الوحدة اليمنية تاريخ وحضارة !!! د / عادل معزب
الثلاثاء 18 رجب 1434ﻫ 28-5-2013م

 

كان في جنوب الجزيرة العربية حضارة  ذكرت فى القران الكريم وفى كتب التاريخ القديمة ، هي اليمن بتاريخها الكبير التى كونت حضارة  لها مقوماتها الكبيرة البرية والبحرية  فقصورها الفارهة وأساطيلها البرية والبحرية كانت تصل الى بلاد الشام ومصر والمغرب العربي ، فحضارة مملكة سبأ وقبلها حضارة معين  ب 800 عام ودولة اروى الصليحية  التى وحدت اليمن بأكمله،  وكلما حاول الاستعمار والغرب ودعاة الفتن تمزيق وحدتها جاءت الفترة والمرحلة التى يتوحد فيها ابناء الوطن الواحد .

 

ولذلك تمثل ذكرى عيد  الوحدة اليمنية ال23 للعام /2013 بعد ثورة الشباب  الشعبية السلمية بداية مرحلة جديدة في تاريخ بناء الدولة اليمنية الحديثة ، القائمة على أسس دستورية وتشريعية حضارية ، أكدت جميعها على الديمقراطية  والمشاركة الشعبية في صناعة القرار على المستويين المركزي والمحلي ، وستصدر بذلك القوانين والمواد الدستورية اللازمة لتعزيز مبدأ التداول السلمي للسلطة  وتحقيق سيادة القانون ومكافحة الفساد وتعزيز الدولة المدنية بعيدا عن المركزية الشديدة التي تولد الاستبداد والقمع لحريات الشعوب .

 

فقد أدت عوامل كثيرة سابقة فى عهد النظام البائد إلى ضعف المشاركة المجتمعية ؛ بسبب ضعف نظام الحكم  السابق التي تقوم على سياسة الحزب الواحد، مما نتج عنها دخول اليمن في أزمات متتالية وفق سياسة خبيثة ممنهجه الغرض منها الاستحواذ على سلطة الحكم مدى الحياة  ونهب كل الثروات الوطنية التى تملكها الجمهورية  بالإضافة الى خلط الاوراق امام الخارج بشأن مكافحة الارهاب والاسترزاق من باب الخليج وإيران والولايات المتحدة على حساب امن اليمن واستقراره

 

 فقد كان للمواجهات المواجهات العسكرية لست حروب في شمال اليمن مع الحوثيون ، وما حدث ويحدث في جنوب الوطن وشماله  من مواجهات مع عناصر القاعدة ،  وبروز الكثير من القضايا التي كان النظام سببا في إنتاجها مثل قضية الحراك المسلح فى الجنوب الى جانب الحراك السلمي الجنوبي وتكرار نفس السيناريو  الذي حدث ايام ثورة الشباب فى محاولة النظام البائد تفجير الاوضاع من خلال تشجيع حالات التمرد فى الجيش ودعمها بالإضافة تفعيل عصابات تفجير الكهرباء وقطع الطرقات وغيرها من الاوراق الخبيثة التى لن تنجح ما دامت الحكمة اليمانية موجودة لدى القيادة السياسية والشعب اليمني  ،  فقد كل تلك الأوراق استخدمها النظام لتحقيق عدة أغراض منها جلب الأموال الخارجية بحجة مواجهة الإرهاب وحركة الحوثيين وهو من صنعهم ، باعتبارهما مهددين لأمن الخليج والعالم،والغرض الأخر تهديد المعارضة والخصوم في الداخل وعدم إفساح المجال لعملية سياسية ديمقراطية نزيهة خوفا من الخسارة المحتملة أمام دعاة النضال السلمي ، كل تلك المشكلات أدت إلى تدنى التنمية بشكل متزايد ما هدد اليمن آنذاك بالدخول ضمن الدول الفاشلة لولا عجلة التغيير التي أدت إلى إعادة الدور الجديد للدولة بعد قيام ثورة الشباب الشعبية فى تصحيح الخطأ السابق والعمل على إعادة البوصلة الوطنية بإتجاهها الصحيح .

 

فهناك الكثير من أنصار الشريعة والنظام السابق والحراك والحوثيين والقاعدة وأصحاب المشاريع الضيقة  يسعون دائما الى  تحميل الوحدة اليمنية المباركة أخطاء ارتكبها النظام  الذي ساهم فى صنعهم  لتحقيق مقولته انا او الطوفان ، والحرب مستمرة بين اولئك المؤيدون لنظام بائد وبين النظام الجديد الذي اختاره الشعب وفق ثورته الشعبية السلمية ، ولذلك يحاولون وضع العقبات امام الحوار لا إفشاله ويسعون فى الارض فساد فى قطع الطرقات والقتل للأبرياء من ابناء الجيش والمدنيين ، ولذلك لابد للقيادة السياسية من الوقوف بكل حزم وشدة ضد من تسول لهم انفسهم تمزيق البلاد والعودة به الى عهود مظلمة بحجة الظلم الذي عاناه كل ابناء  اليمن نتيجة حكم الفرد والعائلة .

 

Adelmozab2012@gmail.com  

الصحوة نت