ما أسهل الحرب عند المتفرجين خارج اليمن : مصطفى راجح
الثلاثاء 18 جمادى الآخرة 1436ﻫ 7-4-2015م

 

الحرب ليست فقط التدمير والقتل في عدن، والقصف في صنعاء، والقاعدة في حضرموت، والاقتتال الذي يتوسع ويمتد.

الحرب هي الخوف الجماعي لسكان المدن الذين توقفت حياتهم، ويعيشون معركة يومية للبحث عن البترول والدقيق والقمح والغاز والديزل والكهرباء، وحتى مع القمامة المتراكمة في الشوارع بسبب أزمة الديزل، أزمة الديزل التي إذا استمرت سينقطع الماء أيضاً.
الحرب هي التشظيات التي تفتِّت نسيج المجتمع اليمني وتقطِّع أوصاله إلى أشطار ومذاهب وطوائف ومناطق وذئاب متقاتلة ممتلئة بالكراهية لبعضها.
الحرب هي إحتدام الكراهية والتحريض من الجميع ضد الجميع.
الحرب هي الحالة التي يتحول فيها المجتمع إلى غابة: الجار يتحسس رأسه من جاره، والعامل يتحسس رأيه من زميله، والعابر في الطريق يتلفت ويتحسس رأسه من الجهات الأربع.
الحرب هي الجريمة التي قال عبد ربه منصور هادي إنه يتجنبها؛ عندما كان خوضها أقل كلفة بكثير خارج المدن المكتظة بالكتل السكانية، وهي الجريمة التي استدعى الخارج لخوضها بعد أن أكمل الحوثييون التموضع في هذه المدن المكتظة بالسكان: الأسر، والناس، والنساء، والأطفال..
الحرب هي “الدراكتر” الذي يدكُّ حياة الأغلبيات السكانية في المدن وينجو منه الحوثي وعلي صالح وعبدربه وسلمان وأسرهم، وتنجو منه الميليشيات وأمراء الحروب ومشعلو الحرائق والقادة الميدانيون، بل ويمكنهم من التسلط والهيمنة أكثر بلاحدود وبلا أي ضوابط..