عشرات الالاف يتظاهرون في تونس تأييدا لشرعية حكم الاسلاميين
السبت 6 ربيع الثاني 1434ﻫ 16-2-2013م

 

الجزيرة برس-تونس -رويترز- احتشد يوم السبت عشرات الالاف من الاسلاميين في العاصمة تونس دفاعا عن شرعية حكم الاسلاميين في أكبر استعراض للقوة في الوقت الذي تواجه فيه تونس مهد الربيع العربي ازمة سياسية حادة بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد.

وكان مقتل بلعيد الاسبوع الماضي على يد مجهول امام بيته قد ألقى بتونس في أتون اسوأ ازمة سياسية منذ الاطاحة بالنظام السابق قبل عامين.

وبعد مقتل بلعيد قال رئيس الوزراء الاسلامي حمادي الجبالي انه سيشكل حكومة كفاءات لاحتواء الازمة لكن حزب النهضة الاسلامي الذي ينتمي اليه رفض مقترحه مما دفعه للتلويح بالاستقالة.

وفي اول رد فعل قوي على مقترح رئيس الوزراء تدفق عشرات الالاف من انصار حزب النهضة الاسلامي على شارع الحبيب بورقيبة تأييدا لشرعية حكم الاسلاميين بعد فوزهم في اول انتخابات حرة جرت في 2011.

ورفع المتظاهرون شعارات “الشعب يريد النهضة من جديد” و ” لا تراجع عن الشرعية” و ” اوفياء اوفياء لدماء الشهداء”.

كما رددوا اهازيج تنادي بالوحدة الوطنية والمطالبة باجتثاث “فلول” النظام السابق.

وجرت المظاهرة وسط إجراءات أمنية مكثفة دون ان يتم تسجيل اي مواجهات. وبدت المظاهرة اقرب الى استعراض للقوة بعد ان خرج الاسبوع الماضي عشرات الالاف من العلمانيين في جنازة شكري بلعيد وصفت بانها اكبر حشد منذ الثورة.

وقال شاب ملتحي اسمه عمر سلام ” مبادرة رئيس الوزراء هي انقلاب على الشرعية التي اعطت السلطة للنهضة..انها انقلاب على نتائج الانتخابات”.

واضاف “رئيس الوزراء مستعد لاخراج حزبه من الحكم ارضاءا للعلمانيين..هذا غير مقبول..من كان يريد الحكم ينتظر الانتخابات المقبلة وسنرى.

وفي كلمة امام عشرات الالاف من أنصاره قال زعيم النهضة راشد الغنوشي ان “اقصاء النهضة من الحكم بالحيلة هو تعريض الوحدة الوطنية للخطر” ‭‭ ‬‬واضاف ان ” النهضة لن تفرط في الحكم ابدا مادامت محل ثقة الشعب” معتبرا أن “تهديد الشرعية الانتخابية هو تهديد للثورة التونسية” ‭‭ ‬‬وقال لطفي حيدوري وهو متحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز ان عدد المتظاهرين تجاوز 100 الف.

وترى حركة النهضة ان تونس تحتاج في هذه المرحلة الى حكومة ائتلاف سياسية تجمع اكبر عدد من الاحزاب السياسية في البلاد.

وقال الغنوشي لرويترز ان اي حكم مستقر في تونس يحتاج الى حكومة ائتلاف تجمع بين اسلاميين معتدلين وعلمانيين معتدلين لدرء التطرف.

ومن المفارقات ان مبادرة رئيس الحكومة بتكوين حكومة غير سياسية تحظى بموافقة أغلب الاحزاب العلمانية المعارضة التي ترى انها افضل مخرج للازمة السياسية للبلاد بينما يرفضها حزبه.

وجمع الجبالي يوم الجمعة ولأول مرة حركة النهضة الاسلامية مع اغلب الاحزاب العلمانية على طاولة الحوار لمناقشة الحكومة الجديدة. وقال الجبالي عقب الاجتماع ان المشاورات كانت ايجابية وستستمر يوم الاثنين المقبل.

وقالت مصادر سياسية لرويترز انه يتوقع ان تتوصل الاحزاب الى اتفاق حول حكومة تجمع بين سياسيين وكفاءات