الشيخ حمود المخلافي إيران تضخ أموالاً طائلة إلى صعدة والمشائخ الذين يذهبون إلى هناك يهدفون للحصول على حصتهم م
الخميس 21 صفر 1434ﻫ 3-1-2013م

الجزيرة برس- حاوره/ عبد العليم الحاج –أكد الشيخ/ حمود سعيد المخلافي ـ عضو التكتل الوطني لأعيان تعز الأحرار ـ أن إيران تضخ أموالاً كثيرة إلى صعدة وأن بعض مشائخ وأعيان تعز الذين يذهبون إلى صعدة يهدفون إلى الحصول على نصيبهم من الكعكة، مقللاً من تواجد الحوثي في تعز، وقال إنه ليس بالشكل الذي تصوره وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن تعز ستبقى مدنية ولن تكون غير ذلك. 
وقال إن على الحوثي أن يترك السلاح ويدخل الحوار الوطني، منوهاً إلى أن الرفض لن يكون في صالحه وأن السلاح في الوقت الراهن لا يمكن المراهنة عليه، لأنه لم يعد لغة لفرض الأجندات وتحقيق المصالح.
 
وأوضح المخلافي أن مهمة الهيئة الاستشارية التي أعلنها محافظ تعز ستكون مهمتها المساعدة في استتباب الأمن والمساهمة في حل القضايا الأمنية.. وقال إنه ليس مع فكرة الهيئة الاستشارية، لأن البعض يشعرون أنهم أقصوا منها ومن ضمنهم الأحزاب.
 
وكشف عن لقاءاته في القاهرة مع علي ناصر محمد وحيدر العطاس.. وقال إن علي ناصر اخبره أنه ليس مع الانفصال بل يؤيد نظام الأقاليم، وأضاف: ” الشارع ليس ملكي أو ملك علي سالم البيض أو ملك الحراك، المهم يتم إصلاح البلد وعودة المظالم وإنصاف المظلومين من أبناء المحافظات الجنوبية وستكون الأمور بخير”.. هكذا اخبرني علي ناصر.. فإلى تفاصيل الحوار:
 

 


ـ شيخ حمود/ بداية تحدث البعض عن أن بقاءكم في مصر على مدى بضعة أشهر جاء بإيعاز من قيادة الإصلاح كنوع من حسن النوايا لتهدئة الأوضاع في المحافظة بعد تحميل السلطة المحلية من يسمون أنصار الثورة مسؤولية الانفلات الأمني في المحافظة.. ما صحة ذلك؟
 
× (يبتسم).. أنا قلت لهم أنا معي بدلات وجزمات لم أستطع أن ألبسها في اليمن ووجدتها فرصة للبسها في القاهرة، ناهيك عن أنني لم أخرج مع أولادي وأسرتي في أي نزهة في اليمن منذ سنوات وكنت قررت البقاء بضعة أسابيع، لكن الزيارات أخذت منا كل هذا الوقت، فالتقينا بكثير من الشخصيات اليمنية بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها ولعل أبرزها لقاؤنا بالرئيس/ علي ناصر ورئيس الوزراء الأسبق أبو بكر العطاس وغيرهما من الشخصيات السياسية.
 

ـ ما طبيعة هذه اللقاءات وما الذي دار فيها؟ 
× طبيعة هذه الزيارات ودية، إضافة إلى ما يمكن تسميتها بتهيئة الأجواء لمؤتمر الحوار الوطني والاستماع لوجهات نظرهم ومناقشة أوضاع البلد.
 

ـ ضعنا في تفاصيل هذه اللقاءات ومن الذي حضرها معكم؟ 
× اللقاء مع الرئيس/ علي ناصر استمر ساعتين وكان بوجود عدد من الدكاترة والأكاديميين اليمنيين الدارسين في القاهرة الذين تواصلت معهم وكان للرئيس ناصر وجهة نظر في كثير من القضايا ووجدناه إيجابياً مائة في المائة فيما يتعلق بهذه القضايا، لكنه كرر أكثر من مرة:” إذا أردنا الوحدة والحوار فإنه لا بد أن تحل بعض القضايا المهمة ورفع المظالم التي مورست بحق أبناء المحافظات الجنوبية وهذه لا بد أن تتم قبل الدخول في مؤتمر الحوار الوطني” كما ناقشنا معه الدعوات التي تصدر من هنا وهناك بشأن ما يسمونه فك الارتباط والعودة إلى عهود التشطير، فقال لنا إنه ليس مع الانفصال، بل يؤيد نظام الأقاليم.. وقال :”ليس شرطاً أن تكون الوحدة سقفنا وأن تجبرنا على شيء بعينه، حتى لو عاد كل واحد منا إلى بيته فإننا ما نزال إخوة”.. لكنه أشار إلى أن حلول القضايا بشكل جدي وفعلي، وليس الطمأنة فقط، ستجعل الشعب يفتح صفحة جديدة ويطوي صفحة الكراهية فيما بينه بفعل الممارسات الخاطئة.
 

ـ كيف كان رأيه فيما يتعلق بدعوات الانفصال التي ينادي بها بعض زعماء المكونات الحراكية الجنوبية؟ 
× علي ناصر قال صراحة: الشارع ليس ملكي أو ملك علي سالم البيض أو ملك الحراك، المهم يتم إصلاح البلد وعودة المظالم وإنصاف المظلومين من أبناء المحافظات الجنوبية وستكون الأمور بخير.
 

ـ هل كان متفائلاً بنجاح مؤتمر الحوار الوطني؟ 
× هو يشيد كثيرأ بجمال بن عمر وأنه هبة السماء وأن على يديه ستحل كل العقد وقد وجهنا بنشر قيم المحبة وتهيئة الناس للحوار وتعميق معاني الإخاء بين الناس.. كما تحدثنا باستفاضة عن المشاكل التي قد تنجم في حال تمسك الجنوبيون بمطلب الانفصال، وقال: “نحن في المحافظات الجنوبية لن نتفق” وكان يقصد قيادات وزعامات الحراك الجنوبي، فالأفضل بقاء الوحدة.
 

ـ بخصوص لقائكم بحيدر العطاس ما الذي دار بينكم من حديث؟ 
× كان متحفظاً أكثر وكنا مع الأستاذ/ علي محمد سعيد والشيخ / سلطان السامعي، لكني أستطيع القول بأن الكل يريد مصلحة الوطن.
 
ـ قبل سفركم إلى القاهرة كانت السلطة المحلية تحملكم مسؤولية الانفلات الأمني بتعز وفسر البعض طول بقاءكم في القاهرة ربما لتبرئة ساحتكم من هذا الاتهام خاصة أن الوضع ظل على ما هو عليه..
 
هل نستطيع القول بأنكم أسقطتم هذه الشماعة أم لا؟
 
× ليست السلطة المحلية من كانت تحملنا مسؤولية التدهور الأمني، إنما هي بعض الصحف، لكني كنت متفقاً مع الأخ/ المحافظ على أكثر من قضية كان فيها ثارات بهدف حلها والتقيت به في مكتبه قبل يوم واحد من مغادرتي اليمن، حيث اتفقنا على أشياء معينة وتم انجازها وأثناء بقائي في القاهرة كنت على تواصل مع الناس الذين أسندت لهم مهمة حل هذه القضايا المتعلقة بالثارات والقتل ورجعت وقد تمت التنازلات وغداً ( اليوم الأربعاء) سنبدأ عملية التواصلات لإنهاء هذه القضايا.
 
ـ قلت إنك كنت على تواصل مع المحافظ شوقي هائل.. ما صحة ما قيل حينها أنه اعتكف وهدد بالاستقالة؟
 
× هذا الكلام غير صحيح، المحافظ لم يعتكف ولم يهدد بالاستقالة، هو كان في إجازته السنوية وربما فسر قضاءه لهذه الإجازة تفسيراً خاطئاً ومثل هذا الكلام كنت أتابعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
 
ـ لكن أنصاره خرجوا بمسيرة مؤيدة رغم ما أثير حولها من لغط كيف قرأتم هذه المسيرة؟
 
× تواصلت معه حينها وكان غير راضٍِ عنها وقال لي: “هم يعملوا أشياء من رؤوسهم أنا لا أريدها” قلت له: كيف تخرج مؤيدين لك في المسيرة والحقيقة أنه لا يوجد أحد ضدك وكل تعز معك ما دمت معها.
 

ـ ألم تكن هذه المسيرة موجهة ضد حزب الإصلاح من جهة وضد حماة الثورة من جهة ثانية واتهامهم صراحة بمحاولة عرقلة توجهات المحافظ من خلال استمرار المظاهر المسلحة في المدينة؟ 
× حماة الثورة، أعتقد أن هذه التسمية انتهت منذ فترة وكان دورها أثناء الأحداث عندما استدعت الضرورة، لكننا في رمضان عندما وقعنا على وثيقة لم يعد لهذه التسمية وجود، بل منذ تسلم المحافظ قيادة المحافظة والتقينا به بعد أسبوع واتفقنا حينها على أن أي شخص يلقى القبض عليه ومعه سلاح يتم مصادرته ولن نقوم بالمراجعة عليه أو الدفاع عنه.
 
