السفير الأميركي يتهم الحوثيين بتسهيل عمليات عسكرية إيرانية ويخيرهم بين السلاح والحوار
الأثنين 1 ربيع الثاني 1434ﻫ 11-2-2013م

 

الجزيرة برس -صنعاء-قال السفير الأميركي باليمن جيرالد فاير ستاين إن بلاده لا تعتقد أن مشاركة الشيخ عبد المجيد الزنداني في مؤتمر الحوار الوطني باليمن سيدعم تنفيذ المبادرة الخليجية والمرحلة الانتقالية السياسية داخل البلاد. 
وأشار إلى أن الأمم المتحدة عرفت الشيخ الزنداني بأنه داعم للإرهاب,وبالتالي فإنه يوجد تواصل أميركي معه – حسب قوله. وفي مؤتمر صحفي عقد بالسفارة الأميركية بصنعاء على شرف وصول السفير رشاد حسين مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بمنظمة التعاون الإسلامي الذي وصل اليمن أمس في زيارة استمرت ليوم واحد.. قال السفير الأميركي إنهم لم يعقدوا أية لقاءات مع أي من القيادات السياسية يوم أمس السبت وأن جميع لقاءاتهم اقتصرت على منظمات المجتمع المدني وعلماء دين, منوهاً إلى أنه لم يكن هناك أي سبب أو داعٍ لكي يلتقوا بالرئيس السابق علي عبدالله صالح, إلا أن السفير رشاد حسين لفت خلال حديثه للصحفيين إلى أنهما إلتقيا بوزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي وكذا بنائب وزير الأوقاف, منوهاً إلى طاولة مستديرة جمعتهم بمؤسسات المجتمع المدني ومجموعة من الخطباء والواعضين.. 
وأكد السفير رشاد حسين بأن التدخل الإيراني في اليمن واضح وأن دعم طهران للحوثيين والحراك بالسلاح يهدد الأمن اليمني ومصالح أميركا وفي ذات الصدد أفاد السفير الأميركي “فاير ستاين” بأن الولايات المتحدة الأميركية تأخذ مسألة شحنة الأسلحة الإيرانية التي تم ضبطها باليمن على مأخذ الجدية. 
وفيما أشار إلى أن البحرية الأميركية تعاونت مع خفر السواحل اليمنية في القبض على السفينة وإيصالها إلى عدن.. اعتبر قيام دولة إيران بإيصال الأسلحة التي وصفها وزير الداخلية بأنها غاية في الخطورة, يعد مخالفة صارخة بالنسبة للجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة على إيران, كما يمثل تدخلاً صريحاً بالشؤون اليمنية, متابعاً بأن الولايات المتحدة رحبت بالتقرير الذي رفعته الحكومة اليمنية إلى لجنة العقوبات الخميس الماضي, وأضاف: نحن نتطلع كثيراً لتجاوب الأمم المتحدة وذلك بإرسال فريق تحقيق إلى اليمن للقيام بدور أممي بالتحقيق في هذا الشأن. 
وحول هل ستدعم أميركا الديمقراطية الحقيقية بعيداً عن المخاوف من الإسلام السياسي.. أجاب السفير رشاد حسين قائلاً: نحن موقفنا ثابت فنحن ندعم مجموعة من المبادئ والأمر يعود للشعوب العربية فيما يتعلق باختيار قاداتهم, ونحن ندعم حقوق الشعوب وإبداء آرائهم بحرية وبالتالي نحن نعارض العنف وندافع عن حقوق جميع الشرائح في المجتمع, منوهاً إلى أن الولايات المتحدة تنوي أن تشارك مع شعوب المنطقة العربية في الإصلاحات السياسية والاقتصادية وأضاف: نحن هنا في اليمن نشارك مع المجتمع المدني في القضية الإنسانية الموجودة.. مشيراً إلى ما تم إعلانه مؤخراً من معونات مقدمة بكلفة 10 ملايين دولار كمساعدات إنسانية لليمن, إضافة إلى 175 مليون دولار التي مُنحت لليمن في هذا المجال العام الماضي, مستدركاً بأن الولايات المتحدة رغم ما يثار من لفظ بشأن التنسيق والتعاون في المجالات الأخرى إلا أنها تتعاون مع اليمن في مجالات الحكم الرشيد وفرض سيادة النظام والقانون وقال: لدينا الكثير من المساعدات الأميركية القائمة داخل البلاد وقد توصلت الولايات المتحدة مؤخراً إلى إتفاق مع منظمة التعاون الإسلامي إلى أن هذه المنظمة أصبحت أكثر نشاطاً في المجالات الانسانية على أن تنفذ مشاريع في هذا المجال داخل اليمن. 
