الجزيرة برس-لندن (رويترز) – قال دبلوماسي غربي يوم الاربعاء ان القوى الكبرى ستقدم “عرضا جوهريا وجادا” لإيران اثناء المحادثات الأسبوع القادم مقابل تنازلات بشأن برنامجها النووي.
وامتنع الدبلوماسي عن ذكر تفاصيل عن العرض الذي يهدف الى تنشيط الجهود الرامية للتوصل الى حل دبلوماسي للمحادثات التي تعثرت طويلا بشأن الأنشطة النووية المثيرة للجدل لإيران.
وقال الدبلوماسي عن المحادثات التي ستجري في ألما آتا بقازاخستان “سنأخذ معنا عرضا نعتقد انه عرض جوهري وجاد.” وأضاف “هذا عرض نعتقد ان به عناصر جديدة مهمة.”
وفرض الغرب عقوبات اقتصادية صارمة على ايران لاقناعها بالتخلي عن تلك الأجزاء في برنامجها التي تشتبه القوى الكبرى انها تهدف الى امتلاك قدرات اسلحة نووية.
وتنفي ايران انها تسعى لامتلاك اسلحة نووية وتقول ان برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية والمدنية فقط.
وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه “الدبلوماسيون ملتزمون بإيجاد حل دبلوماسي لكن حكومة ايران عليها حقا ان تظهر انها تفعل ما تقول انها تفعله.”
وتجري الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا -التي يطلق عليها مجموعة خمسة زائد واحد – محادثات مع ايران في ألما آتا يوم 26 من فبراير شباط.
وقال مسؤولون غربيون في واشنطن لرويترز انهم يزمعون تقديم عرض لتخفيف العقوبات التي تحظر التجارة في الذهب والمعادن الثمينة الأخرى مقابل قيام ايران باغلاق منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو وهو اقتراح رفضته بالفعل طهران.
وامتنع الدبلوماسي الغربي عن التعليق على ذلك أو الإفصاح عن مدى الاختلاف في العرض الذي سيقدم في المحادثات التي ستجري في ألما آتا.
وقال دبلوماسي غربي آخر ان الآمال بشأن الاجتماع ليست مرتفعة وانما ينظر إلى المحادثات على انها فرصة للتواصل مع ايران. وقال “انه عرض مفتوح وايجابي ونأمل ان يستجيبوا.”
وأضاف “دائما نعرض أشياء لا بأس بها. العرض الأصلي في عام 2008 كان عرضا سخيا للغاية وشاملا للغاية وهذا في الأساس المطروح على الطاولة وما نطرحه الآن يتسم بدرجة أكبر من الدقة بشأن عناصر معينة.”
وعرض 2008 أقر بحق ايران في امتلاك برنامج نووي للأغراض المدنية واعترف بحاجتها لضمانات أمنية أشمل من أي هجوم.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان العقوبات تحدث آثارها على الاقتصاد الإيراني ويأملون نتيجة لذلك ان تنجح الجهود الدبلوماسية الجديدة فيما فشلت فيه محاولات سابقة.
وتأتي مفاوضات مجموعة خمسة زائد واحد بعد عرض جديد قدمته الولايات المتحدة بإجراء محادثات مباشرة مع ايران إذا أظهرت انها جادة بشأن تقييد برنامجها النووي.
وأي حوار سياسي أشمل بين الولايات المتحدة وايران سيهدف الى تقليل انعدام الثقة الذي يرجع الى الثورة الإيرانية في عام 1979 واحتلال السفارة الأمريكية في طهران.
ومثل هذا الحوار سيكون وسيلة لإعطاء قوة دافعة إضافية لمفاوضات قائمة بشأن برنامج طهران النووي.
ولم يصدر عن طهران مؤشر يذكر عما ستأتي به الى الطاولة في ألما آتا. ورفضت العرض بتخفيف العقوبات على تجارة الذهب ووصفته بأنه غير مقبول وينظر الى قدرتها على تقديم تنازلات مهمة على انها محدودة قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية التي ستجري في يونيو حزيران.
غير انها استأنفت العمل في تحويل كميات صغيرة من اليورانيوم عالي التخصيب الى وقود وهو اجراء سيبطىء من تراكم مخزوناتها التي يمكن اذا تم تخصيبها لدرجة نقاء أعلى ان تستخدم في صنع أسلحة.
ويقول دبلوماسيون انها امتنعت عن تشغيل اجهزة طرد مركزي جديدة في فوردو حيث تقوم بتخصيب اليورانيوم لدرجة نقاء نسبتها 20 في المئة – وهو مستوى يمكن تحويله بسرعة الى مادة من الدرجة التي تستخدم في صنع اسلحة.
ويتوقع ان تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية قريبا أحدث تقرير بشأن ايران سيبين حجم مخزوناتها من اليورانيوم المخصب ويذكر بالتفصيل التطورات الأخرى في برنامجها النووي.