سوريا: الغرب يستغل مخاوفه من الاسلحة الكيماوية ذريعة للتدخل
الخميس 22 محرم 1434ﻫ 6-12-2012م

الجزيرة برس- بيروت – قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد يوم الخميس إنه يخشى أن يكون تعبير الدول الغربية عن خوفها من احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية هو للتمهيد للتدخل في البلاد رغم اعلان دمشق المتكرر أنها لن تستخدمها.

وأضاف مقداد في مقابلة مع تلفزيون المنار اللبناني التابع لحزب الله أن التقارير الإعلامية التي نقلت عن مسؤولي مخابرات أمريكيين وأوروبيين قولهم إن سوريا تجهز أسلحة كيماوية ويحتمل أن تستخدمها “مسرحية”.

وتشهد سوريا اراقة للدماء منذ اندلاع انتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد قبل 20 شهرا ويستخدم جيشه المدفعية والطائرات ضد مقاتلي المعارضة الاقل تسلحا نسبيا.

وقالت قوات المعارضة ومسؤولو مخابرات غربيون ان التقدم الذي حققه المقاتلون مؤخرا خاصة حول العاصمة دمشق قد يستفز الاسد ويدفعه الى استخدام اسلحة كيماوية التي يعتقد على نطاق واسع انه يملكها.

وقال مقداد في المقابلة ان سوريا تؤكد مجددا للمرة العاشرة بعد المئة انها اذا كانت تملك هذه الاسلحة فلن تستخدمها ضد الشعب لانها لا تريد ان تقدم على الانتحار.

واستطرد انه اذا فكرت القوى الاجنبية فعليا في “العدوان” فعليها ان تفكر في العواقب. وعبر عن اعتقاده بأن الثمن سيكون باهظا وان على هذه القوى ان تفهم انها تعرض المنطقة كلها ومحيطها للخطر اذا ارتكبت هذه الحماقة.

وتقع سوريا في قلب صدوع عرقية وصراعات اقليمية في الشرق الاوسط من قتال تركيا مع الاكراد على الحدود الشمالية السورية الى توترات طائفية في العراق الى الشرق. هذا بالاضافة الى انها مازالت في حالة حرب مع اسرائيل من الناحية الرسمية.

ويحمل الاسد الغرب وحلفاءه الخليجيين الذين القوا بثقلهم وراء المعارضة مسؤولية الاضطرابات التي تشهدها بلاده وتقول مصادر المعارضة انها أدت الى مقتل 40 ألفا. وتقول حكومته ان الانتفاضة يقودها “ارهابيون” يتلقون تعليماتهم من الخارج.

وترفض سوريا الاعتراف بانها تملك اسلحة كيماوية لكنها قالت مرارا انها لن تتسخدم مثل هذه الاسلحة ضد شعبها وان كان من الممكن ان تفعل ضد مهاجمين اجانب. وتقول اسرائيل ودول حلف شمال الاطلسي ان سوريا لديها مخزونا من مواد تستخدم في الحرب الكيماوية في أربعة مواقع.

وأصدرت الولايات المتحدة والحلف الذي وافق على نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية تحذيرات قوية لدمشق من اللجوء الى الحرب الكيماوية.

وقالت واشنطن ان استخدام الاسلحة الكيماوية “خط احمر” بالنسبة للولايات المتحدة.

وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية يوم الاربعاء إن واشنطن تخشى من لجوء الرئيس السوري بدافع اليأس الى استخدام الأسلحة الكيماوية مع زحف مقاتلي المعارضة المسلحة الى دمشق وكررت تعهدها باتخاذ إجراء حاسم إذا أقدم على ذلك.

وقالت كلينتون بعد اجتماعها مع عدد من وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل “مبعث قلقنا هو أن نظام الأسد الذي يزداد يأسا قد يلجأ للأسلحة الكيماوية أو يفقد السيطرة عليها لصالح واحدة من الجماعات الكثيرة التي تعمل الآن في سوريا.”

وقال مقداد ان اعداء سوريا قد يعطون “الارهابيين” أسلحة كيماوية ثم يلقون اللوم في استخدامها على دمشق.

وصرح بان الاسد سيواصل حربه ضد المعارضة بالرغم من الضغوط الاجنبية وان السلطات السورية لن تشغل نفسها بهذه الحرب النفسية وستسمر في معركتها ضد “الارهاب”.

رويترز