الجزيرة برس –من محمد عبد اللاه
القاهرة (رويترز) – ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم السبت مع كبار المسؤولين في البلاد نزوح مسيحيين من محافظة شمال سيناء بعد اعتداءات عليهم من جانب تنظيم الدولة الإسلامية الذي تنشط عناصر موالية له في المحافظة المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة.
وقال المتحدث الرئاسي علاء يوسف إن المشكلة نوقشت في اجتماع ضم إلى جانب السيسي رئيس الوزراء شريف إسماعيل ومحافظ البنك المركزي طارق عامر ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والعدل والمالية ورئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية.
وأضاف أن إجراءات اتخذت لإسكان النازحين إلى محافظة الإسماعيلية المجاورة “لحين الانتهاء من التعامل مع العناصر الإرهابية” مشيرا إلى أن السيسي أصدر توجيهات “بأهمية التصدى لكل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار فى مصر ووأد كافة مخططات هذه التنظيمات لترويع أبناء الوطن الآمنين وتهديد ممتلكاتهم.”
وتابع المتحدث يقول إن السيسي أصدر توجيهات للحكومة “باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسهيل إقامة المواطنين في المناطق التي انتقلوا إليها وتذليل أية عقبات قد تواجههم.”
وقتل سبعة مسيحيين في هجمات لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة العريش عاصمة المحافظة في ثلاثة أسابيع خمسة منهم بالرصاص والسادس بقطع الرأس والسابع بالحرق.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات وهدد في شريط مصور يوم 19 فبراير شباط الجاري بشأن هجوم على الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة باستهداف المسيحيين المصريين.
وقتل في هجوم الكنيسة الذي وقع في ديسمبر كانون الأول نحو 30 مسيحيا.
ويمثل مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء تحديا أمنيا للحكومة وأعلنوا مسؤوليتهم خلال السنوات الثلاث الماضية عن عدد من الهجمات المميتة في القاهرة ومدن أخرى في وادي ودلتا النيل.
ومنذ منتصف 2013 قتلوا المئات من رجال الجيش والشرطة في هجمات في شمال سيناء. كما قتلوا مدنيين اتهموهم بالتعاون مع الجيش والشرطة.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن محافظ شمال سيناء عبد الفتاح حرحور أصدر يوم السبت قرارا بتشكيل غرفة عمليات في ديوان عام المحافظة “تقوم بالاتصال مع (المسؤولين) المعنيين لتقديم كافة أنواع الدعم المطلوب لهم (المسيحيون) والعمل على تلبية احتياجاتهم.”
وقال مسؤولون وسكان إن مسيحيين واصلوا يوم السبت الانتقال إلى محافظات أخرى وإن ديوان عام محافظة شمال سيناء يقدم تسهيلات للراغبين في ترك العريش.
وأضافوا أن جثة مسيحي قتل يوم الخميس في منزله بالعريش أمام أطفاله الخمسة نقلت يوم السبت إلى مسقط رأسه في محافظة الدقهلية في دلتا النيل. وكان المسلحون قد أشعلوا النار أيضا في منزل القتيل.
وقال المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كبرى الكنائس المصرية القس بولس حليم في صفحته على فيسبوك يوم السبت إن وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي بحثت مع أسقف الإسماعيلية الأنبا سارافيم ومحافظ الإسماعيلية ياسين طاهر احتياجات الأسر المسيحية النازحة من شمال سيناء.
وأضاف المتحدث أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سهلت إسكان أكثر من 200 نازح مسيحي في حين استقبلت الكنيسة الإنجيلية 37 نازحا.
وقال مجلس كنائس مصر في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط إنه “يتابع بمزيد من الأسى والقلق ما يحدث في العريش لمواطنين مصريين مسيحيين من قتل وتهجير واعتداء على الممتلكات.”
وأضاف “نثق أن الدولة قادرة على التعامل مع هذه الأزمة ونتطلع إلى عودة هؤلاء المهجرين إلى بيوتهم وأعمالهم في أسرع وقت وتدبير كل ما يلزم لإنهاء معاناتهم.”
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط تأكيد مسؤول أمني أن الأجهزة الأمنية لم تطلب من المسيحيين مغادرة شمال سيناء.
وقال إن قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة تقوم بدورها “في مكافحة الإرهاب ومطاردة فلوله واتخاذ إجراءات تأمين جموع المواطنين بشمال سيناء ومنازلهم.”
وفي حادث منفصل قالت مصادر أمنية إن مسلحين يشتبه بأنهم موالون لتنظيم الدولة الإسلامية خطفوا رجلا من سوق مدينة رفح الحدودية يوم السبت ثم عثر على جثته مقتولا بالرصاص وقد ارتدى زي الإعدام البرتقالي الذي يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية قبل قتل من يقول إنهم متعاونون مع الجيش والشرطة.
ويقول الجيش إنه قتل مئات من مسلحي التنظيم خلال السنوات الماضية في الحملة التي تشارك فيها الشرطة.