الى “القيصر” عبدالملك الحوثي .. توقف حيث أنت قبل أن تقوم قيامتك فلا نستطيع إنقاذك أو منع “بروتس” من الوصول اليك !
الأثنين 17 جمادى الآخرة 1436ﻫ 6-4-2015م

 

الى “القيصر” عبدالملك الحوثي .. توقف حيث أنت قبل أن تقوم قيامتك فلا نستطيع إنقاذك أو منع “بروتس” من الوصول اليك ! 

 

الأمة برس – عبدالناصر مجلي

 
الاخ عبد الملك بدر الدين الحوثي ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإختصار تهديد رجل  مثل علي البخيتي بقطع لسانه من قبل الاخ عبدالخالق الحوثي ، دفعني للكتابة فقد كان ظني أن وجوده في صفوفكم قوة . أمثاله من غير الطائفيين في جماعتك  مكسب لكم، لأننا بصراحة قرفنا من مشوراتهم الفئوية و” الثورية” والجعجعة و”ثورة” 21 سبتمبر السقيمة التي لاتؤدي الا الى طريق واحد.. زوالكم وكل الدلائل تشير الى ذلك .
 انها انتفاضة حق صادقة وشجاعة التي قمتم بها حولتها الأهواء والمطامع الى باطل أشر ، واعلم عافاك الله بأن لاثورة في اليمن إلا الثورة اليمنية الكبرى سبتمبر وإكتوبر، وغير ذلك إنتفاضات ، إنقلابات مؤامرات ، تحالفات مذهبية أو طائفية ، سموها ماشئتم ، فنحن لن نفرط في ثورتنا العظيمة أبدا ، ومن هنا أبدأ رسالتي اليك ..
 
 أولا نرفض إعلانك الدستوري جملة وتفصيلا ، مالم يتم التوافق عليه بالاجماع ، وكذلك نرفض حلك للبرلمان ، وثالثا لقد وصلت الى نهاية طريقك ، ولن نقبل برئيس مجلسك الثوري رئيسا ومتسلطا ومتسيد على رقاب 25 مليون يماني حر ، وهذ الانقلاب الفج الذي تم سلقه بعجالة فيما سميتموه ” الإعلان الدستوري، الذي رفضه الجميع ، وقال عنه علي البخيتي رجلكم السابق فور صدوره التالي:”  ” اعلان هزيل وضعيف وصياغته ركيكة ومتناقض بشكل صارخ وطبخ على عجل وأشبه بـ “خلطة حريو” مكونة من الدستور القديم ومخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة وبرنامج اللجنة الثورية ” .واضاف ” أجزم أنه لم يشارك في صياغته اي رجل قانون ذو كفاءة ” 
 
أخي عبدالملك 
لاتصدق الزعيق من حولك وخطرفات منظري “السوطي” و”الوهاسي” و “القطل”، فهم جوف وقد أثبتت الأيام صحة ذلك . اخبرني عن شخص واحد أشار عليك بدعوة مخلصة الى التفاهم مع الآخرين أو الحوار معهم .
 واحد وقف أمامك وعينه في عينك وقال : “أخ عبدالملك- وليس سيدي عبدالملك- المسألة أخطر مما نعتقد واليمن في حاجة الينا جميعا”. واعلم أن العبيد لايصنعون الحرية.
 الاحرار هم صناعها ودعاتها ،وأنت تريد أحرارا الى جوارك وليس عبيدا يتمنون رضاك ويخشون بطشك ، وهؤلاء الأفاقون جشعهم المقيت سبب نقمة الناس عليكم ايها الحوثيون .
 الصمت ايها السيد النبيل ليس دائما علامة الرضى..
أغلب الأحيان وفي وضع مثل وضع بلادنا ..
الصمت هنا علامة الأنفجار القادم 
وسأقولها بصراحة سيكون إنفجار مروعا
 أزعم أنه لن يستثنيك حتى أنت شخصيا .
 
أخي عبدالملك
 لن أنافقك بالقول بأنني محب فلست كذلك كما أنني لست كارها ، أنا أقرب الى الشفقة عليك مما أقحمت نفسك وأقحموك فيه ، وكذلك أنا ببساطة مراقب ومحايد لزمت الصمت طويلا ، ولم أنساق وراء الخصومات والتأويلات المستعجلة ، أو مطاردة الفرص والمصالح فحبي وولائي لبلادي ولشعبي ، وشخصيا لا أحبك ولا أكرهك ولا أتمنى رضاك ولا أخشاك ، وإن كنت أخشى عليك لأنني أرى صدقا قويا في كلامك  في بعض الأحيان.
 
الاخ عبد الملك الحوثي ( ليس سماحة السيد القائد ، كما يخاطبك منافقوك بهذه الصفة التي تنفر منها أنت). بدأت بالاشارة الى علي البخيتي الذي لا أعرفه شخصيا ولا يعرفني، لكنني لا أخفي إعجابي به وبشجاعته الأدبية والاخلاقية ورؤيته الوطنية الحصيفة ، فلا تفرط  فيه فمشروعك – إن كان لك مشروع حقا – يعتمد نجاحه على أمثال هذا الشاب الأمين والصادق ، أو لنقل بمعنى أدق السياسي الذي يدري الى أين يريد أن يصل ، وأنت لاتريد أتباعا بل تريد شركاء وأصدقاء ، فالتابع ينفذ الأوامر كالألة الصماء ، والصديق يشاور ويوافق ويختلف ، ومثله حولك الكثير ، التفت اليهم وستجدهم أقرب مما تتصور ..
 شباب ولائهم لليمن فقط اليمن ، اليمن ، اليمن .
إن حديثي عن البخيتي أتى من باب أنني أردت جعلها مناسبة ومدخلا، للتحدث اليك، فقد راعني كأديب وكمثقف وإعلامي يمني، أن يكون ردكم على كل من اختلف أو سيختلف هو التهديد بقطع لسانه ، فما بالك إذا كان هذا الشخص من رجالكم الثقاة، فكيف بالاخرين من الإعلاميين الشرفاء الذي لاقبائل تحميهم أو أحزاب تدافع عنهم.
  لقد كان وجود هذا الشاب الشجاع والوطني بصدق ، في صفوفكم قد جعلني أصدق بأن لديك مشروع ما ، الذي وبصراحة لم أرى منه سوى الحروب ورؤوس الرماح على الأقل حتى الان . 
هل هي طبيعة الحرب ؟ 
هي كذلك وأنت شخصيا باسمك وصفتك، تتحمل أمام الله الجبار المنتقم، وزر كل قطرة دم ، أريقت في اليمن كنت طرفا في الحرب فيها ، أو داع لها أوسببا لها بقصد أو دون قصد 
وكل روح أزهقت وذلك بينك وبين الله . 
لكن اخبرني الى متى ستظل مرتديا بذلة الحرب؟
 
كان الأمام أحمد رحمه الله ، يظن بأن الشعب لن يجرؤ على الخروج عليه ، لكنه خرج وعصف به.
 
 وأنت هناك من يخبرك ان الشعب معك !!
 
 أولا هم كاذبون إن أخبروك بذلك ومنافقون لأنهم كذبوا عليك .
 فالشعب ليس معك . الشعب خائف منك الى حين فقط 
 إنه ينتظر الفرصة المناسبة للإنقضاض عليك
 وها قد أتت الفرصة ، وهاقد بدأت شرارات الرفض تقدح في الميادين والشوارع ، فلاتظن أن خروج مجموعة قليلة من الشباب وترويعها بالرصاص الحي، هو نهاية الأمر كما قد يصور لك بعض العميان الذين تظنهم معك ، ولكنهم في حقيقة الأمر عليك حتى دون أن يدروا بذلك 
 بل هو بدايته وهاقد بدأ الغضب يتفجر رويدا رويدا 
 وصدقني إن سقطت وستسقط قريبا وليس بعيدا
 إن لم تبادر الى إصلاح كل ماخربت
 فلن تقوم لكم قائمة الى يوم الدين.
 
ثم عن أي شعب نتحدث؟
أنتم طائفيون ، على الأقل هذا مانراه في خطاب المنافقون من حولك الذين تعرفهم بلحن القول، والابتسامات الصفراء التي لاحياة فيها ولاصدق، ممن يظنون أنهم يحسنون صنعا 
وإن كنت شخصيا لا أرى في خطبك إلا نفسا وطنيا صادقا
 لكن القول أيها الفتى الحصيف غير الفعل.
فقولك يختلف عن قولهم ، فهم كاذبون وفاشلون وعاجزون لايفقهون الا في إشعال الحرائق ، تلك الحرائق التي تشتعل أمام بيتك مباشرة بشكل حقيقي وليس مجازي ، لكن ضجيجهم حولك أعماك عن رؤيتها وإطفائها ، حتى وإن فطنت اليها فلن تقدر على إخمادها، فقد سبق السيف العذل
أتدري لماذا؟
 
 لأنك استطبت “النصر” السريع والسهل ، الممهور بألف تحالف وتوقيع وصفقة و..خيانة .
 “النصر” الذي أحببته أنت وكره ملايين الناس فيك وفي جماعتك ، خصوصا وأنه يبدو نصرا لاحدود لتوقفه أو سقف أو زمن .
 وعندما أقول “هم” لايعني هذا أنني أبرأك مما حدث وسيحدث ، بل أنت المسؤل الأول أمام الله ثم الشعب، لأننا لم نسمعك مرة واحدة تستنكر عملا واحدا مما يقوم به أنصارك أنت وليس انصار الله ، فالله سبحانه يدعو الى السلم كافة وأنتم – أنت- تدعون الى الحرب.
 
والان اسمح لي أخي الكريم منذ الان أن أسميك مشروع الشهيد القادم، هذا على أساس أنك لاتدري ماذا يحدث، أما إن كنت تدري وأنت تدري فلا تنتظر شهادة بل نهاية مخزية ، وإن كنت لاتعلم  فأنا أعلم ،واعلم عافاك الله إنك أن انكسرت ، فلن يقبل خصومك المقربون الذين تظنهم في صفك وماهم، الا بقلبك النبيل بين أيديهم لتمزيقه وربما أكله 
..أنا اشفق عليك لأنك لم تعطى الفرصة الحقيقة
 لتفعل ماتريد من خير!!
 
هل تملك في روحك خير ما ؟
نعم أنت تملك الكثير منه، أراه في عينيك وصدق نبراتك وتهدج صوتك
 وأقسم بانك تحب اليمن أكثر من نفسك 
هكذا هم الفرسان وأنت فارس نادر وأصيل أحاط به 
مجموعة من قراصنة الفيد وأبالسة الأفاق 
وشياطين الفئوية والعصبية والسلالية 
التي تزكم شهوتهم للإنتقام الأنوف وتسقم الأبدان.
 
دعني أعطيك مثالا لفشل جوقة النباحون حولك ، الذين أنظر اليهم بإزدراء ولايهمني أن تناطحوا وتسابقوا ليردوا على هذه الرسالة ، فأنا لم أكتبها إلا لأنني رأيت شيء ما من الصدق داخلك فأحببت تذكيرك به. لهذا انتظرت كل هذا الوقت لأكتب اليك ، ولازلت اذكر أنك بعد دخولك صنعاء ، كتبت عدة أسطر وجهتها الى شخصك الكريم وقلت : لقد حققت ياأخ عبدالملك مالم يحققه أحد من قبل ، فارجو أن لاتقع في نفس خطأ الإخوان ، حيث حذرناهم في شتاء 2011  بالقول بأننا نخشى عليهم أن يساقوا الى فخ قاتل، فلم يستمعوا الى الناصح الأمين ، وظنوا إثما بأن دولتهم قد حان قطافها ، ولاداعي للتذكير بما وصلوا اليه ، من تشظي وتبعثر وهزيمة على يدك أنت وهاهم يسعون الان للتحالف مع أي قوة تنجيهم منك ومن ميليشياتك !!!.
 أنت أيها السيد تسير على نفس الخط، وهذا هو ديدنكم أيها الاسلاميون لاتصدقوا أحدا كان قريبا أم بعيدا، لأنكم تظنون بأن الحقيقة لكم وحدكم ، وهنا يكمن مقتلكم الكبير..
إستعداء الناس دون أن تنتبهوا لذلك.
 وهنا سؤال : ماخطبكم ايها الاسلاميون في بلادنا ترمحون في خيلائكم 
وكأن لا أحد يستحق أن يعيش على هذه الأرض إلاكم .
ألا تتعظون مما يحدث أمامكم ، تسيرون وراء بعضكم البعض كالنيام ، وأن اختلفت رؤاكم ومذاهبكم ، تعيثون في الأرض فسادا وتقتيلا وترويعا وتهجيرا وتدميرا، تحت مسميات وشعارت جوفاء لاتصدقونها حتى أنتم، ما أنزل الله بها من سلطان.
 أوشكتم على قتل رئيس شرعي وهو قائم أمام الله يصلي
 وكبرتم لفعلتكم النكراء في الميادين ، وكأنكم استردتم القدس 
 ورئيس آخر منتخب من قبل الشعب الذي تتشدقون باسمه وهو منكم براء
 حاصرتموه وقتلم رجاله وخنتم عهوده وضربتم بقيم المرؤة والدين عرض الحائط ، وبعد ذلك عندما تدور عليكم الدوائر تتباكون ، وتنوحون في الطرقات وتذرفون الدموع الثخينة ، على ضياع كل قيمة إسلامية وأخلاقية وإنسانية وقبلية كنتم أول من تنكر لها ، وكل قيم الوفاء والعهد ومواثيق الشرف ، وتستغربون بعدها أن ينتفض الشعب في وجوهكم ويسقطكم الواحد تلو الاخر ..
أنت آخرهم ايها الحوثي بن بدر الدين عبدالملك.
طبعا أنت تدري ماذا يصنعه “الاسلاميون” الذين يشبهونكم وتشبهونهم حتى وأن اختلفت مذاهبكم ، في سوريا وليبيا والعراق ومصر وإحتلال حزب الله للبنان ، ودولة الملالي البكماء في إيران ، من خراب وقتل وكتم أنفاس الناس، وترويعهم وحصارهم واستعبادهم
 بإسم دين عظيم هو منكم جميعا براء الي يوم القيامة.
 
أخي عبدالملك
لماذا أكتب اليك رسالة لن تصل اليك ، وأن وصلت عن طريق شخص ما ، فتأكد بأنه يحب لك الخير، وأنه مؤمن حقيقي بمشروعك الذي بصراحة لاندري ماهو، غير مانسمعه منك عبر خطبك في المناسبات ، فأرجو أن تقرأها جيدا وبدون أن تعير سمعك لأحد . فالذي يخاطبك الان لايتمنى سوى رضى ربه وحده لاشريك له ، ولايطمح الى نصر رخيص ، ولايسعى الا التقليل من قدرك حاشا لله ، فنحن الرجال الرجال حين لا رجال ، لانبخس الناس اشياؤهم ولاننتقص من قدر ومكانة أحد كائنا من كان.
 
وقلت كذلك في سطوري التي بعثتها اليك ولم تعلم بها طبعا لأن ضباع إعلامك يخشون المنافسة فلم يوصلها اليك أحد ، أو أنهم عمي لايرون إلا ماتراه أنت لهم : بما أنك قد أسقطت حكومة الفساد بتضامن الشعب معك ، فعد الى صعدة وجهز نفسك لدخول صنعاء عبر صناديق الاقتراع.
 وليتك صدقتني، فقد كنت ستكتسح الجميع وسترفع على الأعناق ، ومثلك ومع أنك لاتزال شابا يبدو الزهد والتواضع على محياه ، سوف يقنع من السياسة بسرعة وتعود الى علومك ودروسك ، لأنك لن تطيق أجواء المكائد والخيانات وعفن الساسة والسياسيون ، لأنك كنت قد حققت مالم يحقق ويعتبر سابقة في بلادنا ، وهو تغيير الحكم بالزحف الشعبي السلمي ، وقد كان كذلك فعلا على الأقل هذه مارأيناه ، وكان أنصارك من كل اليمن.
 أما الان فلم يعد لك من انصار سوى على الفيسبوك، الذين يزعقون ليل نهار بإسمك وهم أعداؤك الحقيقيون ، بقصد أوبغير قصد وكلهم مسيئ.، بالاضافة الى أتباعك من حملة السلاح وهم نوعان ..
   الأول :  طائفي بإمتياز يظنون إثما بأن الله – حاشاه – يقاتل معهم لأنهم على ” حق” ، ومرد هذا “الحق” الزائف في تصورهم، أنهم من سلالة نبيلة نبوية سماوية، أجدادهم فلان وعلان، وهذا صحيح من حيث النسب وليس الأفضلية الإنسانية .
 فأنتم يابنوا هاشم لايستطيع أحد منازعتكم شرف الإنتماء ، الى أشرف الخلق وأعظم الرجال وآخر الرسل ، إلا قوما لم يصيبو دما حراما ولم يهتكوا عرضا ولم يروعو آمنا ولم يقتلو بريئا ….الخ ، فاقرأ هذا الحديث وتمعن فيه وماذا قال فيه جدكم العظيم بأبي هو وأمي وكل أهلي : ” قال صلى الله عليه وسلم: ” يا بني هاشم لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم, من بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه” .
 وقال صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها أفضلكم وأطهركم جميعا : “يا فاطمة اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا”
 
  وأنتم يابن بدر الدين الحوثي ، قد أثخنتم في الدم الحرام الى درجة فقدتم فيها صفة القرابة الى رسول الرحمة والسلام، وصرتم بقصد وبدون قصد “كفارا” تضربون رقاب من يختلف معكم . وفعلكم “الكافر” هذا “كفر” خصومكم فاستلوا صوارمهم وضربوا أعناقكم ، ورسول الله صلى الله عليه وسل يقول في الحديث الصحيح : ” ألا لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض” . 
بهذا المنطوق النبوي أنتم “كفار” بالأفعال وليس بالنوايا، فأنتم مسلمون لاشك في ذلك ولا أكفركم  ، لكن أفعالكم تدعوا الكفر ، وماتقومون به كفرا بواحا وصل الى درجة تفجير المساجد وبيوت القرآن ، وقتل النفس التي حرم الله، بمزاعم عمياء جاهلية عنصرية سلالية كلبية الأهواء والمقاصد.
 ولستم وحدكم في هذا لأمر بل كل من أفتى بقتل مسلم أو إنسان بدون حق .
 فأنتم والقاعدة وداعش وكل متطرف ومتعصب يستخدم السلاح لفرض مايراه ” صوابا”  سوا .
 
هؤلاء هم الفريق الأول الذين يظنون إثما بأن ” حقهم ” ” المسلوب” عاد اليهم ، وهو وهم وحشي كاذب ، لذلك تراهم أكثر رجالك إندفاعا للبطش والقتل والإفناء، وكل من موقعه بإتجاه فعل إستئصالي واحد : قتل “العدو” الذي لايتفق معهم ، ومحوه من كتاب الخليقة .
 العدو الذي هو للأسف الشديد يمني مثلك دما ولحما وتاريخا ونسبا ..
 هكذا فعل بعض طغاة الأئمة من قبلكم وكذلك أنتم الان تفعلون .
 
الفريق الثاني : وهم الدهماء والرعاع كما أسماهم ابن خلدون في مقدمته المعروفة 
مخربوا الحضارة ومهدموا كل عمران نظير دراهم معدودات .
 والان أجبني على هذا السؤوال : من الذي يدفع رواتب وحوشك البشرية ، والى متى يمكنه ذلك ؟
 وماذا سيكون حالك إذا أتى من يدفع لرماحك العجفاء أكثر مما تدفع أنت ؟
 وهذا وارد ، بل هذا هو ماسيحصل بالضبط إن لم يكن اليوم فغدا، وسرعان ماسينقلبون عليك عندما يأمرهم رب معاشهم بذلك .
 فالمعركة ليست معركة حق وباطل 
 انها معركة فيد وعلو وغلو ورهبوت وإستكبار
 وطمع مرعب ومفزع في السلطة ومحاولة الوصول اليها والإستئثار بها
 ولو على جثث الآلاف المؤلفة من شعب اليمن الصابر والمصابر .
 
 ياحسرتاه عليك أي هول ينتظرك هنا ، وأي أهوال  تنتظرك هناك.. أمام المنتقم الجبار .
 هل تدري ماذا قال له المجد في عالي سماه!.. إقرأ واستوعب ” :
 ” (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا  {106 .     
 
 
وأنتم تظنون زورا وبهتانا بأنكم تحسنون صنعا، وهذا ليس صحيحا فـ ” المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر مانهى الله عنه” . هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله .
 وأنتم لم يسلم منكم أحدا أردتموه وسعيتم للتخلص منه أو لإذلاله وتدميره .  
بقي فريق ثالث وجب ذكره هنا وهو الفريق المخلص والوطني والمحب والصادق ، ومثل هؤلاء لانراهم بقربك ، بل نراهم صامتون ليس تأدبا أمامك ، بل خشية من مسعري الحرب الذي يحيطون بك من كل مكان ، وهنا مقتل آخر وهو : الناصحون يتوارون والقتلة يتسيدون المشهد رغم أنفك حتى وإن لم تصرح بذلك ، لكن هذا واقع الحال .
 لقد صرت تحت رحمتهم وسوف يتخلصون منك في اقرب فرصة تتاح لهم ، إن ظننت حتى مجرد الظن بأنك تريد أن توقف هذه المذبحة الطائفية، التي تعصف ببلادنا وكنت أنت مشعلها وقائدها والداعي اليها، ولو لم يكن كذلك لقبلت بالمشاركة مع الناس جميعا في قيادة هذا الوطن الممزق المبتلى بك وبغيرك من قراصنة الفتنة والويل والخراب .
 
