الجزيرة برس- أحيا مئات الآلاف في عدن عصر اليوم الجمعة مهرجان ذكرى الخامسة والأربعون الثلاثون من نوفمبر في ساحة الحرية بعد الخروج بمسيرة حاشدة تجمعت على مشارف مديرية خورمكسر وانتقلت إلى داخل الساحة وردد الثوار أثناء سيرهم الشعارات الثورية مطالبة رئيس الجمهورية بإصدار القرارات الجريئة لهيكلة الجيش قبل البدء في الحوار وكذا التعهد للشهداء بملاحقة من استباح دمائهم ومحاكمتهم.
وشهد المهرجان العديد من الفقرات الخطابية والفنية والقصائد الشعرية، وأصدر مجلس تنسيقي قوى الثورة الجنوبية في ختام المهرجان بيان الإحتفال بذكرى يوم الجلاء .
وجاء في البيان: تحل علينا اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لعيد الاستقلال الوطني 30 من نوفمبر المجيد في أجواء ثورية عارمة صنعتها نضالات الشرفاء الأحرار في مختلف الميادين والساحات ، وبهذه المناسبة العزيزة والغالية يتقدم مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية بأحر التهاني إلى كل أبناء شعبنا العظيم في الداخل والخارج .
وأضاف: إنها للحظة فارقة أن نقف اليوم في هذه الذكرى لنحتفل بنضال الشهداء الأحرار الذين سقوا تربة هذا الوطن الغالي بدمائهم الزكية الطاهرة وحملوا أرواحهم على أكفهم فداءً لهذا الوطن المعطاء وهنا نجده لزاماً علينا أن نحيي بكل فخر واعتزاز عدن المدينة وأهلها الشرفاء الاحرار على الدور الريادي الذي لعبته وأبنائها في التحرر من الاستعمار.
وأكد البيان أن ثورتنا الشبابية السلمية التي ترسم بأحرف من نور انتصاراتها هي امتداد وترجمة لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وتجديداً لمعالمهما وتصحيحاً للمسار الذي أراده الثوار ومن أجله قدموا كل التضحيات .
كما أكد أن الحوار لغة وثقافة العصر ولا يمكن المرور إلى المستقبل إلا به فهو الطريق الآمن الذي سيجنب شعبنا وأمتنا مزالق الفوضى والعودة إلى دوامات العنف والصراعات التي طالما عانى منها شعبنا منذ الاستقلال الوطني مروراً بمختلف مراحله ومنعطفاته السياسية ، لذلك فإننا نعول على مؤتمر الحوار الوطني الشامل -خصوصاً وقد أبدى تفهماً مسبقاً من خلال تمثيل الجنوبيين بما لا يقل عن النصف-,وندعو كافة الجهات لتهيئة الأرضية المناسبة والبيئة الملائمة والجاذبة للمشاركة الإيجابية في الحوار، كما ندعو الجهات المعنية لاستيعاب كافة المكونات الجنوبية المختلفة -التي لعبت دوراً بناءً طيلة الفترة الماضية – في مكونات الحوار والابتعاد عن الاقصاء والتهميش.
وتابع :إن قضيتنا الجنوبية – الحيوية والمحورية – تمر اليوم بأخطر مراحلها على الإطلاق ويتحتم على جميع القوى الفاعلة في الساحة الجنوبية تحكيم العقل والمنطق وقراءة المتغيرات الإقليمية والدولية بشكل جيد لتتمكن من التوافق على الحلول المناسبة والممكنة اليوم والبناء عليها مستقبلاً وعدم تفويت فرصة حرص وإجماع الإقليم والعالم على تقديم أفضل ما يمكن للقضية الجنوبية للبت في حلها الحل العادل الذي يرتضيه أبناء الجنوب ويعيد الاعتبار للشراكة الحقيقية والمعاني السامية لوحدة شعبنا والتي عمل النظام السابق على تدميرها والإساءة اليها.
وأشار إلى إن اللحظة التاريخية التي يمر بها شعبنا اليوم تحتاج من كل العقلاء العمل لكل ما من شأنه وحدة الصف وتوسيع المشتركات بين أفراد الشعب لتفويت الفرصة على المشاريع المشبوهة ، فالتوافق والقبول بالآخر واحترام خيارات الشعب وعدم إدعاء حق الوصاية على الجنوب وتخوين الآخرين ,هو شرط أساسي لبناء مستقبل أفضل لجميع فئات وشرائح المجتمع، وفي هذا الصدد يدعو المجلس جميع القوى الفاعلة والحريصة ,على مستقبل أبناء الجنوب لتوقيع ميثاق شرف جنوبي يكفل للجميع حرية اختيار ما يريدون من مشاريع وأفكار تخدم وطنهم ، وتجريم كل أشكال العنف وثقافة الإقصاء والإلغاء لعدم جدواه في فرض أي مشاريع سياسية .
ودان المجلس وبشدة حادثة الاغتيال الاثمة التي تعرض لها الدبلوماسي السعودي ومرافقه , وبهذا فأننا نتقدم بأحر التعازي القلبية إلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بهذا الحادث الجلل ، وندعو الأجهزة الأمنية لتحمل مسئوليتها في سرعة ملاحقة الجناة وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات مستعجلة لينالوا جزاءهم .
وشدد المجلس على ضرورة التسريع في هيكلة الجيش والأمن ومحاكمة رموز العائلة واسترداد الأموال المنهوبة كمقدمات طبيعية لنجاح الحوار الوطني وبناء الدولة المدنية الحديثة، ويدعو المجلس الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مواصله جهوده المخلصة في إبعاد بقايا المخلوع والتسريع بالقرارات الجريئة التي من شانها ملامسة طموح وتطلعات أبناء الشعب والبدء الفوري بالمعالجات الحقيقية للمسرحين والمتقاعدين قسراً (عسكرياً وأمنياً ومدنياً) وسرعة البت في الأراضي المنهوبة والمؤسسات المختطفة .
كما دان المجلس وبشدة الاعتداءات المتكررة التي تستهدف رئيس المجلس المناضل عبدالقوي محمد رشاد وقيادات المجلس مؤكدين أن تلك الأعمال الرعناء لا ولن تنال من عزمنا وإصرارنا ومواصلة نضالنا .
وأكد المجلس على أهمية رعاية أسر شهداء ومناضلي الثورة (سبتمبر- أكتوبر – فبراير) وتكريمهم بالشكل اللائق الذي يخرجهم من ذل المسألة ويشعرهم بعدم ضياع جهودهم وتضحياتهم ويجعلهم قدوة للأجيال القادمة .
الصحوة نت