الجزيرة برس- صنعاء -مروى العريقي-بين متفائل بمؤشرات التغيير، ومتخوف من عرقلة التنفيذ أو تأخره ، انقسم الشارع اليمني وهم يستقبلون عام ميلادي جديد يطل عليهم بثقل كبير يحمل الحلم الذي انتظروه ليطووا صفحه سُطرت بدم الشهداء، يعلنون فيها عن ميلاد الدولة المدنية ، بعد مخاض عسير امتد لأكثر من عام ذاق فيه اليمنيون عناء التشرد وارتفاع متزايد في الاسعار وانقطاع للخدمات الاساسية كالكهرباء.
بدا رماح العراسي,طالب تربية مستهل عامه الجديد بتفاؤل بلا حدود وهو يرى مؤشرات ايجابية ماثلة أمامه تدفعه للاستبشار خيرا .
يقول : ” أنا متفائل ، وأرها بداية خير ونحن انشاء الله سنبدأ عام دراسي جديد على بداية العام القادم ،فهناك مؤشرات ايجابية “.
يعتقد أن ما كان يخشاه من إمكانية وقوع حرب أهلية إبان أحداث الثورة في عام 2011 لم يحدث بعدما زال هذا الهاجس تماما,داعيا إلى التفرغ للمستقبل الان والعمل لأجله ، دون الالتفات للماضي الذي لن يعود.
غير أن بواعث للقلق تنتاب بعض النساء اللواتي تكاد صورة التشاؤم معبّرة عن أحوالهنّ ولهنّ مبرراتهنّ,ولذا يبدو مفهوماً أن مصدر القلق هو مظاهر عودة حمل السلاح في الشوارع بشكل كبير وهو ما يفرض كنتيجة لذلك واقعاً أمنياً غير مستقر كما تقول إلهام جوهر التي تعمل بمحل تصوير.
وتوافق فاطمة عبد الخالق,ممرضة,مع ما طرحته زميلتها وتقول : لازلت ألمس خوف وقلق الاهل من ذهابي للعمل ، بسبب انتشار المجاميع المسلحه .
وتواصل :نريد أن نلمس التغيير بالاهتمام بالتعليم فنفقاته باهظة و لا يستطيع من يعيل اسرة أن يكمل دراسته الجامعية نتمنى من الحكومة توفير فرص عمل للشباب العاطلين المقدمين في الخدمة المدنية .
وتستشهد أحلام علي,طالبة ماجستير ,على صحة هذا الرأي باعتراف وزير الداخلية بمجلس النواب الذي قال فيه إن ” القبيلي أقوى من الدولة “.
ويرى اخرون أن العام الجديد يمكن الحكم عليه بالنجاح في القضايا ذات الأولوية على صعيد المعالجة سواءً القضية الجنوبية أو غيرها.
ويرى طالب العلوم السياسية عبد الرحمن العفيف,أن معيار نجاح العام الجديد بالنسبة له كيمني مرتبط بنجاح مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده لاحقاً ويفترض أن يسفر عن حلول لمشاكل البلاد العالقة منذ سنوات.
ويحذّر هنا من فشل الحوار التي ستكون تداعيات ذلك وخيمة أسوأها عودة البلاد إلى مربع العنف والاختناق مجدداً في عنق الزجاجة حسب تعبيره.
لكن محجوب الدبعي,وهو خريج جامعي عاطل عن العمل,يعتقد أن اليمن تجاوزت مثل استحضار هذه السيناريوهات بعد صدور قرارات الرئيس بشأن توحيد وهيكلة الجيش في اواخر ديسمبر الماضي بالتزامن مع التحضيرات لعقد مؤتمر الحوار.
ويذهب إلى أبعد من ذلك حيث يقول إن اليمنيين يفكرون في بناء الدستور الجديد الذي سيحدد ملامح الدولة المنتظرة.
ويركز البسطاء والمشتغلون في الأعمال الخاصة على التغيير الذي ينعكس على حياتهم ويبتعد عمّا وصفها بالمصالح الشخصية.
ويطالب محمد قطينة,صاحب محل,بتمثيل عادل ومتناسب للشباب في صناعة القرار السياسي يتناسب ودورهم في إحداث التغيير الذي تشهده البلاد.
بينما يدعو طالب الهندسه رامي عبد الرحمن,إلى تجاوز التغيير بالكلام إلى العمل بتبني الحكومة لإستراتيجية تخدم المرحلة الحالية يساهم في إعدادها نخبة من المختصين.
ويدعو طلال الطيبي,طالب بكلية الشريعة,إلى سرعة تنفيذ قرارات الرئيس الخاصة بهيكلة الجيش والتهيئة للحوار وتحسين أوضاع المواطنين.
اتفق مَن اسُتطلعت أرائهم على أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني وسرعة تنفيذ قرارات هيكلة الجيش يمكن أن يمضي بالبلاد قدماً إلى حيث يطمح أليه أبناؤها من التقدم والازدهار والاستقرار ببناء دولة تحكمها المؤسسات ويسودها القانون,التعيينات فيها تستند لمعايير الكفاءة والمؤهل وليس لما سواهما,دون أن يخفي هؤلاء شعورهم بوجود قلق مصدره الانفلات الأمني بدرجة رئيسية.
الصحوة نت