المخابرات الأمريكية تحلل 13 ألف وثيقة من منزل بن لادن
الجمعة 15 صفر 1434ﻫ 28-12-2012م

الجزيرة برس-لندن – محمد عايش ينشغل مسؤولون كبار في جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) مع نظرائهم في الاستخبارات الباكستانية منذ أكثر من عام كامل في قراءة وتحليل أكثر من 13 ألف و700 وثيقة تم العثور عليها في منزل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وصُودرت من هناك بعد مقتله.

ويبدو أن الأمريكيين وجدوا في منزل بن لادن صيداً ثميناً، حيث تضمنت الوثائق التي تم ضبطها هناك مذكرات شخصية كان يدوّنها بن لادن بشكل يومي، فضلاً عن العديد من المراسلات والوثائق التي يبدو أنها ستكون مصدراً مهماً للمعلومات.

 

وقالت صحيفة “ناشونال ترك” التركية، نقلاً عن مصادر في باكستان، إن من بين الوثائق التي ضبطها مسؤولون باكستانيون ما يؤكد أن بن لادن “دفع رشوة مقدارها 50 ألف روبية (500 دولار) لحساب مسؤولين باكستانيين من أجل بناء منزله الآمن في مدينة أبوت أباد الباكستانية”، وهو نفس المنزل التي هاجمته قوة كوماندوز أمريكية وقتلت بن لادن بداخله.

وقالت الصحيفة التركية إنه من “الفريد جداً في التاريخ” أن يأخذ مسؤول حكومي رشوة مالية من المطلوب رقم واحد على مستوى العالم، إلا أن الصحيفة لم تؤكد ما إذا كان المسؤول الحكومي الذي حصل على الرشوة كان يعرف أن مصدرها بن لادن، أو أن المنزل كان سيُبنى لحساب زعيم تنظيم القاعدة.

وتشير الصحيفة إلى أن المسؤول الباكستاني الذي أخذ الرشوة من بن لادن كان متجاهلاً تماماً شخصية دافع الرشوة، والتي دفعها بن لادن مترافقة مع حصوله على إذن البناء. 

وحصل بن لادن على رخصة من السلطات المحلية في مدينة أبوت أباد لبناء منزل من ثلاثة طوابق، مع سور خارجي بارتفاع 14 قدماً، إضافة إلى سياج حديدي حول المنزل. 

وتقول المصادر الباكستانية إن أجهزة الأمن اعتقلت مسؤولين محليين تلقوا رشوة بن لادن وقامت التحقيق معهم، وأفادوا بأنهم لم يكونوا على علم بالرجل، كما لم يتلقوا أية رشاوى من أجل منحه رخصة البناء في المدينة.

وتفتح هذه الوثائق الباب للكثير من المعلومات التي تتعلق بزعيم تنظيم القاعدة وحياته الشخصية في السنوات الأخيرة، وكذلك بعض التفاصيل المتعلقة بالتنظيم ومخططاته.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن وثائق تم ضبطها في منزل بن لادن الذي اقتحمته القوات الأمريكية في الثاني من أيار/مايو 2011، ونفذت فيه عملية عسكرية انتهت بمقتله، وذلك بعد مطاردته التي استمرت أكثر من 10 سنوات من قبل مختلف أجهزة الأمن في العالم.

العربية نت