الجزيرة برس- ا ف ب- رويترز- قدرت الامم المتحدة ان عدد القتلى في النزاع السوري وصل الى 60 الف شخص على الاقل. وقالت المفوضة الدولية العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي ان البيانات التي جمعتها منظمة احصائية من سبعة مصادر واستندت الى اسماء الضحايا والمواقع التي قتلوا فيها اظهرت ان 59 الفا و648 شخصا قتلوا حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وباعتبار ان حدة النزاع لم تخف منذ نهاية ذلك الشهر، «نستطيع ان نفترض ان اكثر من ستين الف شخص قتلوا بحلول بداية هذا العام». وتعذر على المحللين وضع جدول مفصل باعداد القتلى المدنيين والمقاتلين، وما اذا اكانوا من قوات النظام او المعارضة.
وأظهرت الدراسة الجديدة التي أجرتها شركة «بينتك»، وهي شركة للتكنولوجيا لا تعمل بغرض الربح، ان المتوسط الشهري لعدد القتلى ارتفع من نحو ألف شهريا في صيف 2011 الى ما يزيد على خمسة الاف شهريا منذ تموز (يوليو) الماضي. ووقع ما يزيد على خمس الوفيات في مدينة حمص وريفها. وكانت مناطق ريف دمشق التالية في عدد الوفيات حيث قتل فيها ما يزيد على عشرة الاف شخص. تأتي بعدها مناطق ادلب وحلب ودرعا وحماة. وتشير الاحصاءات الى ان ثلاثة ارباع القتلى على الاقل هم من الذكور. ويتجاوز هذا العدد ما تشير اليه مصادر اخرى، ومن بينها المرصد السوري لحقوق الانسان الذي سبق ان قدر عدد القتلى بـ 46 الفا. وقالت بيلاي ان الرقم المرتفع «يثير صدمة حقا». وفي اشارة تتفق مع توقعات المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي تخوفت من سقوط آلاف كثيرين اذا لم يتوقف القتال، والقت المسؤولية على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الامن، لعجزه عن «اتخاذ خطوات عملية لوقف سفك الدماء». واتهمت الدول الكبرى «بالوقوف متفرجة بينما سورية تحترق».
من جهة اخرى سقط العشرات امس بين قتيل وجريح ضحايا غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة المليحة في ريف دمشق، ووقعت الغارة أثناء وصول شحنة وقود وتجمع ناس عند المحطة ليملأوا خزانات سياراتهم. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصادر اخرى للمعارضة ان المحطة تقع في منطقة بين المليحة وزبدين (في الغوطة الشرقية) وتعرضت للقصف من طائرات من طراز «ميغ». وافادت لجان التنسيق المحلية ان سبعين شخصاً قتلوا وسقط العشرات جرحى واشارت الى «صعوبة التعرف على الجثث نتيجة تفحمها وتحول بعضها الى اشلاء».
الى ذلك دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب. وتحاول المعارضة اقتحام هذا المطار بينما تتعرض مدينة تفتناز لقصف الطيران الحربي الذي خلف دماراً كبيراً فيها.
وفي محافظة حلب وقعت اشتباكات عنيفة في محيط مطار منغ العسكري الذي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامه. ويستهدف المقاتلون المطارات العسكرية التي يستخدمها سلاح الجو للانطلاق منها لقصف المناطق التي تتمكن المعارضة من السيطرة عليها.
وفي ريف دمشق، قتل 12 شخصا من عائلة واحدة معظمهم من الاطفال في قصف بالطيران الحربي تعرضت له معضمية الشام، جنوب غربي دمشق. كما شن الطيران الحربي غارات على بلدتي شبعا ودير العصافير في ريف دمشق، ومنطقة البساتين الواقعة بين مدينتي دوما وحرستا، فيما شن مقاتلون هجمات على حواجز لقوات النظام في محيط ضاحية الاسد السكنية.
وبث معارضون سوريون شريط فيديو يظهر مقاتلين مؤيدين للنظام يطعنون رجلين حتى الموت ويرجمونهما بكتل اسمنتية في عملية إعدام من دون محاكمة استغرقت عدة دقائق. وتم بث الشريط على الانترنت اول من أمس (الثلثاء) لكن لم يتضح متى أو أين تم تصويره، غير أنه يظهر بوضوح التعذيب الذي ينفذه على ما يبدو أنصار للنظام بحق الموقوفين. ويقول أحد المنفذين في الشريط «لعيون الله وربك يا بشار». وقال المكتب الإعلامي للواء الأول في «الجيش السوري الحر» إنه وجد الشريط بحوزة فرد تم الامساك به وتبين انه ينتمي الى «الشبيحة».
وتباهى الجنود أمام الكاميرا وكانوا يبتسمون في اللقطات المقربة وهم يحدثون جروحا في ظهري الرجلين. وبدأوا في طعن الضحيتين بعنف وعمق أكبر في الظهر والجانبين إلى أن سقطا على الأرض. وكان أحد الرجلين ما زال يتحرك حين ألقى جندي قطعة حجرية كبيرة على رأسه وفعل الآخرون الشيء نفسه إلى أن غطت القطع الخرسانية الضحيتين بالكامل تقريبا وقد خضبتها الدماء.