الجزيرة برس-لبنان-رويترز – قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إن القوى العالمية تركت سوريا تتعرض “للتدمير المنهجي” في حرب أهلية أحالت بالفعل مدنا بأكملها إلى خراب في ذلك البلد العربي الكبير.
واتهم جنبلاط القوة العالمية “باللامبالاة أو التآمر” مضيفا أن تلك القوى المنقسمة حول الانتفاضة في سوريا لم يبد أي منها شعورا بضرورة الاستعجال لوقف إراقة الدماء.
ودعا جنبلاط الدول الأجنبية إلى القيام بمزيد من الجهد لمساعدة مقاتلي المعارضة على الحاق الهزيمة سريعا بالرئيس بشار الأسد وتجنب تقسيم سوريا التي بها أغلبية سنية وعدة أقليات من بينها العلويون طائفة الأسد والمسيحيون والأكراد والشيعة والدروز.
وقال جنبلاط في مقابلة اجريت معه في مطلع الاسبوع في قصره الذي يعود إلى العهد العثماني في المختارة في الجبل جنوبي بيروت “من الواضح انه بسبب تعارض المصالح بين القوى الكبرى تركت سوريا تتعرض للتدمير المنهجي.”
وأضاف “كلما طالت الحرب الأهلية بمرور مزيد من الوقت زاد عنفها وتكبد الشعب السوري مزيدا من الخسائر في الاوراح ومزيدا من المعاناة.”
ويقود جنبلاط (63 عاما) أبرز عائلة درزية في لبنان منذ اغتيال والده في عام 1977. وكان يوما حليفا للأسد ووالده الراحل حافظ الأسد لكنه غير موقفه عدة مرات مناورا لتعظيم نفوذ الأقلية الدرزية في الساحة السياسة اللبنانية.
وقالت الامم المتحدة الاسبوع الماضي إن اكثر من 60 ألف شخص قتلوا في سوريا منذ بدء الانتفاضة المناهضة للأسد.
وأدت الانتفاضة السورية إلى حالة استقطاب طائفي في الشرق الاوسط حيث يدعم الزعماء السنة في تركيا وبعض دول الخليج العربية مقاتلي المعارضة – وأغلبهم سنة – في حين يحظى الأسد ابن الطائفة العلوية – وهي احدى الطوائف الشيعية – بدعم إيران الشيعية وحزب الله اللبناني الشيعي.
وأدى الخلاف بين الدول الكبرى حول الموقف من الانتفاضة إلى إصابة مجلس الامن الدولي بالشلل حيث عرقلت روسيا والصين صدور قرارات صاغتها الدول الغربية تدين قمع الاحتجاجات في سوريا على يدي الأسد.
وأنحى جنبلاط باللائمة في اراقة الدماء على “لامبالاة القوى الكبرى أو تآمرها” وقال ان اي اتفاق يتم التوصل إليه في نهاية المطاف لوضع حد للعنف سيتم التوصل اليه على “بقايا سوريا” التي وصفها بانها كانت يوما قوة محورية في المنطقة.
ويشارك الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه جنبلاط في الحكومة اللبنانية التي تهيمن عليها جماعات مؤيدة للأسد من بينها حزب الله.
لكن جنبلاط نفسه حث دروز سوريا على الانضمام للثورة على الأسد رغم احجامهم حتى الان هم واقليات اخرى عن اتخاذ تلك الخطوة خشية ان يهيمن اسلاميون متشددون على سوريا اذا سقط نظام الأسد.
وقال جنبلاط “أقول لهم: مستقبلكم مع الشعب السوري الحر. لا استطيع ان افعل اكثر من ذلك.. ثمة 20 ضابطا سوريا درزيا يقاتلون في صفوف المعارضة وهذا شيء جيد.”
ويتركز دروز سوريا في مرتفعات الجولان المحتلة وفي محافظة السويداء الجنوبية التي شهدت معارك محدودة الشهر الماضي بينهم وبين سنة من محافظة درعا المجاورة مهد الانتفاضة.
ونفذ الجانبان عمليات خطف وقتل مما دفع زعيم ائتلاف المعارضة السورية إلى الدعوة الى الهدوء.
وقال جنبلاط “انا عربي قبل ان اكون درزيا.”
وقال إن خطاب الأسد يوم الأحد يوضح أنه “في حالة انكار تام”.
وأضاف “كرر نفس الكلام الذي قاله في يونيو 2011” مشيرا إلى وعود الاصلاح واجراء استفتاء اخر على دستور جديد وذلك بعد اقل من عام على الاستفتاء على دستور وصف بانه يبشر بحياة سياسية تعددية.
وقال جنبلاط “لم يتغير شيء باستثناء ان عدد القتلى كان آنذاك حوالي 2000 والان صار نحو 60 الفا. وكان معظم أبناء الشعب السوري يعيشون آنذاك في بيوتهم ويحتجون سلميا.
“والان دمر (الأسد) مدنا وقرى بأكملها.”
وقال جنبلاط إن خطاب الأسد يعد في الوقت نفسه رفضا لخطة المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي الرامية إلى التوصل إلى حل للازمة السورية من خلال التفاوض يشمل تشكيل حكومة انتقالية لها سلطة الحكم.