رُبًّ ضارةٍ نافعةٌ :عباس الديلمي
الخميس 14 صفر 1434ﻫ 27-12-2012م

الجزيرة برس-«رب ضارة نافعة» مقولة منذ صغري وأنا أقف أمامها سائلاً نفسي وأي نفع فيما يضر؟! ثم أعيد التفسير الى ما يشابه «وضرهما أكثر من نفعهما».. هكذا كنت أفسر الأمر، الى أن جاءت أو كانت الحادثة المزعجة لأبني وابن اخي وسيارتي بعد ظهر يوم الخميس 29/11/201٢ فعرفت اشياء من منافع الاشياء الضارة،ولماذا كانت المقولة «رب ضارة نافعة»؟
انتفعت كثيراً من الحادثة ومن تلكم المنافع:- > عرفت ما كنت أجهل من محبة الكثيرين وكيف احسوا بما لدي من وجع وعرفت مالم أكن أتوقعه من قريب وصديق.
>عرفت مدى مواجهتي لما حدث والتعامل معه كما عرفت ابني الصغير لسن«16عاماً» في اول اختبار له في موقف صعب، تداخلت فيه اكثر من صدمة رعب من التقطع الى فوهات البنادق.. الى السلب والتهديد بالتصفية.
>عرفت مكانتي عند كثيرين من الاصدقاء والزملاء وشيوخ من عنس والمقادشة وبكيل وإب وتعز وغيرهم من البرلمانيين والشورويين
>عرفت ان قبيلتي وسندي «وعصابة راسي» كما يقول القبائل هم حملة الاقلام في القنوات الفضائية والصحافة الالكترونية والورقية.
>عرفت ان محبة الناس واحترامهم تأتي من صدق القول «كيف ما كنت كان الناس لك»وكم أسعدني ذلكم الاتصال الذي اتى من المنطقة التي خطفت اليها سيارتي ليقول: ابلغوا الاخ عباس الديلمي ان سيارته لدينا..
أيقنت ان في المضار منافع حتى العداوات فيها منافع، وليس ادل على ذلك من ان بعض العداوات تولد صداقة، وهذا ما جعل البعض يجعل على مرتبات الصداقة هي التي تأتي من عداوة..ولهذا جاء المثل الشعبي«ما صداقة إلا بعد عداوة» وما يأتينا او جاءنا من الاجداد من امثلة شعبية ماهي إلا خلاصة حصيلة من التجارب..
اشكر كل من وقف معي ومن سأل وآسى وأحس بوجعي في يوم من ايام الوجع، وأكتفى بهذا القدر من التعبير عن خواطر أولى، واعتقد أني في هذا العمود القصير قد قلت الكثير وان كلاماً كثيراً سيفهمه الكثير ممّن أعني
ختاماً: الحمد لله على وقوع المحنة «عبارة قالها قبلي الشاعر الشهيد محمد محمود الزبيري، اما متى فقد سمعت من والدي- رحمه الله- ان الإمام يحيى قد غضب يوماً من محمد محمود الزبيري فطلب من جدي زيد بن علي الديلمي رئيس الاستئناف ان يصدر أمراً بتفتيش منزله ومصادرة ما يجب مصادرته وسجنه، فرفض زيد الديلمي وتفاقم خلافه مع الإمام يحيى الى درجة ان الإمام أهم بأعتقاله..
وبعد انقشاع المحنة جاء الشاعر محمد محمود الزبيري لزيارة زيد الديلمي وشكره على موقفه فقال له زيد الديلمي حين دخل عليه: الحمد لله على زوال المحنة فرد الزبيري بقوله: بل الحمد لله على وقوعها حتى اعرف أن هناك رجالاً من أمثالك.
وها أنا أقول الحمد لله على وقوع المحنة التي عرفتني ما كنت أجهل عن كثيرٍ من الرجال والنساء..

عن 26 سبتمبر