استهدف بالتطرف المناوئين والسياسيين وابتزّ الأمريكان ولعب مع “القاعدة”.
· تلاعب بعائدي أفغانستان وتصدى بهم للحزب الاشتراكي.. ففجر الأوضاع.
· سمح لتنظيم القاعدة بالنمو والسيطرة والتمدد في المحافظات وفق موائمات.
· استخدم الإرهاب وسيلة للحصول على دعم واشنطن اللوجستي والمالي.
· اختلق قصة هروب خيالية لقادة “القاعدة” حفروا فيها أنفاقاً بملاعق الأكل!
· 100 مليون دولار تسليح أمريكي ذهبت لوحدات عسكرية يقودها أقاربه.
· أسلحة ومعدات أوصلها لأيدي حليفه “الحوثي” لمحاربة الشرعية في اليمن.
· أسهمت الاستخبارات السعودية في إفشال مخططاته منها عملية الطابعات.
· سمحت أجهزته الأمنية لـ”القاعدة” بتدمير مدمرة أمريكية وقتل 13 عنصراً.
· وزير الدفاع السعودي ردع مخططاته وكان قرار الملك بـ”العاصفة” قاضياً.
عبدالله البارقي- سبق- الرياض: علاقات آثمة مع جماعات العنف المسلح وميليشيات الحوثي، تعاون مع المنظمات الإرهابية، ومراهنات وابتزاز لقوى الجوار والعالم استهدف بها المناوئين والقوى السياسية، لاعب فيها الولايات المتحدة الأمريكية وتلاعب مع “القاعدة” والحوثيين لصناعة موجات التطرف الداخلية والخارجية وخداع شعبه بـ”إرهاب الملاعق”.. تاريخ طويل من صناعة الإرهاب ساهم فيها رئيس اليمن المخلوع علي عبدالله صالح في محاولات حثيثة فاشلة لتقوية موقفه طوال 33 عاماً ويزيد، انتهت بعاصفة الحزم التي اتخذ قرار انطلاقها قائد الأمة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتقضي على المؤامرات وتعيد اليمن لشرعيته.
المخلوع والإرهاب
بدأت مسيرة المخلوع علي صالح مع جماعات الإرهاب والتطرف في اليمن، عقب عودة ما سمي بالأفغان العرب إلى بلدانهم، بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان، وكانت اليمن إحدى أكثر الدول العربية التي أرسلت مقاتلين إلى أفغانستان لمواجهة الاتحاد السوفيتي.
وقتها وجد “صالح” في هؤلاء الشباب ضالته التي يبحث عنها، فاستخدمهم في تصفية قيادات الحزب الاشتراكي اليمني بعد الوحدة مباشرة، إذ كانوا يمثلون خطراً على المستقبل السياسي لعلي صالح وحلفائه، رغم انعدام قدراتهم العسكرية.
السوفيت والاشتراكيون
وبناء على إيعازات المخلوع علي صالح، اعتبر اليمنيون العائدون من أفغانستان قيادات الحزب الاشتراكي في اليمن جزءاً من منظومة الاتحاد السوفيتي الماركسية، فاستهدفوهم بأعمال عدائية، وفي ظل حرية التحرك التي أتاحها لهم علي صالح، شرعت هذه العناصر المتطرفة في تشكيل خلايا تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب، فانتهز علي صالح بروز هذا التنظيم في ابتزاز العالم ودول الجوار، وتمادى في تحقيق أهدافه الخبيثة في الإخلال بأمن المنطقة من خلال الدعم السري لهذا التنظيم الإرهابي.
تصفية الخصوم
وفي معركة علي صالح مع خصومه السياسيين، قتل عناصر تنظيم القاعدة الكثير من أبرز قيادات الحزب الاشتراكي، وتطورت الأحداث في هذا المسار حتى وصلت إلى اندلاع الحرب بين شطري اليمن، وكان لهذه العناصر حضورها في هذه الحرب، إذ أطلق علي صالح سراحهم من السجون والمعتقلات من أجل حشدهم للقتال ضد الحزب الاشتراكي في الجنوب عام 1994م، وانتهت الحرب بانتصار علي صالح وحلفائه ليبدأ فصلاً جديداً مع تنظيمات الإرهاب والتطرف.
ابتزاز العالم
توزع توظيف علي صالح للتنظيمات الإرهابية ما بين استهداف الأفراد المناوئين، والقوى السياسية اليمنية، واستخدامهم كورقة مساومة وابتزاز لدول الجوار والعالم، التي انخرطت في مكافحة الإرهاب الدولي المتمثل في تنظيم القاعدة.
