ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺁﺧﺮ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ … ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ . ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ، ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺭﻃﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ، ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﻄﺔ ﻭﻳﺮﺍﺟﻌﻮﺍ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻭﻳﺘﻄﻠﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .. ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻠﻘﻮﺍ ﺑﺎﻻ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﻭﺍﺗﺠﻬﻮﺍ ﻧﺤﻮ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺗﻌﺰ ﻟﻴﺪﻣﺮﻭﻫﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻭﻗﻔﺖ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻈﻠﻮﻣﻴﺘﻬﻢ .
ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺒﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﺬﻳﻔﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺧﺼﻤﺎ ﻭﻋﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻴﻦ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺮﺳﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﻃﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻧﻘﺴﺎﻣﻲ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﺤﻄﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻒ ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻟﻌﺪﻥ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺗﻌﺰ ﻭﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﻖ ﺣﻠﻴﻔﻪ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﻭﺗﺴﻮﻳﺔ ﻭﺿﻌﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻋﺪﻥ ﺍﺗﺠﻬﻮﺍ ﻧﺤﻮ ﺗﻌﺰ ﻟﻴﺪﻣﺮﻭﻫﺎ ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﻮﺭﺛﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺑﻤﺎ ﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺗﺮﻭﻳﻊ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ . ﻭﻟﻴﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻣﻨﺰﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﺳﻠﺔ ﺇﻻ ﻭﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﺻﻮﺕ ﺍﻻﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻭﺍﻹﺩﺍﻧﺔ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻔﺠﻴﻌﺔ ﻭﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺥ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺤﺎﺡ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﻩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺎ ﻭﻣﻮﻓﻘﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺻﺪﺍﺭﺓ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺑﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻥ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺸﺮﻁ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺎﺩﺓ . ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﺃﻳﻀﺎ .