمية فإنه سيزيد الوضع المؤتمري أكثر ضبابية ويترك آثاراً نفسية فادحة في أوساط المؤتمريين ويدفع بهم الى المزيد من الجمود والتقوقع والذي سيؤدي اتساعه الى تعقد المشكلات الداخلية وبصورة تجعل من المعالجات لها عملية صعبة ومعقدة تتطلب وقتاً وهو ما لا يتفق ايضاً مع طبيعة التحديات الكبرى التي يواجهها الوطن والمؤتمر الشعبي العام – اليوم على مستوى كافة الجوانب والأصعدة والتي تتطلب منه التفرغ لها تماماً والاستفادة من كل المعطيات التي من شأنها أن تساعده على تحقيق الحيوية والفاعلية ويرتكز في ذلك على بنى تنظيمية قوية وخطط وبرامج أكثر دقة وفاعلية في تحديد أهداف خطة تحركه السياسي والتنظيمي.
وذلك يمثل غاية وهدفاً عظيماً للمؤتمريين اليوم لا يمكن ان يتحقق ذلك الا من خلال الإرادة القوية لقيادة المؤتمر وعلى الإدارة المتقدة تفاعلاً وحماساً.. ودون ذلك سيظل مستقبل المؤتمر يؤرق أعضاءه بل ويؤرق حلفاءه وكل القوى التي تعبر صراحة عن مخاوفها من أفول المؤتمر باعتبار هذا الأفول لن يكون الا في صالح القوى المتشددة والظلامية وعلى حساب التجربة الديمقراطية والمكاسب الوطنية برمتها.. تخوفات مشروعة دفعت بكل أعضاء المؤتمر وأنصاره وكل القوى الوطنية الخيرة لرصد التفاعلات الراهنة على صعيد المؤتمر والترقب الى أين سيمضي المؤتمر.. وخير اللهم اجعله خيراً