تدمير “U.S.S”
في هذا السياق سمحت أجهزة “صالح” الأمنية لتنظيم القاعدة باستهداف المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” عام 2000م قبالة سواحل مدينة عدن، مما ترتب عليه قتل 13 عنصراً من قوات البحرية الأمريكية وإصابة آخرين، الأمر الذي دفع واشنطن إلى إنزال قوات أمريكية على سواحل عدن.
اعتقال الخلية!
وأمام محدودية الخيارات المتاحة لعلي صالح بعد هذا التطور، استسلم للضغط الأمريكي ووعد واشنطن باعتقال المتهمين خلال 72 ساعة؛ ولأنه محرك هذه الخلية الإرهابية، فقد استطاعت أجهزته القبض على عناصرها، والسماح للأمريكان بحرية التحقيق معهم، بل والتحقيق مع ضباط كبار في أجهزة الأمن والجيش من أتباعه والمقربين منه.
نفق الملاعق
وفي عام 2006م بدأ المخلوع علي صالح مؤامرة جديدة مع تنظيم القاعدة، تمثلت في هروب أبرز قادة التنظيم المعتقلين في سجن الأمن السياسي “المخابرات اليمنية”، واختلق قصة هروب خيالية زعم فيها أن عناصر القاعدة حفروا نفقاً طويلاً بملاعق الأكل حتى وصلوا خارج أسوار السجن، في عملية هروب شكّلت منعطفاً جديداً لأخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم حسب التصنيف الأمني الأمريكي.
قيادة إرهابية جديدة
ولقد شكّل الـ 23 إرهابياً الذين غادروا سجن المخابرات قيادة جديدة للتنظيم في اليمن قبل فرارهم المزعوم من السجن، وهو ما يؤكد خروجهم ضمن صفقة مع المخلوع علي صالح وجهازه الأمني.
وبني هيكل هذه القيادة على مبايعة أبو ناصر الوحيشي أميراً للتنظيم، وقاسم الريمي قائداً عسكرياً، وما زال هاذان الإرهابيان يمثلان القائدين الفعليين لتنظيم القاعدة حتى اليوم، ولم تستطع الهجمات الأمريكية الوصول إليهما رغم قتلها عدداً كبيراً من القادة الآخرين، من بينهم القائد الميداني سعيد الشهري.
القاعدة والهروب
ولم تكن عملية الهروب السابقة هي الوحيدة، إذ هرب من سجون المخابرات في اليمن أعداد كبيرة من عناصر القاعدة في محافظات: الحديدة، وعدن وحضرموت، وآخر هذه العمليات هروب أعداد كبيرة من الإرهابيين من السجن المركزي بالعاصمة صنعاء العام قبل الماضي، وهي ثاني أكبر عملية هروب لعناصر تنظيم القاعدة في اليمن ليصل بذلك أعداد من فروا من التنظيم من سجون صالح إلى أكثر من 100 إرهابي.
استغلال أمريكا
بعد تشكيل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب من عناصر القاعدة في اليمن والجزيرة العربية، بدأ علي صالح استغلال المخاوف الخارجية من نمو هذا التنظيم، ومثلت واشنطن هدف صالح في هذه المرحلة، إذ استطاع الحصول من واشنطن على دعم لوجستي مهم من أجل مواجهة القاعدة، ووصل هذا الدعم سنوياً إلى 100 مليون دولار جميعها أسلحة ومعدات عسكرية، ذهبت لوحدات عسكرية وأمنية يقودها أقارب علي صالح، ولم تستخدم منها قطعة واحدة في مواجهة تنظيم القاعدة، لتنتهي إلى أيدي ميليشيات الحوثي حليفة علي صالح في حربه الحالية ضد الشرعية في اليمن.
احتكار المخابرات
ولم يكتفِ المخلوع “صالح” بذلك، بل استثمر عملية هروب سجناء القاعدة من سجن المخابرات لتحميل أطراف أخرى من نظامه المسؤولية، ويحصل على دعم أمريكي لجهاز مخابراتي جديد أطلق عليه “الأمن القومي” ليتحول هذا الجهاز إلى أداة صالح الاستخباراتية المنفردة، إذ لم يعد هناك من يشاركه في هذا الجهاز كما هو حال جهاز الأمن السياسي الذي تتواجد فيه عناصر من كل المكونات الوطنية الأخرى التي لا يريد “صالح” العمل معها.
وكان نجل شقيق “صالح” هو من يدير “الأمن القومي” عملياً بالتشارك مع مدير مكتب “صالح” اللواء علي محمد الأنسي صاحب الملفات المعقدة في مسيرة علي صالح.
تصفية ضباط
وظف علي صالح جهاز الأمن القومي في حياكة مؤامرات، متذرعاً بتنظيم القاعدة، وتمّت تصفية عدد كبير من الضباط الذين ينتمون للمخابرات من جنوب اليمن بأداة القاعدة.
