الجزيرة برس – بتمكين الحوثي من محافظة عمران اليوم نقول مبروك لكل من ساهم في إسقاطها أو خذلها.
بسقوط عمران:
سقطت المبادرة الخليجية التي منحت صالح الحصانة ونصف الحكم، وسقط الحوار الوطني الشامل ومخرجاته، وسقطت شرعية الرئيس الانتقالي هادي وحكومة باسندوه، وسقطت سلمية ثورة الشباب التي ظننتم أنها كانت تبحث عن دولة مدنية.
كل الشرعيات والهيئات الانتقالية هذه سقطت .. وكان إسقاطها هو هدف هذه الحروب الوحيد، ولم يعد غير شرعية الأمر الواقع والدبابات التي يملكها غلام بني عبد مناف، او شرعية من يقدر على استعادة الدولة المسماة (الجمهورية اليمنية ).
سيذكر التاريخ أن شرفاء صمدوا حتى الطلقة الأخيرة كمواطن أنتمي فقط لليمن وأسكن عمران في هذه الساعات الحرجة.
أشكر هؤلاء الشرفاء وهم أولا أفراد الجيش الأخيار الذين صمدوا تحت الحصار والخذلان طويلا بل أكثر مما يجب، وكل من ساندهم ودعمهم من كل قرى عمران واليمن.
أشكر قائدهم البطل الشريف الصامد : حميد بن حميد منصور القشيبي أبرز رموز الكرامة والصمود.
لم تكن عمران وهي تناضل وتصمد قرية ولا قبيلة ولا حزبا يصنع لنفسه مجدا أو مصلحة ولكنها رمزا لنضال وطني صنعه اليمنيون الذين ساهموا من كل محافظة ينتمي لها أفراد الجيش الأحرار .. وظل صمودا أسطوريا مذهلا يفوق التوقعات ..
كان بودي أن أشكر أيضا اللواء الجائفي واللواء المقدشي … لكن دباباتهم التي نامت منذ يومين في بني ميمون والجائف لا تؤهلهم لأن يكونوا أهلا للشكر.
لرجال الكلمة الشرفاء التحية فقد كانوا جبهات تصنع النصر وصنعت الصمود الأسطوري لعمران، وأملي أن يسجلوا لكل جهة وفرد موقفه كما هو لكي يتذكرهم التاريخ.
يمتلك اليمنيون القدرة على المقاومة واستعادة الزمام … والتاريخ يشهد أنهم لم يستسلموا فيه للطغاة والغزاة، وسيبحثون عن طريقة اخرى لاستعادة وطنهم.
اليمن حتما ستنتصر … لأنها تتجدد ولا تفنى ولا تنتهي ..
حروب التحرير مستمرة .. قد تتعرض لإنتكاسات في أي بلد .. وانتصارات الغزاة اللحظية تحمل معها هزائمها المدوية …
حتى الأئمة أسلافكم تدركون أنه لم يستقر لهم بال ولم يمنحهم اليمنيون لحظة استراحة..ولم تشهد فتراتهم أي استقرار .. وقد كانوا أكثر منكم خبرة ودهاء ..
الحرب سجال … وقدر اليمن أن تنتصر .. وأرقب اليوم أطماع الإمامة والسلالة اليوم تستنفد أوراقها وأعذارها ومبرراتها … ولم يبق غير السقوط الأخير … فيما اليمن حتى اليوم لم تستخدم من أوراق شجرتها اليمانية ورقة واحدة …
نشوتكم هي الان في ذروتها .. وليس بعد الذروة إلا العودة نحو الوحل ..
وسيكون أنهيارها أقصر مسافة من ظهورها الطافح بالرغوة المزيفة ..
وإن غدا لناضره قريب .. بإذن الله
والله مع المتقين .