الأمن في الأوطان نعمة من الله ، ونحن في هذه البلد منذ أن تم توحيده  نعيش بعض مظاهر الأمن  واقعاً جلياً،  ومع قيام الثورة الشبابية الشعبية السلمية تكالبت علينا أعداد كبيرة من الغوغائية  الوافدة؛ يبحث بعضها عن لقمة  عيشه، والبعض  الآخر أصبح عنصر هدم وإفساد وتخريب لقيم المجتمع، يبحث  عن الكسب الحرام ويعمل على نشر  الرعب وزعزعة الامن والاستقرار . 

في هذه الايام انتشرت في المناطق الشمالية الغربية والسواحل التهامية عناصر متسللة تشكِّل خطراً على سكان القرى والمدن ،، تمارس أعمالاً غير أخلاقية، وتتخذ من الجبال مرتعاً لها، تهدد منه المواطنون  وتستقطب الشباب على مقاهي الخمور  وتميعهم  في أماكن مظلمة بعيدة  عن أعين الرقيب .

تشكِّل هذه الفيئة الضالة خطراً على البلد وأهلها لما لها من أهداف لا تنحصر في نشر الذعر وتدمير الشباب وسلب الناس أموالهم وخلق فوضى عارمة في نسيج المجتمع فقط ، بل لها اهداف خفية أبرزها تغيير عقائد الناس وشكل حياتهم إن لم يكن تغيير الناس بعد تهجيرهم وتشريدهم عن الأرض و المنازل  ، بقوة السلاح أو بشراء  الذمم وافساد الحياة الخاصة والعامة .

نشعر بالخطر الذي يحوم حولنا ومدى اقترابه كلما اطلعتنا وسائل الإعلام المري منه  او المسموع او المقروء  وعصابات الإجرام يلقى  عليها القبض بين الحين والأخر وتضبط معها قواتنا الأمنية والمسلحة ،  كميات كبير من الخمور والمخدرات والحشيش .

و مع قناعتي  أن ما خفي يفوق  ضعف الضعف من ما يتم ضبطه ومصادرته إلى ان حالة البلاد وفرت بيئة  لعصابات لا تعد ولا تحصى ينجح البعض منها  في تمرير بضاعهم   النتنة عبر النقاط الأمنية المنتشرة في الطرقات ، ما يجعل خطر هذه العصابات على عتبات بيوتنا وحول اهلنا  أقرب مما نتخيل او نتوقع  .

ليست المخدرات والحشيش والسموم بأقل ضرر من الأسلحة الايراني التي تكشفها الأجهزة الأمنية على حدود وطننا البرية أو البحرية ، فكلا النوعين تدمير للمجتمع وحربً شرسة يشنها علينا اشخاص وهيئات ودول نعرف بعضها ونجهل البعض الأخر .

و ليس الخطر الوحيد على مجتمعنا في تلك الجماعات المسلحة التي يحمل الفرد فيها سلاحاً وهو بكل قواه  العقلية ، فالعقل يردع الحماقات الكبيرة كما يُعرف من كتب التاريخ.. إنما الخطر الأشد على يمننا هو اجتماع السلاح الفتاك مع العقل الماجن البليد ، ولا مبالاة التي قد لا تحتمل عقباها ولا يتوقع مدى اثرها  على المجتمع وضررها على الوطن .

 وشواهد ذلك ليس بالبعيد عنا فجرائم القتل الجماعي التي ارتكبها اناس بحق عائلاتهم قبل ان ينتحروا خلفهم – نسمع عنها هذه الأيام في وسائل الإعلام كثيراً ،  ولا نلقي لها بال ، مع أن مثل هذه الظواهر اصبحت مخيفه وغير طبيعية في تزايدها واقتحامها  للرئف ببراته والمدينة بحضارتها ..

 ان المخاطر المتداعية على  شعبنا ووطننا ؛ وحدة متجانسة الغاية وإن كانت متباينة الهدف والوسيلة ، فمن يهرب السلاح والمتفجرات ؟ يعتمد في استخدامها على ما يذهب عقل الشباب ويجعلهم اداة لمخططات استعمارية جديدة وإن جلببوها  بعمائم الدين والتمذهب وزينوها بدعوات حب البيت وملاءتهم ، فالسم قاتل وإن كان بمذاق العسل وحلوته .

اصبح اليوم  أمن الوطن في مهب الريح إن لم يتحمل كل فرد في المجتمع مسؤوليته ويطلع بدوره في حماية  استقراره ، ولا يتحقق هذا إلا بتكاتف جميع القوى والأحزاب وتجرد الجميع من خلافات سطحية قد تودي بنا إلى حيث لا رجعة ولا أمل للسفينة المؤشكة على الغرق،  إن لم نتداركها ونقف مع قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية التي يقع على عتقها الحمل الأكبر  في مواجهة اعداء الوطن وتجار الحروب ، فيكون دور المواطن مساعد وداعماً للجندي ومراقباً وعيناً من أجل جنتنا جميعاً وحياتنا المرهونة بوطننا المسمى “اليمن”