الجزيرة برس-كثيرة هي قضايا حقوق الإنسان التي ما تزال عالقة في اروقة القضاء اليمني المتعثر ومن أبرز هذا القضايا قضية المعتقلين من شباب الثورة والسجون الخاصة وتجنيد الاطفال والانتهاكات المتنوعة لحقوق الإنسان في اليمن.
صحيفة “الوحدة “ناقشت معظم هذه القضايا مع المحامي والناشط الحقوقي في منظمة هود الأستاذ/ عبد الرحمن برمان وأجرت معه الحوار التالي فإلى نص الحوار.
حاوره /عماد المشرع
بداية ماهي أخر تطورات معتقلين الثورة المضربين عن الطعام ؟
هناك تدهور حاد في صحة المعتقلين واغلبهم يتغذون عن طريق الوريد وتم نقل 5من شباب الثورة الى المستشفى اكثر من مرة جراء تدهور صحتهم والمعتقل عبده الشريف يحتاج الى عملية جراحية ربما تجرى له هذا الاسبوع ،في حجة هناك 19من شباب الثورة وجهة لهم تهمة قتل جندي وضابط وهم ايضا مضربون عن الطعام وكان هناك 70معتقل على ذمة هذه القضية ،وللمعلومة قتل طفل في المسيرة وقتل جندي وضابط فالطفل لم يفتح له اي محضر تحقيق لان دماء الثوار رخيصة عنهم ،لكن المعتدين الذين قتل منهم جندي وضابط “ونحن ضد القتل اي كان” اعتقل على ذمة قضيتهم اكثر من 70شخصا وتعرضوا لأبشع اعمال التعذيب وبعد ضغوط كبيرة من قبل المنظمات حصرت القضية في 19شاب وهؤلاء الشباب لا يوجد اي ادلة تثبت تورطهم في القضية ،وعندما حضر الشهود اختطفوا من داخل محكمة حجة يعني أمام قضاء لا يسمح بادني حقوق المتهم وادني دراجات التقاضي ان لم يستطيع القضاء ان يوفر الحماية للشهود ولا للمتهمين انفسهم ،وهناك أكثر من الفين قتيل او شهيد من شهداء الثورة لم يتم القبض على أحد من القتلة وهؤلاء لديهم بعض القضايا استغلوها للابتزاز السياسي ولذلك قضية المعتقلين اليوم هي قضية ابتزاز سياسي يمارسها بقايا النظام السابق ولازال القضاء في يد النظام السابق وبذلك يمارس الانتهاكات والابتزاز السياسي والانتقام من الثوار عن طريق القضاء وهذه هي الكارثة وانا اعتقد انه لا يوجد قضاء في اليمن، بل هناك أجهزة مخابرات تدير القضاء .
هل هناك توجه رئاسي وحكومي حقيقي لإطلاق المعتقلين ؟
اولا القضاء لا سلطان عليه الا القانون من ناحية ثانية رئيس الجمهورية لم تكن توجيهاته صريحة بإطلاق المعتقلين ولذلك لانحمل النائب العام المسؤولية الكاملة ،والرئيس وجه النيابة توجيه صريح بان لا تستدعي على عبدالله صالح ومن هنا نطلب منه ان يساوي بين القتلة والمجرمين وبين الثوار الابطال الذين انقذوا اليمن من وضعه المزرى ومن سيطرة عائلة وفرد ،وانا اقول لا يوجد توجه حقيقي وهناك مفاوضات لإطلاق البعض والابقاء على اخرين ونحن نرفض هذا لان الجميع ابرياء ولو كان يوجد دليل واحد على تورطهم في قضية النهدين لقدموا للمحاكمة .
ما أخر التطورات عن قضية المجندين الاطفال؟ وهل تم تسريحهم من المعسكرات ؟
لا اعتقد انه تم تسريحهم وهم مازالوا في النقاط الامنية والعسكرية وفي المعسكرات وكل ما قيل هو استهلاك اعلامي لا أكثر ،وانا اقول انه لا يوجد جدية تجاه هذه القضية بالرغم من انها قضية ومأساة انسانية كبيرة .
انتم ماذا قدمتم في منظمة هود تجاه هذه القضية الانسانية ؟
حقيقة نحن نشعر بالتقصير في هذا الجانب بسبب الضغط الكبير الذي علينا في كثير من القضايا ،لكن اعتقد ان منظمة سياج لحماية الطفولة تبنت هذا المشروع بشكل كبير جدا .
