وكشفت مصادر رفيعة المستوى داخل “التحالف الوطني” ذو الأغلبية الشيعية الذي يتزعمه نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية الحالية، أن الخلافات تصاعدت مؤخراً بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وبين الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله إلى درجة أنها وصلت إلى تبادل الشتائم والاتهامات بالعمالة والخيانة، بسبب انخراط الأخير في المعارك بين النظام السوري والمعارضة المسلحة في بقاع مختلفة من أرض سوريا حسب صحيفة السياسة الكويتية.
وفي نفس السياق أكد قيادي بارز في التيار الصدري لنفس الصحيفة أن سبب الخلافات الحادة التي نشأت بين الصدر ونصر الله هو رفض الصدر القاطع لإرسال مقاتلين من تياره الى سوريا بعد طلب من “حزب الله”، وزجهم في معركة ستدمر ما تبقى من الوحدة الوطنية العراقية التي هي اصلاً تواجه بعض المخاطر، لأن ذلك سيعرض حوالي 30 مليون عراقي لحرب أهلية طاحنة، وإن كان نصر الله يجازف باستقرار لبنان فذلك لا يبيح له المجازفة باستقرار بالعراق.
وكشف نفس القيادي بأن التيار الصدري نجح في إقناع الكثير من مقاتلي جماعة “عصائب أهل الحق” التي يتزعمها قيس الخزعلي (المنشق عن جيش المهدي التابع للتيار الصدري) بعدم الذهاب الى القتال في سوريا، مما أدى ذلك الى إثارة غضب “حزب الله” الذي شن حملة اتهامات ضد الصدريين، ومن بينها اتهامات بالخيانة وذلك من خلال رسائل تلقاها الصدر من نصر الله.
كما أشار الى أن حوزة القيادات الشيعية العراقية لديها معلومات تؤكد أن “حزب الله” تورط بقتل مواطنين سوريين بأعداد كبيرة تفوق بخمسين مرة عدد ما قتله من الإسرائيليين طوال فترة صراعه معهم والتي تزيد عن 15 عاماً.
مواقف الشيعة في لبنان
عبرت قيادات شيعية بارزة في لبنان عن رفضها لتدخل “حزب الله” الصريح والسافر في الشؤون السورية من خلال المشاركة في القتال على أراض سوريا، وقال العلامة الشيعي محمد حسن الأمين في لقاء تلفزيوني بأن “ليس الشيعة هم الذين يقفون مع النظام السوري”، مؤكدا بأن هناك مصالح سياسية لدول المنطقة ومنها إيران التي تساند النظام في سوريا وتقف معه، ودعت هذه المصالح حزب الله إلى المشاركة في القتال في سوريا للمصالح التي بها يرتبط الحزب مع إيران أيضاً، وطالب الأمين “حزب الله” اللبناني بأن يتخذ هامشاً مستقلاً في اتباعه للجمهورية الإيرانية وسياستها في المسألة السورية وذلك لما تقتضيه الظروف التي تمر بها المنطقة.
ووجه المرجع الشيعي علي الأمين خطاباً إلى حزب الله وإلى بقية الأحزاب من خلال تصوير تلفزيوني يحثهم فيه على عدم المشاركة في القتال السوري وقال: “سوريا ليست أرض جهاد لنا، والدفاع عن المقدسات الدينية هو مسؤولية النظام السوري وليس حزب الله، السيدة زينب لا تريد الدفاع عن مقامها وإنما تريد أن تدفع الفتنة وعن المسلمين”.
وأشار الأمين بأن زج الشباب في المعارك التي تجري على الأرض السورية فيها خسران الدنيا والآخرة.
ولم يبد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أي رد فعل تجاه مشاركة حزب الله للقتال بجانب النظام السوري على الأراضي السورية، مما اعتبره البعض قبول بما يقوم به حزب الله وذلك بحسب ما نشرته بعض المواقع اللبنانية.
ووصف موقع لبنان الجديد بأن “سكوت بري لغز يحمل في طياته تكهنات كثيرة” وتساءل الموقع ما إذا الرئيس بري ضد قتال “حزب الله” في سوريا؟ أم إنه يغطي بصمته، قتال “حزب الله” غير المبرر في سوريا؟.
وأشارت معلومات خاصة جداً نقلتها صحيفة “اللواء” من قبل شخص مقرب من حزب الله إلى أن لقاءً سرياً على مستوى القيادات تم عقده فيما بين “حزب الله” و”حركة أمل” وحضره كل من حسن نصرالله، ونبيه بري، جرى أثناءه البحث في القضايا الساخنة في المنطقة ومن أهمها الملف السوري.
العربية نت