طيلة العامين الماضيين دأب أولئك الإنتهازيون والإنتفاعيون من المتساقطين من حزب المؤتمر الشعبي العام إلى جانب تلك القوى الحزبية والجهوية على العمل لإضعاف وتقسيم بل ومهاجمة قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام من خلال انضمامهم لما يُسمى بثورة الشباب مدعين حبهم لوطنهم ومواطنيهم ومتاجرين بالقيم والمبادئ ومتباكين على أشلاء ودماء الأبرياء مستغلين حماس الشباب وطاقاتهم المدفونة فدفعوا بهم إلى محارق الموت تارة بفتاويهم وأخرى بتحريضاتهم على نصب البغضاء والعداء وقتل الجنود الشرفاء من أبطال قواتنا المسلحة والأمن الشجاعة والاعتداء على المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية ..
وما تلك الأضغاث التي رفعوها في شعاراتهم ومؤتمراتهم وتكتلاتهم إلا دغدغة لأحلام البسطاء منهم وتضليل وتزييف للكثير من الحقائق وتعبِّر عن انتهازيتهم والخوف على مصالحهم الشخصية ..
اقصد القول مما سبق بأن أولئك المتساقطين والذين سموا أنفسهم لاحقاً بأحزاب الحرية والعدالة وبتنظيمات للأحرار والتضامن قد هربوا إلى الأمام من اجل مصالح شخصية وآنية فأصبحوا يتحدثون عن القيم والمبادئ والهوية الوطنية والمواطنة المتساوية وفي وقت سابق كانوا يتعاملون مع قواعدهم الحزبية على أنهم حشود لوقت حاجاتهم والاقتراع لهم ليس إلا …
تلك الشخصيات والقيادات الحزبية عندما هربت كانت تعلم علم اليقين بأن تلك القوى الحزبية لن تقبل بهم في أحزابها وكانوا يراهنون على شعبيتهم وقواعدهم المؤتمرية في دوائرهم .. عملوا طيلة العامين الماضيين على محاولة شرخ وانشقاق المؤتمر الشعبي العام وخصوصاً قواعده وقياداته الوسطى فتعمدوا نشر الشائعات والترويج لها في قراهم ومديرياتهم بأن المؤتمر انتهى ولم يعد حزباً قويا في الساحة اليمنية وأيضاً من خلال جذب تلك القواعد وإغرائها بأموالهم التي جمعت من مصادرٍ مشبوهة..
من العجبِ لكل مؤتمري شريف أن يصدق تخرصات المغرضين والمرجفين وما تلك اللقاءات التشاورية لقياداته واحتفالية الذكرى الثلاثين لتأسيسه والندوات التي يقيمها إلا اكبر دليل على قوته وصموده وهو ما اقلق أولئك المرجفين ولقنّهم دروساً في الصمود والثبات.
وأثبت المؤتمر خلال الأزمة أنه حزب كبير بحجم الوطن واستطاع أن يتعامل بمنطق سياسي ناضج معتمداً على مبادئ الصدق والإخلاص والتعامل بروح المسئولية الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية الضيقة رغم تلك الهجمات الشرسة التي تعرض لها ولا زال من الداخل والخارج فوقفت قواعد وقيادات المؤتمر الشعبي وقوف الشرفاء وبقوة سطرت أروع الانتصارات أمام تلك المؤامرات و التحديات ..
يمر المؤتمر الشعبي العام بمنعطف خطير خلال المرحلة الراهنة أمام مراهنات المتساقطين ومحاولة شرخ المؤتمر وإنشقاقات أعضائه من جهة وترويجات وإشاعات المغرضين والمرجفين من بين قواعده من ناحية أخرى ..
ومن واجب بل ومسؤولية قيادات المؤتمر في المحافظات وقيادات المؤتمر في الأمانة العامة وفي اللجنة الدائمة أن تقف أمام تلك التخرصات بحزم ومسئولية كاملة وأن تعيد الثقة لجماهيرها في كافة المديريات عن طريق الالتقاء بهم وعمل لقاءات تشاورية في كافة المديريات يحضرها ممثلون من اللجان العامة والدائمة لحل ومعالجة مشاكلهم وقضاياهم تعزيزاً لعمليات التواصل والاتصال التنظيمي بين القيادات والقواعد ،والنزول الميداني والتشاور مع الأعضاء والوقوف معهم وخصوصا أولئك الذين قدموا رقابهم وحملوها على أكفهم طيلة الأزمة السابقة ..
ننصح أولئك المغرضين والواهمين أن يدركوا بأن قواعد المؤتمر الشعبي العام وكما كانت طيلة الأزمة السابقة في مقدمة المدافعين عن مبادئ المؤتمر الشعبي العام وسطرت أروع الملاحم في الساحات اليمنية ستظل أيضاً عصيةً على الانشقاقات.
ونقول لهم: إن مراهناتكم على شرخ وجذب أعضائه وقواعده خاسرة وكما باءت بالفشل محاولات تلك القوى الحزبية على اجتثاث المؤتمر ستكون محاولاتكم أيضا مصيرها الفشل!!
ar.alshmaa@gmail.com
*باحث وناشط سياسي