لقد رأسوك لتكون معبرا لغاياتهم، وليس تنفيذا لرؤيتك التي لاندري حتى الان ماهي ، هذه الرؤية المبهمة التي تحول بحيرات الدم، الذي سفحتموه في كل مكان وصلت اليه دناصير بغيكم الأشر دون رؤيتها. فعويل النائحات والثكالى في صفوفكم ، وصفوف أعدائكم الذين صنعتهم مغامرتكم المجنونة ، أصمتنا عن تصديق خطبك التي تخرج بها علينا بين الحين والاخر ، تمنينا فيها بأنهار العسل والعيش المشترك والأمن والسلام 
 فلا نرى إلا أنهار الدم والخوف
 يحيط بأرض العربية الأولى 
 والفرقة تزداد إتساعا
والطائفية تنبح في وجوهنا
 بنعيب التشرذم والتشظي والشتات.
 
الاخ عبدالملك بدر الدين الحوثي
 أريدك أن تنتبه لشيئ مهم جدا ،بأن الزعم بمنطق التفرد لمذهب معين لحكم اليمن قد ولى ولن يعود، وقد كنا أوشكنا أن ندفن هذا المفهوم البغيض الى الأبد، بعد ثورة سبتمبر الخالدة وبعد اكتوبر المجيدة، والوحدة العملاقة التي تهدد بنيانها أفعالك المرعبة ، بل أننا كنا بدأنا نعالج مفهوم الغلبة بين الشمال والجنوب وكسر مفهوم المنتصر والمهزوم ، وبدأت حمامات وحدتنا العظيمة تحلق عاليا بدعة وسلام في فضائات أرض سبا العزة والعنفوان والمجد ، حتى ظهرت لنا أنت و”ثورتك”  التي لارائحة لها الا رائحة الدم ، ممتطيا مطامعك الرعناء التي بدأت تتكشف يوما بعد يوم ، فهدمت بقصد أو بدونه كل مابنيناه وما ضحينا من أجله .
 بمعنى محدد واضح وبصراحة ، لن يقبل أي يمني حر أن يحكمه المذهب الزيدي ، كمذهب ومعتقد حتى من الزيود أنفسهم ، ربما قد يكون الرئيس المنتخب القادم زيديا ، ولاباس في ذلك فهو يمني وهذا حقه .
 اقول يمني وليس زيدي 
 
 أقول يمني وليس شافعي 
 لكنه لن يحكم بعد الان تحت شعار طائفة شافعية أو زيدية .
 وبصراحة أراك تسعى في هذا الاتجاه ، وهنا مقتل آخر من المقاتل التي تنتظرك على الطريق.
فالزيدية في اليمن وأنت تعلم ذلك لاتكاد تتجاوز العشرون في المائة من إجمالي عدد الشعب، فما هو الحق الذي يجعلكم تعتقدون، بأنكم أولى بالحكم على ثمانين في المائة ،من الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب اليمني .
 اليمن ليست ايران أو العراق أو سوريا 
 اليمن هي اليمن
 الشعب الواحد
 والثقافة الواحدة
 مع الفارق التراثي البسيط بين فئات الشعب..
 أقول التراثي ولا أقول العقائدي، لأن الشوافع والزيود في بلادنا ينهلون من معين واحد..
 الوسطية والاعتدال والعيش المشترك الأخوي والحقيقي 
ولذلك فأنت تعلم بأن اليمنيون كانوا وسيبقون الى الابد إن شاء الله
 إخوة في الوطن الواحد
 والشعب الواحد والمصير الواحد.
 لازيدية ولاشافعية .. يمنيون الى الابد.
ولذلك فعليك بأهل الحكمة من مختلف الفئات والمناطق
 البعيدون عن التعصب والمغالاة وهم كثر حولك.
 عليك التوقف بمجرد التفكير الذهاب الى مأرب أو تعز
 أو عدن أو غيرها من محافظات البلاد
 لاتهددنا بأيام الحسم 
 ولاتحاول إرعابنا بأنك على كل شيئ قدير 
 فلن تكون أشد قوة ممن سبقوك من أجدادك الأئمة
 الذين تحاول إعادتهم الى الواجهة بعد أن لفظهم الشعب والتاريخ .
 