ـ لكنكم لم تتخلوا عن السلاح.. فهل كان هذا الاتفاق يستثنيكم بصفة استثنائية وهل يمكنكم التخلي عن مرافقيكم؟
 
× ليس المرافقون الخاص، أنا أريد أولا ً من محمد منصور الشوافي ومن حمود الصوفي وغيرهم أن يتركوا مرافقيهم المدججين بالسلاح ونحن مستعدون لترك ذلك، لكني أنا لدي قضية ثانية ولدي مجموعة مرافقين من قبل ستة عشر عاماً،معي مشاكل مع أصحاب مأرب قلت لهم حلوها وأنا مستعد لترك السلاح وقلت للمحافظ أنا مستعد أمشي من غير مسدس فهل أنتم ضامنين حياتي، لقد شعرت وأنا أثناء وجودي في القاهرة بقمة السعادة وأنا أتجول بدون سلاح ولا مرافقين وهذا بحد ذاته هدف من أهداف الدولة المدنية التي خرجنا من أجلها وهي نفسها أهداف الثورة الشبابية السلمية.
 
ـ في موضوع آخر كيف تنظرون للتواجد الحوثي في تعز وتوجه بعض مشائخ المحافظة إلى صعدة لمقابلة زعيم جماعة الحوثي المسلحة؟
 
× تعز ستبقى مدنية ولن تكون غير ذلك، أما الناس الذين يذهبون إلى صعدة، فهذا بسبب أن إيران تضخ أموالاً إلى صعدة والبعض يذهب إلى هناك لأخذ نصيبه من الكعكة، وقبل محرقة ساحة الحرية كانوا يقولون لهم إن ثلثي الساحة هم مع الحوثيين واتضح أنهم لا يتجاوزون أصابع اليد.
 

ـ هل نستطيع القول أن الأحزاب السياسية، وأقصد أحزاب المشترك، قصرت أثناء الثورة الشعبية في استيعاب رؤى وأفكار الشباب، الأمر الذي جعل الحوثي يملأ هذا الفراغ بالمال الإيراني؟ 
× هذا صحيح، لكني أستطيع القول إن الحوثي عندما يترك السلاح ويدخل الحوار فستنتهي هذه الزوبعة وأي طرف سيرفض دخول الحوار فإن هذا الرفض لن يكون في صالحه والسلاح في الوقت الراهن لا يمكن المراهنة عليه، لأنه لم يعد لغة لفرض الأجندات وتحقيق المصالح، كما أنه لن يكون له مكان في الدولة المدنية الحديثة التي يجري بناؤها اليوم على قدم وساق.
 

ـ برأيكم إلى أين تتجه تعز في ظل الوضع الأمني القائم وهل تعتقدون أن المحافظ قادر على تحقيق ما يطالب به شباب الثورة من تحقيق أهداف ثورة التغيير التي خرجوا من أجلها ؟ 
× تتجه للاستثمار وللمدنية الحديثة وللمزيد من الوعي والثقافة، أما بالنسبة لتحقيق أهداف الثورة فهذه تحتاج إلى جهد الجميع وليس المحافظ بمفرده.
 

ـ فيما يتعلق بالمشائخ الذين اختارهم المحافظ كهيئة استشارية له وأنت واحد منهم، الكثير قرأ هذه الخطوة ومنهم شباب الثورة بأنها محاولة لإعادة إنتاج القبيلة من جديد.. كيف تعلقون؟ 
نحن كنا قد اتفقنا مع المحافظ على مجموعة من الناس المؤثرين يكونون مرجعية للمساهمة في حل الإشكالات الموجودة وليسوا كمجلس استشاري، عبارة عن لجنة اجتماعية تساهم في حل مشاكل الناس وكنت صاحب الفكرة، ثم دعيت أشخاصاً آخرين كالدكتور/ عبد القادر الجنيد وكان الاعتراض من قبل البعض على أن هذا القرار لم يتم تمثيل الناس جميعاً فيه، أما من حيث المبدأ فكان بدافع المساعدة في حل مشاكل المواطنين وهذا القرار جاء بحسن نية من المحافظ رغم محاولة البعض تأويله وهذه طبيعة الناس الذين يحاولون تأويل كل شيء.
 

