الجزيرة برس- أكد أكاديميون وسياسيون أن جوهر الفكر الذي حمله الشهيد جار الله عمر قائم على تجاوز الماضي، وإيجاد قواسم مشتركة لكل القوى السياسية، من أجل بناء دولة المؤسسات وترسيخ العدالة، مشيدين بدوره البارز في الحياة السياسية اليمنية.
وقال الدكتور مهيوب غالب في الندوة السياسية التي أقامها منتدى التنوير الفكري والثقافي بذمار، بمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد المناضل جارالله عمر إن التغيير كان يمثل منهجاً واضحاً في فكر الشهيد، مؤكداً إن ما يجري اليوم من اغتيالات، يأتي في إطار ممانعة التغيير.
وأضاف في ورقة العمل المقدمة للندوة “لقد جن جنون قوى الثورة المضادة، بسبب تجريدها من السلطة التي تعتبرها ملكاً لها، وسعيها لإيجاد فوضى بغرض إيصال الناس إلى قناعة أنه “ليس بالإمكان أفضل مما كان” مؤكداً أن التغيير يحدث بإرادة شعبية.
بينما تحدث القيادي في المشترك سعد شمس الدين عن تجربة جار الله عمر، وشخصيته الإنسانية، ووصاياه التي تضمنتها كلمته الأخيرة في المؤتمر العام الثالث للإصلاح، وقال إنها وصايا إنسانية وحضارية وحقوقية، كانت تستحث الخطى بالسير للتغيير.
من جانبه أكد عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني عايض الصيادي إن جار الله عمر كان شخصية تنويرية، سعت لجمع القوى السياسية المختلفة على قواسم مشتركة، من أجل إحداث التغيير، مستعرضاً جانياً من حياة الشهيد العلمية والسياسية، ودوره في إنجاز اللقاء المشترك، الذي كان تجربة فريدة في العمل السياسي المشترك، الذي غادر التمترس، وانقل إلى القبول بالآخر والعمل معه، في إطار قواسم مشتركة.
بينما أشار الدكتور محمد يحيى الحصماني، في ورقته إلى أن اختيار مكان وزمان اغتيال المناضل جار الله عمر، كان يحمل العديد من المعاني، أهمها الإجهاز على تجربة اللقاء المشترك في بدايتها، لكنه قال إن الوعي والمسئولية التي ظهرت بها قيادتي الإصلاح والاشتراكي فوتت على المتآمرين، لافتاً إلى أداء الإعلام الرسمي يومها، والذي سعى إلى “دق اسفين” وبث الفتنة.
وقال الحصماني إن تجربة اللقاء المشترك جديرة بالتأمل، وتطويرها والحفاظ عليها، داعياً إلى العمل على انجاح مؤتمر الحوار الوطني.
من جانبه اعتبر رئيس فرع الإصلاح في جامعة ذمار الدكتور مارش العديني إن جار الله عمر بعد مدرسة وطنية، وأن كلمته في مؤتمر الإصلاح الثالث مثلت الشعلة الأولى في طريق الثورة السلمية، داعياً إلى جمع تراثه الفكري للاستفادة منه.
وفي المحور الأول من الندوة تحدث الباحثان أمين النهمي، ولطف داديه، عن حياة الشهيد جار الله عمر، منذ التحاقه بالمدرسة الشمسية بذمار، وتطور فكره السياسي، مؤكدين أن الشهيد كان قريباً من مختلف الفصائل والقوى السياسية، رافضاً للعنف.
الصحوة نت