 حكم عقلك ياصاحب مران وأعد حساباتك 
 اليمن وشعبه عصيون عن الاستعباد والإذلال.
توقف حيث أنت وراجع نفسك 
فقد بدأت الشرارة الأولى لرفضك ومواجهتك في الانطلاق 
 الشرارة التي ستقضي عليك إن كنت لاتعلم 
وإن كنت تعلم فاستعد للخاتمة الكارثية التي لاتبعد عنك سوى أمتار قليلة من الوقت ، وسارع بالأمر بوقف ضباع الفيسبوك وإعلام الفتنة والغوغاء وبهائم القات العمياء، التي لاتكاد تفهم قيلا
  الذين يهذون بالخرافات والأقاويل المثيرة للغثيان عن “الثورة” و”الفساد” وكل هذا الهراء  والتوقف عن مطاردة الاحرار في ميادين العزة والكرامة .
 هؤلاء الجياد العصية عن الترويض
 فلن تخيفهم جنابي العمي من أتباعك 
أو ترعبهم رماح النار التي تحاول تركيعهم وإذلالهم.
 فالأميون بمنطق الدين والعصر
 لايصنعون ثورة حقيقية ومعرفية 
والقتلة لا يفهمون لغة المرؤة أو منطق الوردة .
 
أخي عبدالملك بارك الله فيك وهداك ونور بصائرك 
 إعلم وفقك الله الى الخير كله ، بأنني شخصيا لست منتميا إلا  الى اليمن ولست متحزبا لأي حزب، ولذلك أتكلم معك بحرية وصراحة وإحترام وود وصرامة ..
 قف حيث أنت وفكر قبل أي خطوة قادمة وتذكر هذا :
 في حال أصررت على عدم التراجع عن “إعلانك الدستوري” الذي ولد ميتا، وعدم إحترام الدستور والبرلمان المنتخب من قبل الشعب، وإجتياح المدن والمحافظات، وقمع الناس ومصادرة الدولة ، وهتك القيمة الرمزية الكبرى لمؤسسة الرئاسة كما فعل الاخوان قبلك، فستنتقل الحرب اليك حيث كنت أو ستكون.
 
هنا أحدثك عن المنطق الأعمى للثأر، وفي مجتمع قبلي كريم وشريف وحر كمجتمعنا، صاحب الثار لاينسى ثأره ولو بعد حين ، وأنت بقصد أو بدونه قد صنعت لك أعداءا في كل شبر من أرض اليمن. وعليك منذ الان أن تترقب الطعنة من أي مكان ، ولاتستغرب أن أتتك من أقرب الناس إليك.
 فالذي قتل قيصر روما لم يكن عدوا له ، بل كان بروتس أقرب أصدقائه ، لكنه عندما رأى القيصر يتجاوز كل الخطوط الحمر ، قاد مجموعة من حكماء وأعضاء الكونغرس ، وكان خنجره الأول الذي مزق قلبه 
 ليس كرها فيه وهنا المفارقة 
 بل حبا وإنقاذا له 
من نفسه
 وجنونه
 ومن أجل روما.
وصدقني يوجد بقربك العشرات من بروتس، وهم أقرب اليك مما تتصور، وهذه المرة سيقتل القيصر ليس حبا في روما ، ولكن خشية من اتساع نفوذه ، وأنت نفوذك قد اتسع
 لكنه بدأ يضيق عليك
 ولم يعد الأمر سوى مسالة وقت .
وهناك حل واحد : توقف حيث أنت ، وشارك في حوار شامل حقيقي وجاد مع الجميع دون أستثناء، لأجل اليمن في أطار الدستور الذي كتبه خيرة رجال اليمن، وليس في إطار المخزنين الذين تحشدهم لنا في كل ساعة تريد، لتمرير ماتود الوصول اليه  فالاعتراف بالخطأ فضصيلة وشجاعة ، وأنت أخطأت فاعترف بذلك وسنسامحك فأنت واحد منا وتعرف بأننا شعب سموح رقيق القلب والفؤاد 
 ودعك من كذبة مؤتمر القاعة
 والإعلان الهزيل الذي لاحكمة فيه ولابصيرة
 مهما حاولتم جعله كذلك 
 واخرج ميلشياتك من العاصمة ومن المدن
 فللكعبة رب يحميها
 ونفذ كل الإتفاقيات التي حدثت قبل وبعد 
أحداث 21 سبتمبر الماضي ، وشاور من ولائهم لليمن
 وليس لمذهب أو دولة 
واصرف عنك أبالسة الأنس
 فهم من أوصلوك الى نهايتك !!
 
