الجزيرة برس- أحمد نصر-الدوحة -نقلا عن وكالة الأناضول- وصف نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي الاحتجاجات التي تشهدها بلاده حاليا بـ”بداية انتفاضة شعبية وربيع عراقي”.
وتوقع الهاشمي، في حوار مطول مع مراسل وكالة الأناضول للأنباء بالدوحة – التي يزورها حاليا – وينشر كاملا غدا السبت، أن “يكون عام 2013 هو عام التغيير في العراق”.
وجدد دعوته لكل العراقيين – بصرف النظر عن انتماءتهم وجذورهم وتوجهاتهم – بالعمل جاهدين على تحقيق الانتصار لهذه “الانتفاضات المباركة التي انطلقت في الفلوجة والرمادي وسامراء وأن ينتصروا لها وأن يقولوا للظالم كفى”.
وشهدت عدة مدن عراقية اليوم مظاهرات حاشدة ضد الحكومة، لا سيما بمدن الموصل والفلوجة (شمال وغرب البلاد).
وقال إن “العراق الآن على مفترق طرق حقيقي وبالتالي لا بد من حسم الاتجاه الذي سوف يؤول إليه أمر العراق مستقبلا”، مضيفا أن رئيس الوزراء نوري المالكي “بظلمه وفساده وسوء إدارة حكومته، صنع ظرفا مناسبا للتغيير”.
كما توقع الهاشمي أن يتسع نطاق الانتفاضة العراقية لتشمل المحافظات الجنوبية أيضا (ذات الأغلبية الشيعية)، كونها تعيش نفي الحالة من البؤس والفقر ونقص الخدمات وضياع الأمن التي تعيشها محافظات الوسط والشمال .
وأوضح أن “الهبة الشعبية ضد المالكي- التي سبق وأن توقعت قيامها- بدأت بالأنبار وسامراء ونينوى، وسوف تجرى مظاهرات واسعة النطاق في مختلف المحافظات”.
وتابع نائب الرئيس العراقي السابق “لدينا اليوم ملايين من المحبطين والمظلومين والعاطلين عن العمل ومن المشردين واليتامى والأرامل نتاج ظلم وفساد وسوء إدارة حكومة نور المالكي”.
واعتبر أن “الفرصة ضاعت على المالكي وأن الشعب هو الذي سوف يحكم مسيرة العراق المستقبل “.
وحذر الهاشمي العراقيين من أن المالكي يحاول أن يصبغ كل هذه الانتفاضات بصبغة طائفية من أجل أن يقول لمحافظات الوسط والجنوب أن المنتفضين من السنة وقادمون لسحب البساط من تحتكم أنتم الشيعة التي تحكموا العراق.
ووجه في هذا الصدد رسالة إلى الشيعة قائلا: “أقول لإخواننا الشيعة بشكل واضح، إخوانكم في الأنبار يدافعون عنكم، أنتم وإياهم في زورق واحد يجمعكم هذا العراق الموحد همومكم مشتركة، المالكي ليس الرجل المناسب لحكم العراق في هذا الظرف، وبالتالي عليكم أن تأخذوا بالعزيمة وتأخذون قراركم من دون مزيد من التأخر والتردد وان تضعوا أيديكم في أيدى إخوانكم في المحافظات الأخرى التي انتفضت على حكومة نور المالكي” .
ودعا الهاشمي الدول العربية، وعلى وجه الخصوص الدول الخليجية وتركيا، إلى “وقفة مسؤولة” مع الانتفاضة العراقية، معربا عن اعتقاده بأن تلك الوقفة مهمة للغاية من أجل انتصار الشعب العراقي المظلوم.
وشدد على أن المالكي “لن يستجيب إلى تطلعات الشعب العراقي نحو حياة حرة كريمة”.
وأشاد الهاشمي بالموقف التركي من القضية العراقية، قائلا :”موقف تركيا كان جريئا وشجاعا من التصريحات التي أصدرها أخي العزيز رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، وأنا أتمنى أن لا تترك تركيا وحدها في قراءة مسؤولة للمشهد السياسي العراقي”.
وتابع “ينبغي أن تحظي أيضا بدعم وتأييد ومؤازرة من كافة الدول العربية وعلى وجه الخصوص الدول الخليجية التي تضرر أمنها بسبب هذا النفوذ الذي لم يسبق له مثيل لإيران في العراق”.
وفي معرض تعليقه على قيام حكومة المالكي باعتقال عناصر من حرس وزير المالية رافع العيساوي، اعتبر الهاشمي، في حواره مع وكالة أنباء الأناضول، أن ما حدث “هو سيناريو مكرر لما سبق أن حدث معه وسبق أن توقعه أيضا”، معتبرا هذا في إطار مخطط يستهدف إقصاء العرب السنة من العملية السياسية بالعراق.
ودعا القائمة العراقية “ألا تخذل حرس العيساوي كما سبق أن خذلته”، وقال “على القائمة العراقية أن تتبنى موقفا شجاعا لكل المظلومين في العراق على رأسهم قضيتي وقضية العيساوى وآلاف المعتقلين اليوم الأبرياء خلف القضبان في سجون نور المالكي السرية والعلنية”.
يذكر أن طارق الهاشمي، قد تعرض قبل نحو العام الى إجراءات ملاحقة بدأت باستهداف عناصر حمايته ثم هو شخصيا بأوامر من رئيس الحكومة، حتى انتهى به المطاف الى مغادرة العراق الى تركيا لاجئا اليها.
وأصدر القضاء العراقي بعد ذلك خمسة أحكام بالاعدام ضد الهاشمي بتهمة الارهاب، كما أصدر أحكاما مماثلة بحق العديد من المقربين منه، فيما توفي اثنان من حمايته عندما كانا رهن التحقيق.