الجزيرة برس –واشنطن (رويترز) – وصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم الأربعاء إلى مدينة بون الألمانية في أول زيارة خارجية يقوم بها بعد توليه منصبه لحضور قمة مجموعة العشرين في وقت يتساءل فيه كثيرون كيف ستعيد رسالة “أمريكا أولا” التي يتبناها الرئيس دونالد ترامب تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.
ولا ينضب معين التحديات العالمية فمن استفزازات كوريا الشمالية إلى تقارير جديدة عن نشر روسيا لصاروخ كروز جديد ومخاوف بشأن اعتداءات صينية في بحر الصين الجنوبي والصراعات في اليمن وسوريا وأوكرانيا.
ولم يدل تيلرسون بتصريحات لدى وصوله إلى بون.
وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن الوزير سيركز خلال زيارته التي تستغرق يومين على الاستماع إلى نظرائه من مجموعة العشرين واعترفوا بأن هذا قد يحبط البعض.
وسيشارك تيلرسون أيضا في سلسلة جلسات عن تغيير النظام العالمي والتعاون مع أفريقيا والحيلولة دون نشوب الصراعات. وستكون الجلسات تمهيدا لقمة زعماء مجموعة العشرين المقررة في يوليو تموز بمدينة هامبورج الألمانية والتي من المقرر أن يحضرها ترامب.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه “أعتقد أنه سيقوم بجولة استماع في المقام الأول” مضيفا أن هذا قد يحبط حلفاء الولايات المتحدة. وتابع “إذا قال (رجلنا) ’حسنا أنا هنا فقط لأستمع’ فسيكون هذا أمرا محبطا.”
ويشعر حلفاء الولايات المتحدة بالقلق من صعوبة التكهن بأفعال ترامب والمدى الذي يمكن أن يصل إليه في تحذيره للصين وإيران بسبب تصرفاتهما وما إذا كان سيتنصل من معاهدات مبرمة منذ وقت طويل ويمزق الاتفاق النووي مع إيران ويشيد جدارا على الحدود مع المكسيك ويحسن العلاقات مع موسكو.
ويعقد تيلرسون الاجتماعات بعد استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين لأنه ضلل البيت الأبيض بشأن اتصالاته مع السفير الروسي في الولايات المتحدة. وكان فلين همزة الوصل الرئيسية للإدارة الأمريكية الجديدة مع سفراء أجانب كثيرين في واشنطن.
ويتمتع تيلرسون بخبرة دولية في مجال الأعمال بحكم توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل في السابق لكنه لم يتول أي منصب حكومي من قبل. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية إن تيلرسون سيلتقي بنظرائه في بريطانيا والسعودية وسلطنة عمان أثناء وجوده في بون وسيشارك في اجتماعات أكبر بشأن اليمن وسوريا.
وسيعقد تيلرسون أيضا اجتماعه الأول مع نظيره الروسي سيرجي لافروف منذ توليه وزارة الخارجية الأمريكية. وكان لافروف يلتقي بصفة منتظمة مع وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري لبحث الأزمة السورية.
وتشمل مجموعة العشرين اقتصادات دول متقدمة وصاعدة مثل الصين والهند وإندونيسيا والمكسيك وجنوب أفريقيا والبرازيل.
وقال جيم ويلكينسون وهو مستشار كبير لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس إن من المهم بالنسبة لتيلرسون تأسيس علاقة مع نظرائه الوزراء أثناء رحلته الأولى.
وأضاف “هذه الكيمياء مع النظراء تبدأ في الرحلة الأولى. سيبحث الوزير تيلرسون ونظراؤه بعض أصعب القضايا حول العالم ويتطلب هذا الثقة.