قاذفتان أمريكيتان تحلقان فوق شبه الجزيرة الكورية بعد تجربة بيونجيانج الصاروخية
الأثنين 8 ذو القعدة 1438ﻫ 31-7-2017م

 

 الجزيرة برس –جيمس بيرسون وجاك كيم -سول (رويترز) – قال سلاحا الجو الأمريكي والكوري الجنوبي إن قاذفتين أمريكيتين من طراز (بي-1بي) الأسرع من الصوت حلقتا فوق شبه الجزيرة الكورية في استعراض للقوة يوم الأحد ردا على التجربتين اللتين أجرتهما كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة لإطلاق صواريخ عابرة للقارات.

وكانت كوريا الشمالية قالت إنها أجرت تجربة ناجحة أخرى يوم الجمعة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات أثبت قدرته على ضرب الأراضي الأمريكية مما أثار تحذيرا شديدا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي على تويتر يوم الأحد إن الولايات المتحدة “لم يعد لديها ما تقوله” بشأن كوريا الشمالية التي “لم تعد مشكلة للولايات المتحدة فحسب”.

وأضافت “الصين تعلم أن عليها أن تتحرك” وحثت اليابان وكوريا الجنوبية على زيادة الضغط ودعت إلى حل دولي.

من جهتها قالت الصين، الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية، إنها تعارض أنشطة الإطلاق التي تقوم بها بيونجيانج والتي تتنافى مع قرارات مجلس الأمن الدولي الرامية لكبح جماح برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان يوم السبت “في نفس الوقت تأمل الصين أن تتصرف الأطراف كافة بحذر لمنع استمرار تصاعد التوترات”.

وفي مستهل رئاسته اجتمع ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وعبر عن أمله في أن تستخدم بكين نفوذها الاقتصادي لكبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية.

لكن ترامب قال يوم السبت على تويتر إنه يشعر “بخيبة أمل شديدة في الصين” التي قال إنها تستفيد من التجارة مع الولايات المتحدة لكنها “لا تفعل شيئا لنا مع كوريا الشمالية..مجرد حديث. لن نسمح مجددا باستمرار ذلك. بوسع الصين حل هذه المشكلة بسهولة”.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أشرف بنفسه على إطلاق الصاروخ أثناء الليل يوم الجمعة وقال إنه “تحذير شديد” للولايات المتحدة وإنها لن تكون بمأمن من الدمار إذا حاولت شن هجوم.

وبث التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي صورا لعملية إطلاق الصاروخ مخلفا كتلة من اللهب في الظلام وكيم وهو يهلل مع مساعديه العسكريين.

وجاءت التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية بعد يوم من موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة عقوبات تستهدف كوريا الشمالية وروسيا وإيران.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن طلعة القاذفتين كانت ردا مباشرا على التجربة الصاروخية الأخيرة والتجربة التي سبقتها في الثالث من يوليو تموز لاختبار إطلاق صاروخ “هواسونج-14”. وأكد سلاح الجو الكوري الجنوبي أن التحليق تم في وقت مبكر يوم الأحد.

وأضاف البيان أن القاذفتين أقلعتا من قاعدة جوية أمريكية في جوام وانضمت لهما مقاتلات من اليابان وكوريا الجنوبية أثناء التدريب.

وقال قائد سلاح الجو الأمريكي في المحيط الهادي الجنرال تيرنس جيه.أوشنسي في البيان “لا تزال كوريا الشمالية تشكل التهديد الأكثر إلحاحا لاستقرار المنطقة”.

وأضاف “إذا استُدعينا فإننا على استعداد للرد بسرعة وقوة شديدة في الوقت والمكان الذي نحدده”.

وسبق أن نفذت الولايات المتحدة طلعات لقاذفات (بي-1بي) الأسرع من الصوت لاستعراض القوة ردا على التجارب الصاروخية أو النووية التي تجريها كوريا الشمالية.

وأعلنت وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية يوم الأحد أيضا أن الولايات المتحدة تمكنت بنجاح من إسقاط صاروخ باليستي متوسط المدى في إطار أحدث اختباراتها لبرنامج الدفاع الصاروخي ثاد المصمم لحماية البلاد من أي خطر محتمل من دول مثل كوريا الشمالية وإيران.

وكان الاختبار الأمريكي لمنظومة ثاد للدفاع الصاروخي مقررا قبل تصاعد التوتر مع كوريا الشمالية وشمل صاروخا متوسط المدى وليس صواريخ طويلة المدى مثل التي اختبرتها بيونجيانج.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الصاروخ هواسونج-14 الذي أُطلق يوم الجمعة وصل إلى ارتفاع بلغ 3724.9 كيلومتر وقطع مسافة 998 كيلومترا وحلق لمدة 47 دقيقة و12 ثانية قبل أن يسقط في المياه الواقعة قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية.

وقال خبراء غربيون إن الحسابات القائمة على بيانات الطيران وتقديرات عسكرية أمريكية ويابانية وكورية جنوبية أظهرت أن بإمكان الصاروخ الوصول إلى مدى بعيد داخل الولايات المتحدة يصل إلى دنفر وشيكاجو.

وقال ديفيد رايت عضو اتحاد العلماء المعنيين في تدوينة إن الصاروخ إذا انطلق في مسار تقليدي فإن مداه سيبلغ 10400 كيلومتر.

وقالت كوريا الشمالية يوم الأحد إنها اضطرت لتطوير صواريخ طويلة المدى وأسلحة نووية بسبب النوايا العدوانية “للوحوش الاستعمارية الأمريكية” التي تبحث عن فرصة أخرى لغزو البلاد.

وجاءت التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية بعد يوم من موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة عقوبات تستهدف كوريا الشمالية وروسيا وإيران.

 

واتفق وزراء خارجية كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة على تكثيف الضغوط على بيونجيانج والحث على تطبيق قرار عقوبات أقوى في مجلس الأمن