جناية الحوثي على الهاشميين ! : يحيى الثلايا
الأربعاء 26 جمادى الآخرة 1436ﻫ 15-4-2015م

 

  البارحة كتبت منشورا عن جناية الحوثي على مناطق شمال الشمال، فاقترح علي البعض أن أكتب عن جنايته على الهاشميين وهو امر كان في بالي أساسا.
قبل أشهر كنت أناقش مع أحد ضباط ثورة سبتمبر المجيدة الوضع في البلاد وخطوة رد الفعل تجاه انتهاكات الحوثي واهانته للمجتمع.
قال لي الرجل أن أخطر ما يقودنا إليه الحوثي هو أنه حين ينطلق من عصبة وفكرة الهاشمية فهو يحرض المجتمع الموجوع على الهاشميين عموما ويجعلهم في مربع استهداف ضحايا الحوثي، وأبدى تخوفا شديدا من ردات فعل قد تطال أبرياء بسبب أطماع وحماقات الحوثي ودعاويه العنصرية.
منذ حوالي سنتين بدأ الحوثي يجهر بما كان يخفيه الاعوام السابقة، وتحدث صراحة عن آل البيت واليمن الزيدية والحق اﻹلهي ووقع لذلك الوثيقة الفكرية التي ناقشت مصير اليمن بينه وبين مجموعة من الاسماء كلها هاشمية، حتى ليخيل لقارئها أن البلاد اليمانية مجرد عزبة هاشمية !!.
حين دخل الحوثي صنعاء ومن قبلها عمران ومن بعدها كل مناطق البلاد كان يحمل البنادق معه مجموعة من الرعاع والمرتزقة والمغرر بهم من قبائل الشمال، لكنه كان قد هيأ لذلك وحشد الجهود النوعية ومهد للاجتياح الغاشم محليا وخارجيا عبر نخب ومنظمات وتحركات واسعة قامت بها أيادي وأدوات أغلبها أو معظمها للاسف الشديد تنتمي لعائلات هاشمية.
حاول الحوثي الارتكاز على قاعدة الهاشمية السياسية لتحقيق مشروعه وأطماعه المريضة وتمرير أطماع إيران كونه يدرك أن هذه الفئة لديها خبرات وكوادر متنوعة تمكنت من تأهيل نفسها علميا وسياسيا مستفيدة من استيلاء واستئثار الإئمة بالمميزات وفرص التطور والتعلم، وحين اقترب الحوثي من صنعاء كانت هذه الأدوات تعمل بوتيرة عالية لتحقيق وهم المجد الهاشمي الذي أوقعهم فيه الحوثي ومن يمولوه، ولم يقتصر هذا الجنون على هاشمية صعده وصنعاء بل حاول إذكاء العرقية والسلالية حتى في اوساط هاشمية في الجنوب والوسط.
دخل الحوثي صنعاء، انكشفت كل اوراقه وانزاح عن وجهه القناع ليبدو أبشع مما كان متخيلا وحتى بدا أبشع مما كان يقوله عنه خصومه.
سقطت مزايداته ومظلومياته وسقطت اكاذيبه الحوار الوطني، اقصى الجميع وانقلب حتى على الخونة الذين أدخلوه، تعامل مع الجنوب والوسط ببشاعة كما لو انه كان في مهمة انجاز ما عجز عنه حليفه علي صالح، وبقدر ما حظي به من سرقة مقدرات البلاد وتخريب مؤسساتها ارتفع منسوب الوجع منه لدى كل اليمنيين.
هنا بدأت المشكلة تواجه الهاشميين ورأوا أنفسهم في مواجهة مكشوفة مع المجتمع، المجتمع لا يرى أمامه عبدالملك أو إخوانه فهم في الكهوف إنما يرون خصمهم ذلك الأكاديمي أو المسئول الحكومي أو الشخصية اﻻجتماعية التي تعجرفت في الاساءة للناس بالاعتقال واﻻقصاء والابتزاز والسرقة لمجرد انهم هاشميين طلب منهم الحوثي ذلك.
ما زلت اخشى الانتقام وردة فعل المجتمع تجاه الحوثي، فالجروع بالغة وكثيرة والاحتقان لن يظل مكبوتا للأبد.
لكن المؤكد أن الحوثي هو الجاني على الجميع.
اليوم يقبع في سجون الحوثي حمود هاشم الذارحي ويعيش الشيخ محمد المؤيد ملاحقا وشريدا رغم سنه وهو من أطلقته أمريكا من سجونها ليلاحقه الحوثيون.
اقتحموا منزل زيد الشامي وعبدالوهاب الديلمي والمئات من بيوت الهاشميين في صنعاء وغيرها ﻷنهم يختلفون معهم بالرأي.
يكاد الحوثي يحيل الهاشميين إلى خصوم للشعب بموجب ألقابهم !! رغم ان الحقيقة لا تقول ذلك، هو حالة وهم وعصابة مرتزقة وتمويل أجنبي فقط.
لا يمثل الحوثي الا امراضه فيما الحفرة استطاع ان يجر إليها الكثير، لا علاقة للهاشميين في المناطق الوسطى بمشروع ولا ميراث الحوثي واﻷئمة قبله، مثل آل السقاف والجنيد وآل الشريف في الشرق وغيرهم، وحتى في اوساط هاشميين الشمال.
لا ارى وجه شبه أو روابط نضال مشترك بين الحوثي ورضية المتوكل المستقلة ويحيى الشامي الاشتراكي والمضواحي الناصري وزيد الشامي الإصلاحي وفؤاد الكبسي الفنان.
لكنه يسعى للايقاع بهم وبمن استطاع في شر أعماله.
لاشك ان هناك سخط واضح وملموس يتنامى بين الفئة الهاشمية التي انخدعت به وأدخلته صنعاء وما بعدها، فلا هي حققت أوهامها وطموحها، ولا سلمت من تحمل وجع الناس وسوء الوضع، والمفترض عليها أن تقول كلمتها للتاريخ.
مشكلتنا الفكرة السلالية لا السلالة. 
مشكلتنا الهاشمية السياسية وليس الهاشميين.
مشكلتنا خرافات آل البيت ووهم الاصطفاء وادعاء الافضلية.
ومصلحتنا تكون بالتخلي عنها ونبذها واعﻻن موقف حازم منها واﻻنحياز لفكرة المواطنة المتساوية وعدالة القانون وشرعية الصندوق.
.
الحوثي غدا مشكلة تهدد الجميع وتضر بالبلاد، وواهم من لازال يرى غير ذلك.