سنتخيل أن جيهان وصلت إلى “وكلاء” الموت وسنتخيل النتيجة المفترضة لكل هذه الكمية من الأسلحة والتي قالت وزراة الداخلية إنها كانت تحتوي على (صواريخ كاتيوشا إم 122 بالإضافة الى صواريخ أرض جو ستريلا 1 و2 تعمل بالحرارة لتتبع الطائرات الحديثة بمختلف أنواعها على مسافة من 4 الى5كم)، قواذف (آر بي جي 7) ، كما تضمنت الشحنة نواظير ليلية ايرانية الصنع بالإضافة الى نواظير المدفعية لتحديد الأهداف البرية والبحرية على مسافة 40كم، نواظم مدفعية G9 نواظير PN14K وتستخدم لتحديد الاهداف والاحداثيات للمدفعية ، نواظير تقريب المسافة تستخدم للتكبير 7 مرات ، كواتم الاسلحة الآلية وتستخدم للاغتيالات على مسافات قريبة 150 متراً، مواد متفجرة مختلفة RDX قوة انفجار هذه المادة تعادل بعشرين مرة ضعف مادة الـ(TNT) وتستخدم لصناعة القنابل والمتفجرات والبالغ كميتها (2660) كيلو جراماً صناعة غير معروفة وقد تم تعبئتها في 133 عبوة بلاستيكية تحتوي كل عبوة على 20 كجم.
كما احتوت الشحنة على مادة السيفور C4 شديدة الانفجار والتي تخلط مع مواد أخرى لصناعة القنابل والاحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة والتفخيخ وعددها (2786) عبوة وتحتوي تلك العبوات على (16606) أشرطة متفجرة حيث تعادل قوة انفجارها 30 ضعف مادة الـ(TNT) وتعد من أخطر المواد المتفجرة، و مادة السوربتول وهي كذلك تستخدم ايضاً في صناعة القنابل وعبوات التفجير وعددها (199) صندوقاً يحتوي الصندوق على عبوة تزن كج، اجهزة التحكم عن بعد باستخدام الريمونت كنترول والتي تستخدم لتفجير العبوات وتحديد الاهداف المختلفة التي تم تعبيتها في كراتين عادية لقطع غيار السيارات لغرض التمويه.
واحتوت على ذخائر البندقية الآلية وهي نوعان عادية ومؤثرة جداً تستخدم لتفتيت الانسجة والعظام ، ذخائر شيكي معدل (7.62 × 547)ملم عدد (124080) طلقة، و ذخائر دشكا 12.7 ×108 عدد (12495) طلقة بالإضافة الى كبسولات وترانستورات كهربائية متنوعة لتفجير عبوات الـ (TNT) بعد توصيلها بالكبسولات والدوائر الكهربائية.)
الأمر مرعبٌ حقاً يا قوم وكانت ستكون كارثة بحق، كان مخططا للموت أن يزور ديار الآمنين وأن يختطف أرواح الأبرياء وأن يروي الأرض بدماء أبناءها.
بحجم الكارثة المفترضة صار فرض عين على كل يمني أن يعلن شكره وتقديره لكل أفراد الأمن هناك في الموانئ ، للعيون الساهرة على أمن الوطن والمواطن ، بحجم الفرح أيضاً يجب أن نقبل جبينك أيها الجندي الأمين وأنت تنجح اليوم في تأمين أرواحنا ، بالكثير من العرفان والجزيل من الشكر تكرموا أيها الكرماء بقبول التحية منا ومن أسر كل الضحايا المفترضين تقبلوها بحجم الفاجعة التي كانت ستصيب قلب بلادي، بحجم الألم الذي أصبح أملاً، تقبلوها نيابةً عن غزارة دموع الأمهات اللواتي كان عليهن أن يسكبنها حين تسكب دماء أبنائهن (حفظ الله الجميع)، نيابةً عن أرقام الأطفال الذين كانوا يتامى في خانة الانتظار لو وصلت تلك الشحنة اللعينة.
لن أسترسل في اللعن على بياعي الموت وزرّاع الخوف ومهندسي حياة اليتم وموزعي الفجيعة ، لا يستحقون الاهتمام مني على الأقل حتى لا يفسدوا علينا الاحتفال بهكذا إنجاز نوعي يجب أن تغمر فيه مشاعر الفرحة قلوب أولئك اليقظين من أجلنا في الموانئ وإخوانهم الذين يمدونهم بالمعلومات من أجهزة المخابرات والأمن، وعبرهم لوزير الداخلية الذي أحسن في نزوله إلى حيث مكان الضبط وهو تحرك يجب ان يشكر عليه معالي وزير الداخلية ولا يجوز أن يجحد الرجل، كما أن مثل هكذا تصرف يعتبر كسراً للوهم وإذابة للجليد الذي يصنعه وزراء الحكومة أمام تحمل مسئولياتهم فلا شيء يمنعكم أيها السادة الوزراء لو قمتم بأداء مهامكم على أكمل وجه وتبتعدوا عن الأعذار المنسوجة وغير المقبولة فإن من أراد القيام بواجبه لا شيء سيمنعه سوى نفسه وحسب.
alhusseinalsufi@gmail.com