عزة الدوري يؤيد المحتجين السنة بالعراق
السبت 23 صفر 1434ﻫ 5-1-2013م

الجزيرة برس- بغداد رويترز – أعلن عزة ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والذي ما زال هاربا تأييده للمحتجين السنة المناهضين للحكومة العراقية وطالبهم بالتمسك بموقفهم حتى تتم الاطاحة برئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.

وكان الدوري يرأس حزب البعث الذي أصبح محظورا بعد غزو قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 أطاح بصدام ومكن الغالبية الشيعية من تولي السلطة.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين نظم عشرات الآلاف من السنة الذين لوح بعضهم بالعلم العراقي القديم أيام صدام مظاهرات احتجاج في تعبير عن الغضب ضد المالكي الذي يتهمونه بتهميش السنة واحتكار السلطة.

وقال الدوري وهو يخاطب المحتجين في تسجيل مصور بثته قناة تلفزيون العربية الفضائية “ايتها الجماهير العزيزة الثائرة المؤمنة المرابطة فى عراق العروبة ورسالتها الخالدة المعتصمة فى ميادين الجهاد فى الفلوجة ونينوى وصلاح الدين وفى كل مدن العراق ان شعب العراق وكل قواه الوطنية والقومية والاسلامية معكم تشد على ايديكم وتؤازركم حتى تحقيق مطالبكم العادلة فى اسقاط الحلف الصفوى الفارسى.”

ويشير تعبير الصفوي الى العائلة الحاكمة في ايران في الفترة من القرن السادس عشر الى القرن الثامن عشر التي سيطرت في بعض الاوقات على اجزاء من العراق الحديث.

وتقارب المالكي منذ وصوله إلى السلطة في عام 2006 مع إيران المجاورة التي تتمتع بنفوذ قوي على عدة أحزاب شيعية عراقية.

وقال الدوري الذي كان يحيط به ضباط يرتدون الزي العسكري ان قيادة حزب البعث تدرس “موضوع البدء فى الاقتصاص العادل والحازم من كل من يقف مع المشروع الصفوى فى العراق ويسانده عراقيون مدنيون وعسكريون.”

وأضاف “ان ما يجرى اليوم فى العراق وخاصة فى عمليته المخابراتية وفى حكومة العملاء وتشكيلاتها ومؤسساتها فهو المشروع الصفوى التفريسى بكل عمقه وشموله ينفذه الائتلاف الصفوى وبقيادة حزب الدعوة وزعيمه المالكى منذ اكثر من سبع سنوات .. انه مخطط واضح لتدمير العراق والحاقه بايران.”

وأضاف “نحذر أولا الخونة والعملاء والجواسيس سواء داخل العملية السياسية ومن رموزها العفنة أو من خارج العملية السياسية الذين يساندون المشروع الخطير في القول أو الفعل .. في جريمة تدمير العراق وتفريسه وخمأنته.”

وتابع “المقاومة الوطنية ستتصدى لهؤلاء قبل المالكي وحلفه الشرير ان لم يتراجعوا ويلتحقوا بشعب العراق.”

ولم يتسن التحقق من صحة شريط الفيديو. وقال الدوري انه يتحدث من محافظة بابل العراقية.

وقال رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر إن الدوري وأتباعه عملاء للولايات المتحدة وإسرائيل ودعا المحتجين إلى التنصل منه. والصدر منافس للمالكي وأعلن تأييده للمحتجين.

وكتب في بيان على موقعه الإلكتروني ردا على سؤال عن الموقف من الدوري “إن لم تسع الحكومة العراقية إلى السعي الحثيث والجدي للقبض عليه أو (قتله) سيكون هذا عملنا نحن جنود الله في أرض الله وبدون التدخل في العمل الأمني.”

وكان الدوري الذي لم يظهر إلا نادرا منذ عام 2003 نائبا لرئيس مجلس الثورة العراقي في عهد صدام حسين وتولى قيادة حزب البعث بعد إعدام صدام حسين في عام 2006 .

وبعد الغزو في عام 2003 كان ترتيب الدوري السادس في قائمة المطلوبين لدى الجيش الامريكي التي ضمت 55 شخصية لأهم المطلوبين العراقيين وجرى رصد مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لالقاء القبض عليه. ويتهمه مسؤولون امريكيون بتنظيم تمرد بلغ ذروته في الفترة بين عامي 2005 و2007 .

ويؤجج الصراع في سوريا المجاورة للعراق -حيث تحارب المعارضة المسلحة التي يقودها السنة للإطاحة بالزعيم السوري بشار الأسد المدعوم من إيران- التوتر الطائفي في أرجاء المنطقة ويهز التوازن السياسي الهش بين الفصائل السنية والشيعية والكردية في العراق.

وزاد ذلك من القلق بخصوص الانزلاق إلى قتل طائفي في العراق بعد مرور ما يزيد على عام من انسحاب القوات الأمريكية.

وقالت الشرطة إن سيارة ملغومة كانت متوقفة بالقرب من سوق للخضر والفاكهة في بلدة كنعان بمحافظة ديالى انفجرت يوم السبت مما أسفر عن سقوط قتيلين في هجوم ألقى رئيس البلدة باللائمة فيه على بعثيين يسعون لإشعال الاقتتال الطائفي باستهداف مناطق مختلطة.

وقتل اربعة من الزوار الشيعة ايضا في انفجار سيارة ملغومة بالقرب من مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة.

وتمثل الاحتجاجات في قلب المناطق السنية تحديا آخر للمالكي الذي يخوض مواجهة بالفعل مع المنطقة الكردية في شمال العراق التي تتمتع بحكم ذاتي.

ودعا زعيم القائمة العراقية المدعومة من السنة أياد علاوي رئيس الوزراء المالكي يوم الجمعة إلى الاستقالة وتشكيل حكومة انتقالية إلى حين إجراء انتخابات مبكرة.

وقال علاوي في بيان إنه إذا رفضت الحكومة فإنه يتعين على التحالف الذي يتزعمه المالكي اختيار رئيس وزراء آخر بدلا منه وتشكيل حكومة تحترم الدستور.

وأضاف أن استمرار الحكومة لن يفضي إلى شيء سوى المزيد من الأزمات وتبديد المال العام.

وتسارعت وتيرة الأزمة الحالية بعد ساعات فقط من إصابة الرئيس جلال الطالباني بسكتة دماغية ونقله إلى الخارج للعلاج.

وقال الفريق الطبي المعالج للطالباني (79 عاما) يوم السبت إن الرئيس يستجيب بشكل جيد جدا للعلاج “واجتاز المراحل الصعبة بسرعة أكبر من المتوقع” لكنهم لم يقدموا تفاصيل عما إذا كان في مقدوره التواصل