المخابرات السعودية
وقام -عبر التنظيم- بتنفيذ عمليات عديدة بعضها جرى إفشاله من قبل الاستخبارات السعودية مثل عملية الطابعات التي أحبطتها سلطات دبي بعد بلاغ أمني في السعودية، وعملية تفجير طائرة في الأجواء الأمريكية عبر طالب نيجيري لكن هذه العملية فشلت؛ بسبب عدم قدرة النيجيري على تنفيذها بشكل جيد، وكان هدف “صالح” من هذه العمليات العابرة للحدود زيادة مخاوف واشنطن والمجتمع الدولي من تنظيم القاعدة في اليمن حتى ترتفع مبالغ الدعم المقدم لنظامه.
الانتفاضة و”القاعدة”
ووصولاً إلى الانتفاضة الشعبية ضد علي صالح عام 2011م فقد ظلت القاعدة إحدى أدواته في مواجهة هذه الثورة، إذ تم إصدار بيان من قبل تنظيم القاعدة أعلن فيه دعمه للثورة ضد “صالح” ومشاركته فيها، وذلك لصرف أنظار العالم عن حقيقة الاحتجاجات ضد “صالح” ونظامه، وتحويلها إلى مخاوف من تنظيم القاعدة.
“أبين” للتنظيم
ومن أجل تعزيز هذه المخاوف سلم “صالح” محافظة أبين القريبة من عدن لتنظيم القاعدة في عملية نفذها مدير أمن محافظة أبين حينها عبدالرزاق المروني، الذي جرى تعيينه قائداً لقوات الأمن الخاصة من قبل الحوثيين مؤخراً، ويقود حالياً عمليات الميليشيات الحوثية وجيش علي صالح ضد اللجان الشعبية في مدينتي عدن ولحج.
وسقطت أبين حينها بيد 98 عنصراً من القاعدة، بينما كان يتواجد في أبين أكبر لواء مدرع في الجمهورية وهو اللواء “25 ميكا” ووحدات الشرطة العسكرية والأمن المركزي وعناصر أمنية تكفي لمواجهة جيش متكامل، إلى جانب وجود أكثر من 10 ألوية عسكرية أخرى في المنطقة العسكرية الجنوبية التي تقع ضمنها محافظة أبين ويقودها “مهدي مقولة” أحد المقربين من علي صالح.
اقتحام وإرهاب
وخلال حكم الرئيس “هادي” منذ 2012م، استخدم “صالح” القاعدة في عمليات إرهابية كبيرة وصلت إلى اقتحام وزارة الدفاع اليمنية والسيطرة عليها واقتحام المنطقة العسكرية الثانية والمنطقة العسكرية الرابعة في محافظات: صنعاء، وعدن، وحضرموت.
وأراد “صالح” من ذلك أن يقول للمجتمع الدولي إن الرئيس “هادي” لا يصلح لحكم اليمن، ويطرح نفسه ونظامه بديلاً لـ”هادي” من أجل العودة للحكم عبر نجله “أحمد” الذي أسّس قوات ضاربة أطلق عليها الحرس الجمهوري ذهبت بعد ذلك لتقاتل مع ميليشيات الحوثي في كل مناطق اليمن.
خلط الأوراق
وقبل أيام سلم أتباع علي صالح محافظة حضرموت لتنظيم القاعدة من أجل خلط الأوراق على قوات التحالف واللجان الشعبية التي تواجه ميليشيات الحوثي ووحدات جيش المخلوع “صالح”، في كل مناطق الجنوب والشرق وصولاً إلى الساحل الغربي.
نهاية المخططات
وقبل انطلاق “عاصفة الحزم” خطط علي صالح، لاستثمار المتمردين الحوثيين كورقة من أجل العودة إلى الحكم، غير أن موقف وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرافض لعرض نجل صالح، أفسد على المخلوع خطته، وحوله إلى هدف هو وقواته، لطائرات التحالف الذي يساند الشعب اليمني في الفكاك من مؤامرات صالح وأدواته التي يحرك بها المشهد اليمني.
الأمير محمد بن سلمان الذي اعتلى قيادة الدفاع في المملكة، كوزير وضع نهاية المشوار الطويل للمخلوع علي صالح، والذي امتد 33 عاماً جثم خلالها على اليمن، عبر مؤامرات إرهابية أوصلت اليمنيين إلى مشارف احتلال فارسي لبلدهم بواسطة الميليشيات الحوثية، التي حطمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في صباح يوم الخميس 26 مارس بـ”عاصفة الحزم” التي دكت معاقل الإرهابيين، وميليشيات المتمردين الحوثيين، وقوات المخلوع علي صالح.