بن عمر: تركيبة المجتمع اليمني معقدة فالقبيلة تلعب دوراً سياسياً مهما
الجمعة 7 رجب 1434ﻫ 17-5-2013م

 

الجزيرة برس-اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن/ جمال بنعمر أن « ضعف الدولة باليمن، وانشغال الأطراف السياسية بالنزاع على السلطة، أتاحت لتنظيم «القاعدة» توسيع نفوذه، وقال إن الرئيس/ عبدربه منصور هادي استطاع طرده من أبين، فانتشر في مناطق حضرية وما زال يشكل خطراً كبيراً على الأمن والاستقرار. 
وقال ـ في حديث لـ”الحياة اللندنية” ـ إنه يعتقد بأن تقدم العملية السياسية ونجاح الحوار ومؤسسات الدولة سيمكنان من زيادة الوعي، والتمتع بالخدمات الاجتماعية وتوفير الأمن، وهذا ما سيساعد في استباب الأمن والاستقرار، ويجب أن تكون هناك خطة متكاملة للحد من ظاهرة التطرف». 
وأشار بن عمر إلى أن تركيبة المجتمع اليمني «معقدة، إذ تلعب القبيلة دوراً سياسياً مهماً، مستدركا بأن اليمنيين ينظرون إلى مؤتمر الحوار على أنه فرصة جديدة لبناء عقد اجتماعي وللمرة الأولى في تاريخ اليمن تشارك جميع الأطياف السياسية والاجتماعية في العملية السياسية». 
وأضاف المبعوث الأممي إن «القضايا الشائكة في اليمن كالقضية الجنوبية والحوثيين لن تُحل إلا عبر طاولة الحوار الوطني»، مطالباً دول الاقليم أن تكون عاملاً مساعداً لانجاح العملية السياسية في اليمن. 
وأوضح أن زيارته للسعودية تدخل في إطار المشاورات والتنسيق الدائم مع دول مجلس التعاون الخليجي، و «يجب ألا ننسى أن الحل السياسي في اليمن بدأ مع المبادرة الخليجية، كما يجب ألا ننسى أن توقيع المبادرة تم في الرياض، برعاية الملك السعودي، ونحن نثني على جهود السعودية في إيجاد الحل السياسي السلمي، ولكن هناك نقطة مهمة في إعادة إعمار اليمن، والسعودية أكبر دولة عربية مانحة، وأول دولة أوفت بتعهداتها، إذ قدمت 3.25 بليون دولار». 
وعن تدخل إيران في اليمن، قال إن المنظمة الدولية «تناشد دول الإقليم مساندة صنعاء لإنجاح العملية السياسية»، مشيداً بالدور الإيجابي للدول الخليجية, مطالباً الدول الأخرى في الإقليم بأن تكون «عاملاً مساعداً». 
وأعرب عن اعتقاده بأن «كل الدول في مجلس التعاون وعدد من الدول الأوروبية وتركيا واليابان، أوفت بوعودها، ونحن على اتصال مع كل الأطراف في إطار مجموعة أصدقاء اليمن، ونتمنى أن تكون هناك خطوات سريعة، للاتفاق بين الدول المانحة والحكومة اليمنية على المشاريع المحددة، التي سيتم تنفيذها، ونحن متفائلون». 
ولفت إلى أنه على اتصال دائم بمجلس التعاون، ونستشير ـ في شكل مستمر ـ الدكتور/ عبداللطيف الزياني، و«موقفنا من موضوع الحوار الوطني في اليمن واحد، ودعوة جميع الأطراف للمشاركة فيه». 
وعما إذا كان تلقى دعوة من رابطة أبناء اليمن لطرح ملف الجنوب في قمة مجلس التعاون المقبلة، قال بن عمر: «نحن على اتصال مع جميع الأطراف في الجنوب، ونتعاون في شكل مستمر مع مجلس التعاون الخليجي، ونستقبل اقتراحات وآراء وأفكاراً من كل الجهات في الجنوب، وموقفنا ثابت». 
وعن مراهنات البعض على اندلاع حرب أهلية في اليمن، أشار إلى أن «اليمن بلد له تاريخ عريق وبلد حضارة، ولا ننسى أن الحكمة يمانية، فعلاً اليمنيون دخلوا في صراعات سياسية في 2011، وكان الاحتقان في الشارع واتساع ظاهرة العنف ينبئان بنشوب حرب أهلية، ولكن على رغم ذلك، قدم اليمنيون نموذجاً رائعاً في المنطقة وللعالم في حل الخلافات بطرق سلمية، وذلك من خلال العملية التفاوضية في إطار المبادرة الخليجية، التي تنص على نقل السلطة في شكل سلمي، وهذا ما تم التوقيع عليه في الرياض، برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبمباركة مجلس الأمن، والتزمت كل الأطراف بالمبادرة». 
وقال بن عمر إن «أحداً لم يكن يتوقع هذه التطورات التي عرفتها المنطقة، كل حال تختلف عن الأخرى، وهناك خصوصيات في المنطقة العربية ولا يمكن التعميم، لليمن خصوصيته، ولسورية خصوصيتها وظروفها ولكن في شكل عام ما نراه أن هناك تطورات كبيرة جداً، وهذه التطورات خلقت حالاً تتسم بالأمل عند البعض، وأتمنى أن يحضر الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، كما أن هذه الحال خلقت خوفاً من انهيار الدولة وحروب أهلية، وهذه المرحلة ستستمر مدة، ولن تنتهي في سنة أو سنتين، وأتوقع أن هناك دولاً سيشتد فيها النزاع، واليمن قدم نموذجاً مهماً وهو الاتفاق على خريطة طريق مفصلة، لتنظم العملية الانتقالية من البداية إلى النهاية». 
من جانبه قال الدكتور/ عبداللطيف الزياني ـ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ـ إن المبادرة الخليجية نجحت في تحقيق إرادة الشعب اليمني وحقن دماء أبنائه ومنع انزلاق اليمن إلى حرب أهلية. 
وخلال الجلسة الحوارية التي عقدت أمس الأربعاء ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الاعلام العربي بدبي.. قال الزياني: “لقد نجحنا في تحقيق ذلك تماماً، ولم يكن للمبادرة أن تنجح إلا بتوفير الإرادة لدى اليمنيين أنفسهم, تاركين لهم أنفسهم تقييم الوضع حالياً”. 
وأضاف: ” الآن الدور على التنمية الاقتصادية وغيرها, حيث تم التعاون مع الأمم المتحدة وأصدقاء اليمن لتحقيق برنامج التنمية الاقتصادية”. 
وأوضح الزياني أن اليمن يحتاج اليوم إلى الأمن حتى يشعر المواطن اليمني بما تم إنجازه. مؤكداً “أننا نريد تحقيق الأمن والاستقرار لليمن”.

اخبار اليوم