الجزيرة برس -ديربورن -علي حرب-
آثار إعدام السعودية للشيخ المعارض فـي القطيف نمر باقر النمر موجة واسعة من الاستنكار والإدانة فـي مختلف أرجاء العالم، وصلت إلى الصعيد المحلي حيث أدان علماء دين مسلمون ونشطاء عرب أميركيون إعدام رجل الدين الإسلامي الشيعي من دون مبرر أو مسوغ قانوني.
وفـي هذا الإطار تجمع المئات فـي تظاهرة أمام مكتبة هنري فورد فـي ديربورن يوم الأحد الماضي، احتجاجاً على اعدام النمر مرددين شعارات مضادة لآل سعود ومطالبين بالعدالة للشيخ الشهيد. ودعا المتظاهرون أيضاً الولايات المتحدة إلى التخلي عن تحالفها مع الرياض.
والشيخ النمر، وهو من أشد منتقدي الأسرة الحاكمة فـي السعودية، قد أعدم مع ٤٦ آخرين بتهمة الاٍرهاب يوم السبت ٢ كانون الثاني (يناير)، وكان قد قاد احتجاجات سلمية غير عنفـية ضد الحكومة قبل إلقاء القبض عليه فـي عام 2012.
«الوهابية هي الإرهاب»، هتف المتظاهرون فـي مدينة ديربورن، فـي إشارة إلى المذهب الأصولي الوهَّابي الذي تعتنقه السعودية وتعمل على نشره فـي العالم الإسلامي السني.
الدكتور العراقي الناشط كمال الساعدي، رئيس «المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان»، حث العرب الأميركيين على الضغط على الحكومة الأميركية لقطع العلاقات مع المملكة السعودية.
والمعروف ان الولايات المتحدة هي حليف وثيق لآل سعود. وكدليل على هذا التحالف وافقت الخارجية الاميركية فـي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، على بيع قنابل ذكية بقيمة ١.٢٩ مليار دولار إلى السعودية.
وأكد الساعدي ان «السعوديين يدعمون الإرهاب فـي سوريا والعراق واليمن.. وهم ينفذون حكم الإعدام بالأبرياء بنفس سيف الإرهاب الذي تستخدمه داعش». وسخر الساعدي من ترؤس السعودية لمجلس حقوق الإنسان فـي الأمم المتحدة بالقول «من المضحك أن المملكة التي لديها سجل بشع، تترأس مجلس حقوق الإنسان فـي الأمم المتحدة».
وشارك فـي التظاهرة ثلاثة طلاب سعوديين غطوا وجوههم خوفاً من رد فعل حكومتهم الانتقامي، ووقفوا الى جانب المظاهرة.
وقال أحدهم «الطائفة الشيعية مظلومة فـي السعودية، عندما نتكلم عن الحرية وحقوقنا يبدأون بقتلنا. هم يعيشون فـي قصور، ونحن ما زلنا نعيش فـي الخيم، مع ان كل النفط موجودٌ فـي أرضنا، فـي المنطقة الشرقية».
وأكد محمد، الذي أراد فقط التعريف باسمه الأول، ان المعارضة السعودية تلتزم بالصراع السلمي وغير الطائفـي. وأردف «لم يملك الشيخ نمر النمر أسلحة أو ميليشيا، ولا حتى حراسة ودافع عن حقوق السنة قبل الشيعة».
وبالفعل فـي خطبة نشرت له فـي عام 2012، حذر الشيخ النمر أتباعه من اللجوء إلى العنف.
«قوتنا ليست بالسلاح، قوتنا تكمن فـي روح الاستشهاد»، كما أعلن الشيخ الشهيد وقتها.
وأضاف محمد «أن السياسات الاستبدادية للنظام السعودي لن تدوم»، وتوقع أن يسقط النظام السعودي فـي غضون عامين.
بدوره وصف مرشد «دار الحكمة الإسلامية» فـي ديربورن هايتس، الشيخ محمد علي إلهي، العائلة المالكة السعودية بأنها التي أسست «داعش» و«القاعدة». واوضح فـي رسالة بالبريد الإلكتروني «بدأ القتلة الاشرار فـي المملكة السعودية هذه السنة الجديدة بارتكاب واحدة من أسوأ الجرائم فـي تاريخهم الجنوني الهمجي وسفك الدماء والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية».
من ناحيته، أفاد السيد حسن القزويني فـي بيان له أن «قتل النمر سيكون بداية نهاية الحكم الملكي السعودي. الشيخ النمر لم يفعل أي شيء لتبرير هذه الجريمة البشعة وكل ما فعله هو انه انتقد فقط النظام السعودي الفاسد وطالب بحقوق شعبه المظلوم».
كما نددت الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية (إسنا) بسياسة المملكة السعودية فـي تنفـيذ حكم الإعدام.
وقال رئيس «إسنا» أزهر عزيز فـي بيان صحفـي «إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السعودية ضد منتقديها مثل الشيخ النمر باسم مكافحة الإرهاب تقوض وحدة المجتمع المسلم فـي جميع أنحاء العالم وتنتهك حماية الأقليات الدينية».
وصرح الناشط اليمني الأميركي أكرم الورد «ان تنفـيذ حكم الإعدام سيعمق الشرخ الطائفـي فـي المنطقة».
«قتل النمر لا لسبب هو جريمة لا تغتفر»، أشار الورد، واستطرد «آل نمر يمثلون طائفة كبيرة واستشهاده سيؤدي لتمزيق النسيج الاجتماعي للمجتمع السعودي».
وختم الورد بالقول «إن السياسات السعودية كانت مدمرة، وخصوصاً فـي اليمن والمملكة السعودية هي ورم سرطاني فـي المنطقة».
وأدى إعدام الشيخ الشهيد إلى مواجهة دبلوماسية بين السعودية وإيران عندما هاجم محتجون ايرانيون السفارة السعودية فـي طهران، مما
دفعها لقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران ثم حذت حذوها البحرين والسودان والصومال وجيبوتي وسلطة محمود عبَّاس الفلسطينية.
خدمة موقع مجلة العرب الامريكية صدى الامة نقلاً عن موقع صحيفة العرب في امريكا صدى الوطن