ـ أفهم من كلامك أنك مع هذا المجلس الاستشاري رغم اعتراض البعض عليه؟ 
× لست مع فكرة الهيئة الاستشارية، لأن البعض يشعرون أنهم أقصوا منها ومن ضمنهم الأحزاب؟ وهذا ربما سيجعلنا ندخل في دوامة وكان الأفضل أن لا تسمى هذه اللجنة ولا يتم الإعلان عنها.
 

ـ هل تعتقد أن هذه الهيئة الاستشارية ستستمر أم أنها ستتلاشى وستنتهي في ظل هذا النقد الحاد لها؟ 
× أعتقد أنها كفكرة سوف تعزز بأفكار ومطروح بأنه يمكن أن يتم الاختيار لمن يصلح لهذه المهام، ليس الأشخاص الـ 14فقط، إضافة إلى أن هذه اللجنة لن يكون لها مهام أخرى سوى ما يتعلق بالأمن فقط.
 

ـ هل يمكننا القول بأن المحافظ أراد التخلص من المظاهر المسلحة لبعض مشائخ المحافظ، باعتبارهم جزءاً من المشكلة، فأسند لهم هذه المهمة ليضعهم أمام مسؤولياتهم؟ 
× أعتقد أن المشائخ هم جزء من المجتمع وكل يكمل الآخر.
 

ـ يقال أن الإنسان كلما خلا بنفسه كلما عمل مراجعة شاملة لأفكاره وتصوراته.. هل حدث هذا معك أثناء بقاءك في القاهرة على مدى الأشهر الماضية؟ 
×ليبتسم.. بحمدالله أنا أفكاري وتصوراتي واضحة وأعتقد أنها صحيحة، كما أنني استفدت من خلال تواجدي في القاهرة وقدمت ملفي في الجامعة للدراسات العليا في القانون ومن خلال لقاءاتي المستمرة مع الدارسين اليمنيين لاحظت أن اليمن تمتلك كوادر مؤهلة في كل المجالات وإذا أتيحت لها الفرصة هنا فإن اليمن ستصبح أفضل من مصر فيما يتعلق بالطب والتخصصات الأخرى، لكننا في اليمن أصبح لدينا عقدة من المحلي وحتى في مصر، فإذا أردت أن تفتح معهداً للغات أطلقت عليه المعهد اليمني الأمريكي للغات أو المعهد المصري الأمريكي للغات .
 

ـ في لقاء سابق مع “أخبار اليوم” قلتم أنكم كنتم حريصين على انضمام محافظ تعز الأسبق ابن منطقتكم، إلى الثورة السلمية.. هل ما يزال هذا الحرص حتى بعد أن حطت الثورة أثقالها؟ 
× بالنسبة للمحافظ السابق/ حمود الصوفي هو أفضل بكثير من غيره ممن عملوا مع النظام السابق وعندما التقينا في منزل عبد الكريم عبد الإله بداية الثورة قلت: أتمنى من المحافظ تأييد ثورة الشباب ويبقى هو المحافظ وسنكون جنوداً له.. وتواصلنا مع علي محسن بهذا الشأن وهو شخص ذكي ولعل مقابلته مع قناة اليمن اليوم مؤخراً أوضح فيها أشياء كثيرة وكان فيها موفقاً جداً وكنا على تواصل مستمر معه، حتى عندما كان في ألمانيا وقال حينها “أنا ابتعدت قليلاً وكنت أظن أن فترة الثورة ستكون مثل تونس أو مصر من حيث الوقت لكنها طالت وفعلت عدة عمليات ثم طال مرضي، بعدها وجدت نفسي مضطراً للعودة إلى الوطن”.. وعلى العموم وأنا متفق معه هذه الأيام أن نكمل دراستنا سوياً وبعدين لكل حادث حديث.
 

ـ أخيراً كهيئة استشارية للمحافظ هل ستحثونه على إقالة الفاسدين في المؤسسات الحكومية استجابة لمطالب شباب الثورة في ظل تزايد عمليات الفساد أكثر مما كانت عليه خاصة بعد ان أيقن هؤلاء أن التغيير لن يطالهم؟ 
× كنا وبعض الأحزاب متفقين مع الأخ المحافظ على أن يتم التغيير بشفافية، بالرغم من أن البعض كان يتحدث عن تقاسم المكاتب الإدارية بين الأحزاب، لكننا كنا متفقين أن هناك معايير للوظيفة يجب تطبيقها والعمل وفقاً لها، بعد ذلك لا يهم من يعارضها أو يتألم لها.

حوار اخبار اليوم