واستطرد السفير حسين بأن شعوب المنطقة هي من تتخذ مرشحاً أو حزباً بعينه ليحكمها فيما الولايات المتحدة – حد قوله – تدعم مجموعة من المبادئ, مضيفاً: نحن ندعم النظرية التي تقول “بأن الديمقراطية لا يمكن تأسيسها عن طريق الانتخابات لوحدها وأنه بغض النظر عمن يتم انتخابه فلابد من احترام هذه المبادئ, مشيراً إلى أن التغييرات التي حدثت في البلدان العربية والثورات العربية لا علاقة للولايات المتحدة بها, مشيراً إلى أنهم سيتعاملون مع الحكومات التي تنتجها هذه الشعوب. 
مبعوث أوباما الخاص بمنظمة التعاون الإسلامي, أشار في سياق حديثه إلى أن تعليمات الرئيس باراك أوباما تشدد على التواصل ليس فقط مع الحكومة اليمنية ولكن مع المنظمات المدنية وشرائح المجتمع الأخرى مثل الشباب والمرأة وكذلك الحال مع رجال الدين والواعظين, مضيفاً: وبالرغم أنها أول زيارة لي لكن أعتقد أني قد سمعت كل وجهات النظر المهمة داخل البلاد, مشيراً إلى أنه عقد حوارات وصفها بالمثمرة. 
ونوه إلى أنهم ينوون المحافظة على إيجاد حلول دبلوماسية للخلافات التي بين أميركا وإيران, مشيراً إلى أن هناك التزامات دولية يجب على إيران الوفاء بها, واصفاً قضية شحنة الأسلحة بالمزعجة. 
وحول سؤال طرحته “أخبار اليوم” مفاده أنه إذا ما كانت مشاركة الشيخ عبد المجيد الزنداني لا تخدم المبادرة والحوار فأن هناك جماعات مسلحة مثل جماعة الحوثي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي والإدارة الأميركية حريصة على إشراكها في الحوار.. كيف يكون تفسير ذلك؟!.. هل هو الخوف من الجماعات المسلحة أم من إسلام سياسي معين, أجاب السفير حسين: بأنه كجزء من زيارته الأولى لليمن فقد تحدثوا مع مجموعة من القادة الدينيين وشرحوا لهم الحاجة لمشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني بما فيها الأقليات الدينية, مستدركاً بالقول: ولكن ليس هناك مكان لأي طرف خارجي أن يلعب دوراً داخل الجدل الديني, مشيراً إلى أن أهم شيء في الحوار هو المصالحة فيما بين هذه المجموعات إلا أنه في نهاية الأمر يعود لهذه المجموعات نفسها – حد قوله. 
وفي السياق ذاته أضاف السفير الأميركي “فاير ستاين” أنهم قلقون جداً فيما يتعلق بالمواجهات العنيفة بين الأطراف المذهبية حسب تعبيره, مشيراً إلى أنه وحسب علمهم أن ذلك لا يمثل تقليداً يمنياً, على اعتبار أن جميع هذه الشرائح المذهبية – حد قوله – تعايشت مع بعضها لقرون طويلة, مذكراً أنه في ما بدأت هذه المواجهات فأنه من الصعب إيقافها ولن تكون لها نهايات سعيدة, منوهاً إلى أن الأمر يعود لليمنيين أنفسهم في أن يتوحدوا بأسرع وقت ممكن.
وقال السفير الأميركي فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال: نحن نتفق مع أولئك الذين ينادون بأنه يجب على الحوثيين أن يتخلوا على الأسلحة ويتحولوا إلى حزب سياسي سلمي ونحن نعتقد أن هذا هو الطريق المثالي, ولكن أيضاً نعتقد بأن الحوثيين يمثلون شريحة مهمة جداً داخل المجتمع اليمني ويجب تمثيلهم في الحوار الوطني ونعتقد أنه في مجال لتقوية الوحدة اليمنية ولذلك فإن مشاركة الحوثيين تمثل جزءاً هاماً في هذا المجال حتى يتمكنوا من حل خلافهم عبر الحوار والمفاوضات, أنا سأختلف معكم على أن عبد المجيد الزنداني لا يمثل جماعة مسلحة, عبد المجيد الزنداني موضوع على لائحة الأمم المتحدة لداعمي الإرهاب نتيجة تواصله مع القاعدة ونعتقد أنه عبر الزمن فقد سهل ودعم بعض الأعمال الإرهابية هنا داخل اليمن ودعم جهوداً لمهاجمة الولايات المتحد وبالتالي فأننا لا نرى دوراً مناسباً له في الحوار الوطني. 
