كعادته ظهر المنتخب اليمني ولم يقدم أي جديد في دورة كأس خليجي 21 التي تستضيفها منامة الخير حاضنة أول بطولة خليجية عام 1970م والتي إلى الآن تسعى هي الأخرى للظفر باللقب ولو لمرة واحدة في تأريخ دورات الخليج التي غالبا ما تذهب لمنتخبات الكويت والسعودية والعراق.
ــ وبالرغم من المستوى الباهت والهش الذي قدمه المنتخب اليمني أمام كلا من الكويت والسعودية والذي يتحمل مسؤولية وتبعات ذلك أولا وأخيرا وزارة الشباب والرياضة واتحاد القدم المعنيان بما حصل ، إلا أن بعض متابعي ومحللي الشأن الرياضي للمنتخب على مستوى دول الخليج لهم صورة مغايرة عن ما قدمه المنتخب والذي لا يتناسب في الحقيقة مع طموحاتنا وتطلعاتنا جميعا .
ــ البعض من متابعي مسيرة منتخبنا اليمني ذهب إلى أنه ظهر بمستوى لا بأس به مقارنة بما كان عليه سابقا، وما قدمه تشخيص لوضع وواقع المنتخب بحيث لا يستطيع تجاوز هذه الظروف إلا بعد مرور أكثر من 11 دورة خليجية وهو الأمر الذي ساهم في تطور مستوى منتخب عمان للقدم والمنافسة على لقب دورات الخليج الماضية ولم يستطع فعلا الظهور ايجابا إلا بعد مرور 11 دورة خليجية وظفر باللقب في خليجي 19 على أرضه وبين جماهيره، والأمر ينطبق فعلا على منتخبنا اليمني الذي قال عنه أحد المحللين الرياضيين بعد مشاهدتنا لمباراته مع المنتخب السعودي أن المنتخب اليمني لا يستطيع المنافسة على دورات كأس الخليج إلا بعد دورة 2023م .
ــ لهذا فإن الازمات السياسية التي مرت بها بلادنا ألقت بظلالها ليس على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل أثرت سلبا على الشأن الرياضي ونفسيات اللاعبين، بالإضافة إلى الاستعدادات المتأخرة للمنتخب في الإعداد والتهيئة للبطولة، كلها عوامل ساهمت في إحباط معنويات ونفسيات اللاعبين وعدم تحقيق تطلعات الجماهير اليمنية المتعطشة للفوز منذ أمد بعيد.
ــ وعلى ضوء هذه الصورة القاتمة للمنتخب فإنه أصبح بالفعل إن جاز القول ” يتيما ” عبارة قالها لاعب منتخب الهلال السوداني هيثم مصطفى لمنتخبه حينما كان يمر بظروف صعبة ومعقدة وما آل إليه وضع اتحاد كرة القدم السوداني من واقع يرثى له في التقصير بحق المنتخب وعدم الاهتمام بهم ورعايتهم والوفاء بحقهم وتطوير الرياضة السودانية والنهوض بواقعها والارتقاء بمستواها الحقيقي، ما جعله يصفه بالمنتخب اليتيم .
ــ واليوم ونحن نودع دورة كأس خليجي 21 للمرة السادسة ولم نكسب فيها سوى نقطة يتيمة، خسرناها مؤخرا ولم نحافظ عليها، نعزي أنفسنا وجماهيرنا اليمنية بالمستوى الذي وصل إليه حال الرياضة اليمنية، ما يفرض على الجميع تحمل المسؤولية الكاملة في تقييم الأخطاء وتلاشي السلبيات والوقوف عندها وإعادة النظر في خطط وبرامج واستراتيجيات الرياضة اليمنية !!