صالح يبدأ بتسليم المؤتمر للحوثيين لتشكيل ذراع مسلح له
الجمعة 15 صفر 1434ﻫ 28-12-2012م

الجزيرة برس- على مدى أيام وجماعة الحوثي المسلحة تجري استعداداتها بمحافظة صعدة لاستقبال الوفود القبلية الشعبية التي قدمت المشاركة في مؤتمر إشهار مجلس التلاحم الشعبي القبلي الذي دعا له الحوثيون، كمكون جديد انبثق عن الملتقى التشاوري الثاني، والذي عقد في وقت سابق من هذا العام في محافظة صعدة.. 
ويوم أمس احتضنت صعدة هذا اللقاء الذي حضره جموع غفيرة من القبائل، لم يتكفل الحوثي فحسب بدعوتها، بل ساهمت وحشدت وشجعت ومولت قيادة حزبية وسياسية، وفي مقدمتها قيادات مؤتمرية حشدت لهذه الفعالية بل وحضرت بتوجيهات من قبل رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح الذي حث معظم مشائخ المؤتمر الشعبي العام على المشاركة في فعالية الحوثي أمس بصعدة، التي كان فيها حضور مشائخ منظمين في حزب المؤتمر من مختلف مناطق اليمن، لافتاً بصورة قوية.. حيث أكدت مصادر مطلعة أن صالح اتصل بعدد من المشائخ في سنحان ومناطق أخرى ودفعهم للمشاركة في المؤتمر الذي دعت إليه جماعة الحوثي المسلحة بصعدة.. 
وفي هذا السياق أوضحت المصادر أن قيام صالح بهذا الدور تجاه هذه الفعالية الحوثية يأتي في إطار خطة تسليم صالح حزب المؤتمر الشعبي العام لجماعة الحوثي.. 
ويأتي هذا التطور الخطير في ظل صمت مطبق لقيادة وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام، خاصة الدكتور عبدالكريم الإرياني.. صالح الذي لجأ إلى التحالف مع الحوثي وتسليم حزبه لجماعة مسلحة لتمثل الجناح المسلح للمؤتمر يستطيع صالح أن يستقوي بها في أي وقت، خاصة بعد أن شعر صالح أنه تم تجريده من القوة العسكرية المنظمة بإقالة معظم أقاربه من المؤسستين العسكرية والأمنية –بحسب ما يراه مراقبون- اعتبروا أيضاً ذهاب صالح لتسليم المؤتمر لجماعة الحوثي بطريقة مباشرة وغير مباشرة يأتي أيضاً كردة فعل من صالح على الضغوطات المحلية والخارجية التي تمارس عليه لترك رئاسة المؤتمر من جهة، وكذا في إطار مخطط صالح حتى لا يتبقى للرئيس هادي حزب يرأسه من جهة أخرى. 
مصادر من صعدة أكدت لـ “أخبار اليوم” أن الحضور كان حاشداً ومن مختلف القبائل اليمنية جلها من المحافظات الشمالية، مشيرة إلى أن جماعة الحوثي وجهت الدعوة لأكثر من “200” شيخ قبلي بارز، وأكثر من “150” ضابطاً من قيادات الصف الثالث والرابع في الجيش والأمن وعدد من حملة الرتب الكبيرة ممن فقدوا مناصبهم بالتقاعد أو البقاء دون عمل. 
اللقاء الذي سيواصل أعماله اليوم الجمعة سيناقش العديد من القضايا –بحسب جماعة الحوثي- التي ترى في هذا اللقاء وتشكيل المجلس استجابة لمطالب ملحه في تكوين تجمع يضم أبناء القبائل من مختلف محافظات الجمهورية ومختلف قبائله وتكويناته الشعبية، حيث أن المرحلة تستدعي من الجميع التنبه للمخاطر المحدقة باليمن أرضاً وإنساناً بما يعني تحمل الجميع لمسؤولياتهم في العمل الجاد لدرء كافة الأخطار المحدقة بالوطن اليمني.. هذا واحد من العناوين العريضة التي تعتبره جماعة الحوثي أنه واحد من الأسباب التي عقد من اجلها اللقاء، ويطرح بعض الحاضرين أن مسألة التقطعات القبلية التي لم تستطع الدولة إنهاءها هي الأخرى ستكون واحدة من النقاط التي يجب الاتفاق على إنهائها والعمل على ذلك في إطار التلاحم.. حيث تعتبر قيادة الحوثي أيضاً أن العمل على ذلك والنجاح فيه سيخلق لجماعة الحوثي قاعدة أكبر في الأوساط المجتمعية بما يعزز من انتشار عناصرها خارج صعدة وحجة والجوف وذمار على ما هو أبعد، كما سيسهل عملية الاستقطاب لدى الجماعة التي قد وجدت ممولاً داخلياً سيتكفل بهذا التوسع لمواجهة القوى الحزبية المحسوبة على المشترك، خاصة حزب الإصلاح الذي ترى فيه جماعة الحوثي المهدد الفكري والشعبي لحركة طائفية مثل جماعة الحوثي.. 
قبيلة أرحب التي صمدت في مواجهة ألوية الحرس الجمهوري التي كانت موالية لعلي عبدالله صالح، وكان يقودها نجله حتى الأسبوع المنصرم، أرادت جماعة الحوثي من خلال هذه القبيلة أن توصل رسالة سياسية وقبلية لخصومها السياسيين والفكريين في المشترك، واختارت أحد مشائخ هذه المنطقة نائباً لرئيس هذا المجلس.. حيث تم اختيار الشيخ/عبدالجليل سنان، نجل أبرز مشائخ أرحب الشيخ الراحل/عبد الوهاب سنان نائباً لـ”ضيف الله رسام” أحد وجهاء منطقة مران بمحافظة صعدة وأحد قادة جماعة الحوثي الذين يتم قيادتهم عبر أشخاص أقل منهم في الهرم التنظيمي وسط الحركة..   
عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي المسلحة ألقى كلمة في اللقاء عدد فيها مناقب الإمام زيد بن علي رضي الله عنهما، قصداً منه تذكير القبائل الحاضرة بنزعتهم المذهبية التي تدعي جماعة الحوثي أنها زيدية، في حين أن مؤسس الجماعة حسين بدر الدين، كان وجه انتقادات لاذعة للمذهب الزيدي ولعلمائه، وعرف حينها أنه جارودي وجعفري المذهب بعد أن عاد من إيران. كما حاول عبدالملك الحوثي في كلمته استثارة العاطفة لدى الحاضرين حين راح يذكرهم بالظلم والجبروت الواقع على الأمة والاستهداف الذي يطال الأمة في عديد أشياء.. حيث قال: أيها الأخوة الأعزاء نحن في هذا الزمن بكل ما فيه من تحديات، بكل ما عانيناه ونعانيه من ظلم الظالمين وجور الجائرين في كل واقع حياتنا وهم يستهدفوننا وأمتنا في ديننا، في أخلاقنا، في مبادئنا، في مقدساتنا، يستهدفون واقع حياتنا بكله، وكل مقومات حياتنا، نحن في أمس الحاجة إلى أن نستفيد من تلك الذكريات العزيزة ذكريات المجد، الملاحم البطولية، والموقف العظيمة التي مثلت أصالة الإسلام، وإن مسؤوليتنا في هذا الزمن أن نحمل لواء العدل بروحيته، بمبادئه، بأخلاقه في مواجهة الظلم والظالمين والجور والجائرين بثبات وعزم لا نتراجع مهما كانت التحديات ومهما كان حجم التضحيات، نحن في هذا الزمن وفي هذا العصر نعيش الواقع الذي امتلأت فيه الدنيا ظلماً وجوراً، ورأينا أئمة الكفر وطغاة العالم يتكالبون على أمتنا، ما أحوجنا إلى تلك القيم، إلى تلك الروحية حتى لا تكون ثوراتنا الشعبية مجرد صرخات وتأوهات من الألم، صرخات غير واعية، يجب أن تكون صرخاتنا، ثوراتنا هذه الشعبية السلمية، ثورات واعية هادفة نحمل فيها الروحية القوية والعالية لنستمر في طريقنا وفي نهجنا بثبات حتى نحقق الأهداف. 
وكشف عبدالملك الحوثي اللثام قليلا عن موقف الجماعة من الحوار الوطني وذهب إلى القول: إن الحوار الوطني أيها الإخوة الأعزاء لا يمكن أن يقوم مقام الثورة، ولا يمكن التعويل عليه بدون استمرارية الثورة، ولذلك نحن نأمل من كل الشباب الأعزاء في الساحات أن لا يُخدعوا أبداً، الحوار من دون الثورة لن يحقق آمال الشعب ولا أهداف ثورته الشعبية السلمية، لا بد من استمرار الثورة لأنها الضمانة الوحيدة حتى في فرض ما يفيد الشعب وما يحقق ولو بعض آماله ولو بعض أهدافه، ومن دونها يصبح الحوار مجرد حالة ديكور يستغلونه لتضييع الثورة والقضاء عليها، نحن نلاحظ كيف أنهم حتى الآن يحاولون أن يلتفوا على الحوار مسبقاً، ولاحظنا عدة ملاحظات من خلال نِسَب التمثيل، من خلال كثير من الإجراءات الالتفافية، الالتفافية المسبقة لتجيير الحوار، وفرض حالات وفرض نتائج من الآن، ولا يريدون له أن يكون وفق آليات سليمةٍ صحيحة تحقق نتائج صحيحة، حتى الحوار مستهدف والكثير على ما يبدو الجدارة ولا اللياقة بلغة الحوار والقبول بلغة الحوار، يدخلون حتى إلى الحوار وإلى صالاته بنفس العقلية التي يعيشونها خارج الحوار، عقلية الاستبداد، عقلية الأثرة، عقلية ونفسية الغرور والكبرياء والطمع بالسلطة إلى درجة أصبحوا مهووسين لا يتقبلون أي معادلات لصالح الشعب، أي نتائج عادلة وصحيحة ومقررات سليمة لمصلحة الشعب كل الشعب بكل مكوناته.. نلحظ أيضاً كيف أنهم لم يقبلوا حتى بتنفيذ النقاط العشرين. 
وكانت مصادر محلية في محافظة صعدة قد أكدت للصحيفة أن ميليشيات الحوثي اقتحمت مساء الأربعاء مباني كلية التربية صعدة وأفرغت محتوياتها وحولتها إلى مقرات لتسكين الضيوف المشاركين في المؤتمر القبلي الذي دعا له الحوثي في صعدة. 
وفي هذا السياق قال عضو في هيئة تدريس الكلية في اتصال بـ “أخبار اليوم” إن جماعة الحوثي منعتهم من أداء المحاضرات أمس في قاعات الكلية بمبررات دواعي أمنية لحماية الاجتماع القبلي في صعدة. 
وأشارت المصادر إلى اقتحام الحوثيين لمبنى عسكري قريب من قاعة الاجتماع وتحويل ساحته إلى موقع لوقوف سيارات المشاركين في الاجتماع، إضافة إلى اقتحام مكتب الشباب والرياضة وإقامة الاجتماع القبلي بداخله. 
وأوضحت المصادر إلى أن سكان المنطقة تعرضوا لمضايقات من قبل مسلحي الحوثي من خلال قطع الطرقات وشوارع المدينة. 

اخبار اليوم