مدافع الإخوان من قطر صلاح الجودر
الأربعاء 25 شوال 1438ﻫ 19-7-2017م

 

الجزيرة بريس – صلاح الجودر – في مقالين سابقين تم نشرهما شهر أكتوبر 2012م بصحيفة الإيام تناولت أطماع تنظيم (الجماعة) في منطقة الخليج العربي بعد سقوط جمهورية مصر العربية عام 2011م في قبضتهم، مقال (الخليج وأطماع إخوان المسلمين) ومقال (تصدير ثورة الإخوان المسلمين)، والمؤسف حينها أن أحد قيادات التنظيم في البحرين خابرني بالهاتف وكان شديد الامعاض من التطرق للجماعة والكشف عن أهدافهم في منطقة الخليج العربي، رافضًا كل ما جاء عن تنظيم المسلمين من الإعداد والتخطيط، نافيًا أن تكون لجماعة الإخون المسلمين أطماع في دول الخليج العربي.

واليوم بعد خمس سنوات من المقالات بثت تلفزيون البحرين المكالمة المسربة بين مستشار أمير قطر حمد العطية والمدعو حسن سلطان عضو حزب الدعوة الإرهابي وجمعية الوفاق المنحلة، وبث تلفزيون الإمارات العربية المتحدة اعترافات ضابط المخابرات القطرية حمد الحمادي حول استهداف الإمارات لزعزعة أمنها واستقرارها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وجاءت الطامة الكبرى من خلال اعترافات الإماراتي عبدالرحمن بن خليفة صبيح السويدي عضو سابق في التنظيم السري لجماعة الإخوان، فقد بث تلفزيون أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة مقابلة خاصة بعنوان (التنظيم السري.. الملفات القطرية لدعم الإرهاب) مع أبرز قياديي التنظيم ليعترف بأهداف ذلك التنظيم، ومن يقف خلفه، عملية التمويل والتسهيلات، عملية ارتباط أعضاء التنظيم السري في دول مجلس التعاون وعلاقتهم بدولة قطر، وقد تم فضح دور قناة الجزيرة التي تتخفى خلف الإعلام الحر والنزيه، وكيفية توفير الدعم المالي للتنظيم السري من خلال جمع التبرعات، وغطاء الفتاوى التي يوفرها الشيخ يوسف القرضاوي، وكيف أن حكومة قطر هي حجر الزاوية بين السلطات الإسرائيلية وحركة حماس وغيرها كثير مما جاء في المقابلة، والأيام حبلى بالمفاجآت التي تستهدف دول مجلس التعاون، لذا فإن العذر من الدول المقاطعة (3+1) حين قطعت علاقاتها بالدوحة.

لقد جاءت اعترافات العضو السابق في التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين عبدالرحمن السويدي (بوعبيد) صريحة وواضحة وبإرادته الذاتية، دون ضغوط أو تهديد، فقد بيَّن بأن من أسباب تخليه عن تلك الجماعة، وطلب الحديث عن مخططاتها هو المعاملة الحسنة من الحكومة الإماراتية وعلى رأسها رئيس الدولة الذي دعا له بالخير في نهاية المقابلة.

كل الحقائق تؤكد على أن أزمة الخليج لا يمكن علاجها إن لم يتم إغلاق تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في دول الخليج، وهذا هو أحد المطالب الرئيسية التي وضعتها الدول المقاطعة (3+1) السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، فالكل يعلم بأن أطماع جماعة الإخوان المسلمين لن تقف عند المسائل الدعوية والإرشادية، ولن تقف عن دولة المنشأ للجماعة (مصر) ولكن لها أطماع في تغير الأنظمة بالخليج وإدخال أبنائها في صراع مرير بدعوى الحرية.

المتأمل في عمل (الجماعة) اليوم وفي منطقة الخليج بالتحديد يرى بأنها تضع أياديها على المفاصل الرئيسية في دول الخليج بأسماء خليجية وملابس عربية، لذا جاءت تحذيرات الدول المقاطعة (3+1) من خطورة هذا التنظيم وأنه لم يعد ذلك التنظيم الذي يدعو للفضائل والأخلاق كما نادى بها المؤسس البنا، ولم تعد تحمل شعار (الإسلام هو الحل) كما نادى بها قطب، ولكنها اليوم تنادي بإسقاط الأنظمة الخليجية كما تم في مرحلة الربيع العربي.

لقد خسرت الدول الخليجية الكثير جراء مشروع جماعة الإخوان المسلمين، وهو مخطط كبير استهدف الكثير من الدول العربية وتوجه الآن إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما طرحه عضو التنظيم السري السابق (بوعبيد) السويدي، فالقضية كما بينها السويدي في غاية الخطورة وهي الاستفادة من أموال التبرعات والصدقات لدعم التنظيم السري، وبغطاء الفتاوى التي يوفرها الشيخ يوسف القرضاوي كما ذكرها السويدي حين قال: (يخرج من قطر شيئان الأموال وفتاوى يوسف القرضاوي)، بل إن جماعة الإخوان تستهدف في دول الخليج العربي مؤسستين، وزارة التربية والتعليم وكذلك الأوقاف والأعمال الخيرية، وكلا المؤسستين تعتبر من المفاصل الرئيسية في الدولة، وقد أكد السويدي على أن التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين له ارتباط مباشر بإيران، وذلك بعلم الحكومة القطرية التي تعتبر الأرض الآمنة لعناصر جماعة الإخوان المسلمين.

المؤسف أن البعض لازال يرفض كل تلك الأدلة والبراهين ويعيش في نرجسية ناعمة، فهو يرفض كل تلك الأدلة والبراهين لأنه لم يرَ الصورة الحقيقية للتنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين، لذا أنصح كثيرًا بقراءة كتاب (مدافع الإخوان.. ماذا فعل أبناء حسن البنا بالمسلمين؟) للكتاب محمد الباز والذي تم نشره في بداية عام 2008م، وانصح بقراءة المقالين السابقين في البداية.

* نقلا عن “الأيام