السجون الخاصة باليمن كثيرة جدا هل لكم دورا في انهاء هذه الظاهرة التي تهدد المجتمع ؟
اود ان اقول لك ان منظمة هود انطلقت في بدايتها ضد السجون الخاصة واطلقنا الحملة سنة 98م والى اليوم اغلقت مئات السجون في كثير من المناطق ،بل انه كان هناك سجون حاصة بالعاصمة صنعاء ،تخيل ان تجار كان لهم سجون في شركاتهم ،منظمة هود اغلقت سجون المؤسسة الاقتصادية ،اغلقنا سجن خاص في وزارة الاوقاف ،اغلقنا كثير من السجون في المحافظات والقرى وقدمنا الكثير منهم الى المحاكمة منهم شعيب الفاشق الذي تبنت هود ايصاله الى المحكمة ولأول مرة في التأريخ في محافظة الحديدة يقدم الفاشق الى المحاكمة بعد ان ارتكب مئات الجرائم ولم يقدم للمحاكمة الا عندما تدخلنا في قضية سجنه لحمدان درسي وما تعرض له وحكمة المحكمة بإدانته لكن القاضي عاد في الحكم وقال هذا موروث اجتماعي ،ايضا سجون احمد محمد منصور نحن من تبنينا حملة ضدها وأوقنا اعتقالات الناس ،وقبل شهرين اعتقل شخص ولأول مرة تدخل اطقم الشرطة الى منزله ويتم الافراج عن شخص معتقل بقوة الشرطة والقضية منظور امام النيابة .
كم تبقى سجون خاصة في اليمن تقريبا ؟
السجون الخاصة التي لازالت موجودة كثير ونحن مازلنا نتابع هذه القضية وأي سجن خاص نتلقى بلاع عنه نعمل مباشرة على اغلاقه ومحاسبة من قام بافتتاحه
ماذا عن انتهاكات الحوثي ضد ابناء صعدة ؟
حقيقة محافظة صعدة منكوبة ويمارس ضد ابناءها أشد انواع الانتهاكات واعتقد ان اسرائيل تراعي وتصون حقوق الفلسطينيين اكثر مما يراعي الحوثي حقوق ابناء صعدة ،فالحوثي يمارس الاعتقال والانتهاكات ويتباهى ويفرض نفسه كدولة .
الحوثي في صنعاء يحاور وفي صعدة يقاتل كيف نجمع بين هذه المتناقضات ؟
الحوثيين يمارسون كل شيء ،الحوثي يحاورك في موفنبيك ويقتل ويعتقل الناس في صعدة ،يحاور عن الدولة المدنية ودولة النظام والقانون ويحاور عن الدستور الجديد ويحاور عن الحقوق والحريات ويزايد على كل هذه الاشياء وهو يحاصر بيت عجوزين ويطردهن من داخلها ،والله وجدت نفسي عاجز وانا اتلقى اتصال بان هناك عجوزين محاصرات من قبل مسلحو الحوثي يردون اخراجهن من منزلهن والا سيتم تفجير البيت بمن فيها ،الحوثيين اخرجوا الناس من بيوتهم وفجروها ،فجروا البيوت بالأطفال والنساء ،وانا لا أتكلم هذا مزايدة وهم يعترفوا بهذه القضية ويقولوا نعم نعترف ،الحوثيون قتلوا اربعة عشر طفلا وامرأة داخل البيت ووضعوا الالغام ومنعوا الناس من انقاذهم وتقول الام التي نجت من تحت الانقاذ بعد ان سمحوا للناس انقاذهم الساعة الواحدة ليلا تقول “سمعت ابنائي وهم يئنون حتى ماتوا بجواري “الحوثيون يمارسون جرائم بشعة لن يغفلها التاريخ .
ماذا قدمتم تجاه هذه الانتهاكات وهل لكم دور للعمل على ايقافها ؟
لنا دور لكن اكون صريح معك دورنا ضعيف في قضية صعدة بسبب صعوبة وصول الناشطين فهم يخافوا من الاستهداف هناك ،نحن لدينا فريق ولا نستطيع ان نعلن عنهم لان حياتهم ستتعرض للخطر .
لماذا لم تقم الدولة بواجباتها تجاه ابناء صعدة ؟
الدولة لازالت غائبة عن كثير من مناطق اليمن والمشكلة ان المعسكرات المتواجدة هناك لا تحرك ساكنا تجاه الانتهاكات بل ان بعض ادارات الامن واقسام الشرطة والبحث الجنائي أصبحت بيدهم واصبحت تسهل لهم كل شيء ،لأنه مازال كثير من أجهزة الدولة لازالت تعمل بيد النظام السابق وهو اعلن حلف استراتيجي مع الحوثي في كل محافظات اليمن ولذلك كثير من قيادات المؤتمر تحولوا الى حوثيين ليس عقيدة وانما تحوث سياسي انتقاما من ثورة الشباب التي اسقطت علي صالح ،ومسيرات الحوثي تطالب حاليا بإسقاط النظام الحالي الذي جاء ليقطع حلمهم في اقامة الدولة التي يحلمون فيها .
