الجزيرة برس – البيضاء- عارف العمري – خبزة اسم لقرية نائية تابعة ادارياً لمديرية القريشية محافظة البيضاء تعرضت قبل عامين لأبشع الجرائم هدمت مساجدها وهجر اهلها ومورس ضد ابنائها التنكيل بكل انواعه، ازدادت جراحتها فتزايد ابطالها، ارادت المليشيات اخضاع رجالها فولدت في نفوس الاحرار الف الف همة للصمود وترجمت ملاحمهم قصص تكاد تكون ضربا من الخيال ، فماوهنوا لما اصابهم من جراح، ولاضعفوا عندما قل الناصر والمعين ، وما استكانوا عندما أحاطت بهم جحافل العدو من كل حدب صوب، بل ضمدوا جراحهم ولملموا صفوفهم، وكتبوا تاريخهم بماء الذهب.
صحيح أن النساء التحفن صخور الجبال، وأن كثيراً من الأطفال ماتوا بسبب الجوع والبرد، وأن الأموال صودرت والممتلكات نهبت، ومع ذلك لم ينتظر أبناء خبزة لفتات المنظمات، ولا تغريدات الناشطين والناشطات، لأنهم يدركون أن لغة القوة هي أجدى من كل مناشدات العالم، والمليشيات لا تفهم سوى لغة القوة، فقدموا خيرة رجالهم في سبيل الدفاع عن الكرامة والصمود في وجه البغي، مترجمين ذلك الى دروس في الحياة فحواها، ان السيادة لله والعبودية لله، وأن القوة هي سلاح الذي يدافع عن حريتك في الحياة، وأن مقارعة الظالمين هو منهج الأبطال في كل زمان ومكان.
خبزة هي واحدة من ملاحمنا الخالدة، وهي واحدة من الذكريات المرة التي ستظل عالقة في أذهان الأجيال لسنوات طويلة، فمثل تلك الاحداث لا تنسيها الأيام ولاتمحوها السنون، واذا كانت أحداث البيضاء عام 1921م والتي انتهكت فيها قوات الإمام كل الأعراف وقتلت من قتلت من أبطال البيضاء وتخلدت في ذاكرة اليمنيين باسم يوم ( الربوع ) فان جرائم خبزة لا وجه للمقارنة بينها وبين أحداث يوم الربوع سوى نفس السلالة القادمة من شمال الشمال.
انتهاكات خبزة مروعة جداً، وبحسب ناشطين في مجال حقوق الإنسان فان عدد القتلى 43 بينهم طفل ، فيما بلغ عدد الجرحى 86 بينهم طفل و3 نساء، وارتفعت حصيلة المختطفين 28 خمسة منهم تمت تصفيتهم بعد الخطف، فيما نزح كل افراد القرية الى الكهوف والشعاب.
وفي جانب التدمير الذي تعرضت له المنازل فقد بلغ عدد المنازل التي تم تفجيرها بالكامل 16منزل ، وعدد المنازل التي هدمت جزئيا 30 منزل، وتضرر مسجدان بالقرية أحدهما دمر بشكل كامل والآخر بشكل جزئي جراء القصف الذي تعرضت له القرية.
وكان للمتلكات نصيب من النهب فقد تم نهب واحراق 8 محلات تجارية ، ونهب 3 سيارات لاهالي القرية ، واحراق 4 سيارات اخرى، ونهب 9 دراجات نارية ، وتخريب وردم 4 آبار مياه وإحراق المضخات ، اضافة الى نفوق اكثر من ثلاثة ألف رأس من الاغنام التي يمتلكها بعض الأهالي في القرية بعضها قتلت بالقصف وبعضها تعرضت للنهب من قبل المليشيات الانقلابية.
مأساة خبزة مأساة تختصر في طياتها عشرات بل مئات المأسي التي تعرضت لها محافظة البيضاء عامة وقيفة خاصة، فيما تظل مئات القصص المرعبة طي الكتمان لامجال لسردها ، وتسارع الاحداث يعطي الاولويات للقضايا الانية ، ولكنه بالتاكيد لن ينسينا جرائم ارتكبت بحق الانسانية والوطن.