نهايتك! 
 
نعم لقد وصلت أسرع مما كنت أظن..
 والمسألة مسألة وقت لا أكثر 
صدقني إني حزين عليك.
 
والحل .. غادر وعد من حيث أتيت 
 واعتذر من شعبك الذي صدقك
 فقد آن لك ياطالب العلم أن تعود الى علومك ، فلاتكابر ولا تتعنت وانظر الى من سبقوك كيف صاروا تحت رحمتك ، فتخيل نفسك بعد وقت قريب، أن أصررت على الكبر الذي لاينبغي أن يكون فيك ، وأنت تحت رحمة من قد لايرحمك ، فالدماء التي سالت بسببك في كل مكان، بداية من صعدة نفسها وحتى مكان آخر طلقة أطلقها أحد أتباعك ، قد صارت طوفانا عاصفا يوشك على إقتلاعك من “مأمنك” الذي قد يكون قبرك .
فاليمن ليست ايران، وأنت لست نصر الله، وشعبك ليس شعب لبنان، المتعدد الطوائف والأهواء والقيم ، ولن نقبل بذلك 
 تكرار روايات الاخرين المذهبية في بلد الحكمة والإيمان
فإن أردتها مذهبية فأنت الخاسر الأكبر فيها
وإن أردتها كما نريد نحن الشعب الحقيقي ..
شعب اليمن الأصيل، وطنية ووحدوية تحت راية 26 سبتمبر و14 اكتوبر و30 نوفمبر و22 مايو فأهلا بك معنا، فنحن لسنا ” شعبك العظيم” ولن نكون، الذي لاندري أين يعيش ومن هو بالضبط على وجه التحديد وماهي صفاته ، اللهم أن له سحنة غير سحنتنا ، ولسانا غير لساننا وعرق غير عرقنا.
نحن شعب معين وسبا وحمير
شعب العزة والنخوة والدين القيم.
حينها سنربح جميعا أنفسنا وأخلاقنا ومرؤاتنا وشرفنا اليماني الرفيع والباسل المعاني والقيم ، وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، وابتسامات صغارنا السائرون على درب الأمان والعزة والوطن الواحد الموحد.
سنربح السلام 
سنربح المحبة
سنربح الوئام
 سنربح التاريخ
سنربح المجد
سنربح حبنا لبعضنا البعض
سنربحك أخا حبيبا شجاعا خرج ضد الظلم فأنتصر بنا ومعنا ولنا.
 
أخيرا تقبل اخي عبدالملك
خالص الاحترام متمنيا لك طريق الخير والسداد ، وفي نهاية هذه الرسالة ،أرجو العفو على أي كلمة كانت جارحة ولم أقصدها ، لكن الوضع في بلادنا يابن الكرام ،لايحتمل الا قسوة ناصح محب لوطنه وناسه وأمته ، فأرجو من الله العفو على أي إساءة لم أسعى اليها في حقك ، أو في حق أحد آخر تطرقت اليه في رسالتي هذه ، وأنا أدري بأن النصيحة في العلن قد تكون بمثابة شتيمة، لكن الوضع لم يعد يحتمل غير المصارحة ، حتى وإن كانت جارحة أو قاسية، لكنها في نفس الوقت نصيحة مسؤلة وجادة ومحبة وصادقة ، من أجل أمان ومستقبل 25 مليون إنسان ، روعتهم حروبك العدمية، التي حارت العقول في فهمها وفهم أسبابها وإن كنا ندرك غاياتها ، وكيف بدأت مسيرة قرآنية ، وانتهت الى مسيرة للموت والقتل والتنكيل والاجتياح، وبورزان شيطاني للطائفية، أصم نعيقه المسامع وأغطش نشازه الأبصار…
 
قرر الان فقد ضاق عليك الوقت وضقت عليه 
 والله أسأله أن يريك طريق السلم والسلامة لك ولنا.
 
.( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ )

 

المصدر : خدمة شبكة الأمة برس الإخبارية