ماهي اخر مستجدات المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو ؟
اعتقد انه خلال شهر ستبدأ عملية ترحيل اول مجموعة من المعتقلين اليمنيين وهناك انباء متضاربة مسؤول امريكي يقول انه سيتم ترحيلهم عن اثنين الى ثلاثة اشخاص وهناك معلومات تقول ان سيكون دفع أكثر ربما تصل الى عشرة أشخاص ،ونحن ننتظر تحركات الحكومة خصوصا وزارتي الخارجية وحقوق الانسان .
ما السبب في ترحليهم عن شخصين الى ثلاثة فقط لماذا لا يتم ترحيلهم دفعة واحدة ؟
الحكومة الامريكية تتخوف وتريد ان ترى كيف ستتعامل الحكومة اليمنية معهم ،لازالت ذهنية الحكومة الامريكية في النظام السابق كيف كان يتعامل مع قضية المعتقلين وهناك خوف من هذا الجانب .
ماذا عن المعتقلين اليمنيين في العراق والصومال وارتيريا وغيرها ؟
نحن الى الان استعدنا 8 أشخاص كانوا في السجون العراقية وتبقى 13وسيدتان وهناك امل كبير في استعادة المتبقين من السجون العراقية ونحن نشيد بالسفير اليمني زيد الوريث على جهوده المبذولة في هذا الجانب ،بالنسبة للمعتقلين في ارتيريا هناك تقصير كبير من قبل الحكومة اليمنية نحن نتابع ونوجه مذكرات لكن تحرك الحكومة بطئ جدا ، السوادان لدينا قضية واحدة ولديه قرار قضائي بالإفراج عنه وهو بحاجة الى تدخل السفارة فقط .
لدينا أكبر اشكالية وهي قضية المعتقلين اليمنيين في السعودية فأعدادهم كبيرة والاحصائيات التي نقولها هي متواضعة جدا ،لدينا مندوب قبل ثلاث سنوات دخل الى احد السجون في ابها ووجد ان فيه اكثر من 400سجين يمني هذا فقط في مدينة واحدة .
منظمة هود نشيطة في هذا المجال ؟
نعم نحن نشيطين في هذا المجال ونحن مع تواصل مع الحكومة السعودية وأفرجنا عن كثير من المعتقلين ، ناس كان محكوم عليهم بالإعدام وبعد ان تدخلت منظمة هود تم الافراج عنهم ، وأخفقنا في بعض القضايا لكننا بذلنا جهد بشكل كبير جدا ونجحنا في كثير من القضايا .
الى كم يصل عدد المعتقلين اليمنيين في الخارج تقريبا ؟
هناك احصائية صدرت قبل اربعة اشهر قالت ان عددهم يصل الى ستة الف معتقل يمني ، تخيل في السعودية وحدها خلال الحملة الاخيرة قبض على ثلاثة الف يمني خلال اسبوع ولديهم اقامات ومبررات اعتقالهم كانت ،واهية واعتقد ان في السعودية يوجد الآلاف من المعتقلين وعلى الحكومة ان تقوم بواجبها وان يكون لها دور في متابعة ما يتعرض له اليمنيون هناك .
هل وزارة حقوق الانسان ادت واجبها في هذا الجانب ؟
اعتقد ان قيادة الوزارة ممثلة بالأستاذة حورية مشهور هي افضل قيادة منذ ان نشأت الوزارة ،طاقم وزارة حقوق الانسان يعمل لصالح حقوق الانسان الوزارة السابقة كانت تعمل لتحسين وجه الحكومة ،اليوم نرى كل وزارة حقوق الانسان بوزيرتها وموظفها ينزلوا الى السجون زاروا المعتقلين المضربين عن الطعام ،خاطبوا النائب العام خاطبوا وزير العدل ورئيس الجمهورية بصراحهم لديهم جهد كبير ونحن نثمن كل ما يقومون به في هذا الجانب .
كـلـمـة أخيـــــرة ..
انا اوجه رسالة الى كل القوى الوطنية والى مؤتمر الحوار انه لابد ان نرسي ثقافة حقوق الانسان في اليمن ،ونتمنى ان نتعاون جميعا في إرساء قواعد لاحترام مبادئ واخترام حقوق الانسان ،ومن هنا ايضا أوجه نداء الى رئيس الجمهورية سرعة اطلاق المعتقلين فحالتهم الصحية مأساوية وهم اقسموا انهم سيخرجون من السجن عما قريب اما احياء او اموات ،ورئيس الجمهورية هو المسؤول الاول عن كرامة المواطنين وهذه قضية انسانية ،ونحن ننتظر قرارا شجاعا من الرئيس كما عهدنا القرارات الشجاعة السابقة.
الصحوة نت