وأضاف السفير الأميركي بصنعاء: يجب أن لا يكون هناك قلق من مجموعة الحوثي كجماعة ونحن قد شرحنا في الماضي قلقنا من دور محددً يقوم به الحوثيون وذلك عبر دعم إيران في تدخلاتها في شؤون اليمن, وحتماً شحنة الأسلحة الإيرانية تظهر إن إيران ليس لديها الرغبة بدعم أي مجموعة سوى تلك المجموعات التي ربما تسهل أعمالاً عسكرية تقوم به إيران أو تقوم بأعمال عنيفة بناء على التعليمات الإيرانية ولكن موقفنا أيضاً يجب على الحوثيين أن يأتوا بقضاياهم إلى طاولة الحوار وقد قالوا لنا في الماضي بأنهم سيشاركون في الحوار ونحن نعتقد أنه يجب عليهم أن يفعلوا ذلك وحتماً استخدام الحوار والمناقشات يوجب عليهم أن يضعوا أسلحتهم, ولكننا نتفق معكم بأنه لايمكن لهم القيام بالعملين في آن واحد كأن يحضروا الحوار الوطني ويستمروا بحمل السلاح أما واحد أو الآخر. 
وعلى صعيد آخر نفى السفير الأميركي أن يكون صرح مؤخراً بأن اليمنين فشلوا في التحضير للحوار. 
وحول ما الذي يحول دون تسليم الزنداني لأميركا.. أوضح السفير الأميركي بأنه يعتقد أن الدستور اليمني لا يسمح بتسليم أي مواطن يمني. 
حول ما يتعلق بالحراك الجنوبي.. أوضح جيرالد فاير ستاين أن مجموعة العشرة السفراء حثوا القيادات في الحراك الجنوبي على المشاركة بالحوار وأنه سيتم إيجاد حلول جيدة للقضايا العالقة, مشيراً إلى أن الرئيس هادي والحكومة يعملون عبر نقاط تواصلنا في الجنوب على تشجيعهم على المشاركة في الحوار، مبدياً أمله في أن يكلل ذلك بالنجاح. 
وفيما يخص شباب الثورة قال السفير الأميركي: الشيء الأساسي نحن نعتقد أن المبادرة الخليجية والحوار الوطني يمثلان إطارين لتنفيذ وتحقيق أهداف الثورة وقال الشباب إنهم يريدون يبنون دولة حديثة وديمقراطية والقضايا التي تتعلق بمشاكل البلاد وكذلك الحكومة على طاولة الحوار قالوا بأنهم يريدون إعادة هيكلة الجهاز العسكري والأمني وهذا الآن ينفذ, وأرادوا مغادرة علي عبدالله صالح وهذا قد تم إنجازه, وبالتالي وبمراجعة مطالب الشباب التي قدمت في عام 2011م كل هذه المطالب تضمنتها المبادرة الخليجية وفيما يتعلق بتمثيلهم في الحوار الوطني, هذا تم مناقشته داخل إطار لجنة الإعداد للحوار وكان الشباب حاضرين ولكن إذا نظرنا في النسب فإن حصة الشباب المستقلين “40” مقعداً وإضافة إلى ذلك لديهم 20% من 525 مقعداً وهكذا عندما يبدأ الحوار الوطني يكون لدى الشباب “150” مقعداً وهذا أكثر من الربع ويقترب من الثلث تمثيلاً للشباب واعتقد أن هذا يمثل تمثيلاً جيداً وآمل أن يأتوا جاهزين لايستغلوا هذا التمثيل, ولكن لا يجب أن يكون هناك أدنى شك لدى أي إنسان فيما يتعلق بوجهات النظر الأميركية, فأننا نعلق أهمية حصول على الصوت الشبابي داخل الحوار الوطني ونأمل أن يلعبوا دوراً حيوياً وإيجابياً في نتائج هذا الحوار. 

اخبار اليوم