الحمدلله أن العملية السياسية في اليمن انهارت رياض الأحمدي
السبت 4 ربيع الثاني 1436ﻫ 24-1-2015م

 

أحياناً وليس دائمأً يكون الحل هو ما يحذر منه الناس جميعاً.. لطالما استمعنا للتحذيرات من انهيار العملية السياسية. الآن انهيار العملية السياسية الكئيبة.. ربما يكون المخرج الذي يبحث عنه الجميع. 

هذا أفضل خبر، لأنها كانت تسير في اتجاه واحد نحو الاحتراب الأهلي طويل المدى وإثارة النعرات المناطقية والمذهبية. الآن انتقلت السلطة من الخارج والرئيس الضعيف أو المتواطؤ إلى يد مؤسسة دستورية مهما كانت الملاحظات حولها. ألا وهي البرلمان أو حتى تشكل مجلس عسكري أو مدني بدعم البرلمان والقوى..

بإمكان الأطراف الفاعلة أن تتحرك كل طرف بحجمه وتحديات الواقع تجعل الكل متفهماً.  فلا متمصلح من الخراب. 
الرئيس هادي نفسه استفاد، لأنه اتخذ القرار الذي يخدم مصلحة اليمن إن شاءالله. 

الحوثيون أنفسهم استفادوا لأنهم أمام تحدي يفرض عليهم أن يلتزموا الشراكة الفعلية ويعملون كطرف سياسي ضمن الأطراف الأخرى بواقعية وعدم التهور في السعي للسيطرة على الدولة.

الذي يمسك بجزء من سلطة الواقع هو الحوثي والذي يمسك السلطة دستورياً  بعد استقالة هادي هو المؤتمر الشعبي، وهو حزب  معروف حكم البلد لعقود، مهما كانت أخطاؤه، إلا أن له في النهاية أدواته وأساليبه، ومطلوب منه الاستفادة من الأخطاء. وهو يعرف ما عليه ويعرف كيف أن عليه تقع مسؤولية عمل ما يوقف تصاعد النعرات والانهيارات وأن ينسق مع الجميع. 

إذن؛ كل ما يحتاجه اليمنيون الآن هو الحكمة وإخلاص النية لأجل الله ثم الوطن ومصالحه والحفاظ على تماسك البلاد ورفض كل دعوات التمزيق ورفض إعادة الوصاية الدولية مهما كان.

يمكن أن يستفيد الجميع.. الذي يؤجج الآن هو، الدعوات التقسيمية والأصوات الانفعالية التي تظن أن الزمن قد انتهى. وأن البلد قد سقط.. أفضل خبر في الفترة الأخيرة هو سقوط العملية السياسية بعد أن انحرفت كلياً لصالح الفوضى والخراب. الآن هناك مخاطر، ولكن بالإمكان مواجهتها والتأثير فيها على الأقل. والله خير حافظ.

نشوان نيوز