الجزيرة برس-بيروت (رويترز) – قالت مصادر سورية ولبنانية إن الرئيس السوري بشار الأسد أوفد دبلوماسيا كبيرا إلى موسكو يوم الأربعاء لبحث مقترحات قدمها المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لإنهاء الصراع الذي يعصف بسوريا.
ويسعى الإبراهيمي للتوسط في انتقال سلمي للسلطة لكنه لم يذكر تفاصيل تذكر بشأن إمكانية تحقيق ذلك. واجتمع الإبراهيمي مع الأسد يوم الاثنين ويخطط لسلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين ومعارضين سوريين في دمشق هذا الأسبوع.
وقتل أكثر من 44 ألف سوري منذ بدأت انتفاضة ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود في صراع بدأ باحتجاجات سلمية في مارس آذار العام الماضي ولكنه انزلق إلى حرب أهلية.
وظهر في فيديو وضعته المعارضة على شبكة الانترنت يوم الأربعاء جثث عشرات الجنود الذين أعدموا على جانب طريق. وفيما يبدو فإن واحدا منهم على الأقل تعرض للضرب حتى الموت. وتقول الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان إن كلا من قوات الجيش والمعارضة المسلحة ارتكبت جرائم حرب إلا أنها ألقوت بالقدر الأكبر من اللوم على الجيش.
وتعثرت جهود سلام سابقة بسبب تباين مواقف القوى العالمية بشأن ما أصبح صراعا تتزايد صبغته الطائفية بين المعارضة المسلحة التي يغلب عليها السنة وقوات الأمن الموالية للأسد والتي تغلب عليها الأقلية العلوية.
وقال مصدر أمني سوري إن نائب وزير الخارجية فيصل مقداد سافر إلى موسكو لبحث تفاصيل المحادثات مع الإبراهيمي. ولم يذكر المصدر ما إذا كان هناك اتفاق يجري إنجازه.
لكن مسؤولا لبنانيا مقربا من دمشق قال إن مقداد توجه إلى موسكو طلبا لمشورة روسية بشأن اتفاق محتمل.
وقال المسؤول اللبناني إن المسؤولين السوريين كانوا متفائلين بعد المحادثات مع الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي اجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الثلاثاء بعد يوم من المحادثات مع الأسد. لكن المبعوث الدولي لم يعرض أفكاره علنا.
وقال المسؤول اللبناني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “هناك أجواء جديدة الآن وشيء جيد يحدث.” ولم يدل بمزيد من التفاصيل.
وقالت روسيا التي دعمت الأسد دبلوماسيا وعسكريا في الانتفاضة المستمرة منذ 21 شهرا إنها لا تحمي الأسد لكنها انتقدت بشدة أي دعم خارجي للمعارضة المسلحة ومنعت هي والصين أي تحرك من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد سوريا.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إن المقداد وأحد مساعديه سيجتمعان يوم الخميس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومبعوث الكرملين الخاص لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف لكنه لم يكشف عن طبيعة المحادثات.
وكان لافروف قال يوم السبت إن الصراع في سوريا وصل إلى طريق مسدود وإن الجهود الدولية لدفع الأسد للتخلي عن السلطة ستفشل. وأقر بوجدانوف في وقت سابق بأن المعارضة المسلحة تحقق مكاسب وقد تنتصر.
ويصر معارضو الأسد على رحيل الرئيس السوري نظرا لحجم إراقة الدماء والدمار.
وانتقد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني المعارض الذي حظي باعتراف دولي أي إشارة لحكم انتقالي يبقي الأسد فيه رئيسا للدولة حتى لو تم تجريده من أي صلاحيات حقيقية.
وأشارت تصريحات للخطيب على صفحته على موقع فيسبوك يوم الاثنين إلى أن المعارضة تعتقد أن هذه كانت من بين أفكار الإبراهيمي.
وكتب الخطيب يقول إنه لا يمكن للحكومة ولا للرئيس البقاء في الحكم سواء بسلطات او دون سلطات مضيفا أن الائتلاف أبلغ الابراهيمي أن هذا النوع من الحلول مرفوض.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الإبراهيمي للتغلب على الخلافات الكبيرة بين الأسد وخصومه اشتدت حدة القتال في أنحاء متفرقة من البلاد وانضم ضابط كبير بالجيش إلى صفوف المعارضة.
