ما بين 11 فبراير 2011م و11 فبراير 2015م مرت 4 سنوات، شاهدنا فيها التحولات التي لم نشهد مثلها أو بحجمها طوال المدة السابقة من أعمارنا.
استرجاع شريط الذكريات للوراء قليلا، يكشف حجم التحول الذي شهدته البلاد، كانت جموع اليمنيين تخرج للشارع منادية بإسقاط علي عبدالله صالح كرئيس أتم ثلث قرن في السلطة وما زال طامعا في المزيد له ولذريته.
كان إعلام علي عبدالله صالح يسوق الشباب المعتصمين بأنهم تجمعات فوضوية وتخريبية وارهابية وحوثية !!،
كانت التهمة الاخيرة هي الأقوى والأقسى كون الحوثية جماعة مسلحة ومتمردة على النظام والقانون وأعلنت وزارة الداخلية أسماؤهم مطلوبين أمنيا.
جاءت ثورة فبراير التي هتف لها اليمنيون في كل مكان وساحة.
أتذكر ساحات التغيير والحرية والثورة من حرض إلى المهرة .. كان اليمن ساحة نضال واعتصام… وسقط علي صالح في النهاية.
ما حصل لاحقا أن الفصيل الذي كان تهمة على الثوار وشعر باﻷمان معهم واندمج بينهم برهة من الزمن لم يشكر العيش والملح كما يقال ولم تطيب نفسه ﻷرقى حراك وثورة سلمية عرفتها اليمن.
حين قرر الحوثيون الغدر بالثورة لم يكونوا يقولوا أنهم أذكى من ثوار سلميين وأقدر منهم على حسم الأمور.
إنما كشفوا حقيقتهم البشعة ووجهم السافر دون رتوش.
إلتفاف الحوثيون على ثورة اليمنيين من خلال العمل المسلح بدأ مبكرا من خلال إسقاط مدينة صعده ثم الانتقال والتوسع نحو الجوف وكشر وحوث وارحب والرضمة وصولا إلى إسقاط صنعاء في 21 سبتمبر الماضي.
أقولها اليوم بكل اعتراف .. نعم قتلت ثورة فبراير في مهدها.
وغدت شهيدة كشهداء جمعة الكرامة وكنتاكي والملعب وارحب وكشر والفرقة وغيرها.
لكن .. هل هي نهاية الزمن ؟ هل انتهت بموتها اليمن ؟
اليمن كانت ولا تزال ولادة البطولات والثورات..
الرحم الذي أنجب فبراير سينجب الثورة المرتقبة .. ثورة الخلاص ..
كنا بحاجة ماسة أن يكشف الحوثي عن الحجم والشكل الذي يحتويه من القبح والزيف..
وهاهو قد فعل .. وسيتخذ اليمنيون ما يرونه مناسبا ..
ومن ثم سيبنون حلمهم الكبير ..
حين ماتت ثورة 1948 على يد احمد يا جناه القادم من الازرقين وصفها الشهيد الزبيري بأنها مصرع الابتسامة ..
لكن الزبيري كان يجزم أن ثورة أخرى قادمة .. وقد كانت سبتمبر العظيمة والمجيدة والخالدة ..
لم تكن ثورة التغيير الا امتدادا لسبتمبر ونسخة من ثورة الدستور …
ولابد أن تشرق علينا شمس سبتمبر اخرى ..
وسنهتف غدا مع الزبيري العظيم :
يوم من الدهر لم تصنع أشعته .. شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا