غير أن المهم الآن أنها بمثابة “مدونة سلوك” لتيار “أنصار الله” سيُحاكِم الناس كل سلوكٍ لعناصر الجماعة إليها سلبا أو إيجابا، بمايعزز مصداقية الجماعة أو يفقدها المصداقية إلى الأبد.
هذا يعني أن الطرف الوحيد القادر على منح الرسالة مصداقيتها أو عدم المصداقية هم عناصر الجماعة أنفسهم بسلوكهم على الأرض امتثالا لها، أو بسلوك التطنيش وعدم الاكتراث والاستمرار في انتهاك حقوق الآخرين والاعتداء وممارسة مهام القضاء ومهمات الدولة.
بالطبع؛ قد لا تفلح الرسالة/ الوثيقة بحد ذاتها في كبح جماح منفلتين كثر داخل حركة باتت مترامية الأطراف، جغرافيا وجمهورا وناشطين، ولكنها الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح والمتوقع لتلافي الأخطاء الكارثية والحد منها، فيما الخطوة التالية والمتوقعة هي “الرقابة” التنظيمية الصارمة (أنصار الله لم ينشئوا حتى الآن أي هيئة رقابية داخل تيارهم، وهي مسألة مصيرية بالغة الأهمية، فبدون الرقابة الداخلية تزدهر الفوضى ويصبح الانفلات هو المهيمن).
من الناحية الأخرى، بالنسبة لي، ولا أدري بشأنكم، أعتقد هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها قائد سياسي يمني، على الاعتراف بالأخطاء، بشجاعة، وهو يوجه رسالة علنية إلى أنصاره يأمرهم فيها بتجنب تلك الأخطاء والخطايا التي هي نفسها، وبأسمائها وتعدادها، الأخطاء التي انتقدها الجميع من خارج التيار.
وذلك يثبت صوابية انطباعي الذي كتبته سابقا عن زعيم أنصار الله فيما يخص استعداده للتعامل مع النقد والمراجعة، وعدم القفز على الأخطاء.
يا ما بحت الأصوات في انتقاد تيارات أخرى وقعت ووقع ناشطوها في أخطاء فادحة خصوصا منذ العام ٢٠١١، ولكن قيادات هذه التيارات أعارت الجميع أذنا صماء، وزادت على ذلك أن كانت تخرج بنفسها للدفاع عن تلك الأخطاء، فخسرت نفسها وخسرت نفوذها، ولا زال حصاد الخسائر مستمرا.
هذه نقطة، إذاً، لمصلحة أنصار الله وقيادتهم.. ولمصلحة البلد.