منذ توليه الرئاسة، لم يكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب صديقا لكثير من وسائل الإعلام، وتحديدا تلك “اليسارية” منها. المواجهة بين الرئيس والإعلام تصاعدت. عداء متبادل، وحرب تكسير عظام، لم تقتصر على ترمب وفريقه الرئاسي، بل طالت حلفاءه خارج الحدود، ومنهم المملكة العربية السعودية، والتي يعتبرها الرئيس الأميركي دولة محورية لاستقرار الشرق الأوسط.
هكذا أصبح وضع السعودية تحت المجهر كل الوقت في الإعلام الأميركي “اليساري”، جزء من المواجهة مع ترمب، وتحولت قضية مقتل جمال خاشقجي، والتي أدانتها القيادة السياسية السعودية، وأوقفت عددا من المتورطين تمهيدا لإحالتهم للمحاكمة، وتوعدت بتحقيق العدالة، وتطبيق حكم الإعدام في المنفذين للجريمة، تحولت هذه القضية إلى”قميص عثمان” جديد، ترفعه هذه الصحافة في وجه السعودية، لا بحثا عن العدالة، وإنما نكاية في ترمب، ومحاولة لضربه عبر ضرب حلفائه.
لا يمكن الحديث عن كل الإعلام الأميركي بالطبع، أو وضعه في سلة واحدة، فهنالك مئات الصحف والفضائيات ومحطات الإذاعة، فضلا عن مئات المواقع الإلكترونية الإخبارية. إلا أن جزءاً مهماً من هذا الإعلام، وقع في فخ “الأيديولوجيا”، متخطيا اعتبارات المهنية والصدقية والحياد. فكانت التهم جاهزة، والمتهمون مدانون، قبل توفر الأدلة، وعبر الاستناد إلى روايات هي في كثير منها مجهولة المصدر، أو مجتزأة من سياقها.