وأظهر تسجيل مصور بثه نشطاء سوريون على الإنترنت قصفا شنه الجيش السوري على محافظة الرقة في شمال سوريا أسفر عن سقوط نحو 20 قتيلا بينهم ثمانية اطفال على الأقل.
وبث المرصد السوري لحقوق الإنسان التسجيل الذي ظهرت فيه صفوف من الجثث المخضبة بالدماء مسجاة على أغطية. وأمكن سماع بكاء أقارب القتلى في التسجيل.
وتعرضت قرية القحطانية في المحافظة للقصف في ساعة مبكرة صباح يوم الأربعاء. وقال المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من النشطاء في أنحاء سوريا إنه لا وجود للمعارضة المسلحة في البلدة وإن دوافع الهجوم ليست واضحة.
ومع تصاعد حدة العنف تزايدت الكراهية الناجمة عن دوافع طائفية بين الأغلبية السنية وأقليات كالطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
وأصدر عدد من الجماعات الإسلامية من بينها جماعة جبهة النصرة التي أدرجتها الولايات على قائمة المنظمات الارهابية الفيديو الذي تظهر فيه جثث عشرات من المقاتلين الموالين للأسد على طريق سريع بالقرب من بلدة علوية في محافظة حماة بوسط البلاد حيث شنت المعارضة المسلحة هجوما جديدا.
وقال متحدث لم يظهر في الفيديو إن تاريخ المشهد يرجع إلى يوم 21 ديسمبر كانون الأول وجرى الإيقاع بقافلة تضم 50 رجلا في كمين وقتلوا. وجرى صف أكوام من الجثث على الطريق بينما تناثر عدد آخر على بعد. وتعرض واحد منهم على الأقل للضرب فيما يبدو حتى الموت.
وقال المصور “ليكن ذلك درس. ها هم كلاب الأسد متناثرون على الطريق… هذا هو مصير كل الخنازير.”
وبعد الهجوم على محافظة حماة واصلت المعارضة السورية هجومها على قاعدة عسكرية في وادي الضيف في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في معركة للسيطرة على مجمع كبير للجيش ونقطة لتخزين وتوزيع الوقود.
وقال الناشط أحمد قدور إن مقاتلي المعارضة يطلقون قذائف المورتر وهاجموا القاعدة بسيارة محملة بالمتفجرات.
وقال المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من النشطاء في سوريا لمراقبة الصراع إن قائدا عسكريا في المعارضة كان بين عدة أشخاص قتلوا في معارك يوم الأربعاء التي قال إنها بين الاشتباكات الأعنف منذ شهور.
واستخدم الجيش المدفعية والضربات الجوية في محاولة لرد هجوم مقاتلي المعارضة على وادي الضيف وبلدة مورك في محافظة حماة إلى الجنوب. وقال المرصد السوري إن عدة صواريخ سقطت قرب مستشفى ميداني في بلدة سراقب في محافظة إدلب.
وقفز عدد القتلى اليومي مع احتدام العنف في الأسابيع الماضية. وذكر المرصد السوري أن 120 شخصا على الأقل قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد يوم الأربعاء وإن العدد قد يتزايد الليلة.
وانشق قائد الشرطة العسكرية عن الجيش السوري واعلن انضمامه للانتفاضة ضد الأسد.
وقال الضابط في تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب انه يدعى اللواء عبد العزيز جاسم الشلال وانه يرأس الشرطة العسكرية وانه انشق نظرا لانحراف الجيش عن مهمته الاساسية وهي حماية البلاد وتحوله الى عصابات للقتل والتدمير.
وأكد مصدر أمني سوري الانشقاق لكنه هون من أهميته قائلا ان الشلال كان سيتقاعد وانه انشق ليصور نفسه على انه بطل.
وعاد وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار إلى دمشق يوم الأربعاء بعد أن تلقى العلاج في بيروت من جروح أصيب بها خلال تفجير نفذه مقاتلو المعارضة هذا الشهر